ما أسباب انخفاض الروبل لأدنى مستوياته في عام ونصف ؟

تعدد أسباب تراجع الروبل الروسي مقابل الدولار حيث انخفض سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار الأمريكي مقابل الروبل الروسي، خلال بداية الأسبوع الثالث من شهر أغسطس الحالي، ليصل الزوج  إلى أعلى مستوى له منذ 23 مارس من العام الماضي، عندما انهارت العملة الروسية بسبب غزو أوكرانيا وتوالي فرض عقوبات غربية على روسيا.

في الوقت الحالي، سجل سعر الدولار مقابل الروبل مستويات 102.35 علمًا ان الزوج سجل أعلى مستوياته على الإطلاق عند مستويات 154.25 خلال مارس من العام الماضي.

أسباب تراجع الروبل الروسي مقابل الدولار 

ارتفاع الواردات وتدفقات رأس المال الخارجية

حيث توسعت واردات روسيا من السلع والخدمات من الخارج، خاصة من الدول الآسيوية غير المشاركة في العقوبات. هذا يعني أنه يتم استبدال المزيد من الروبل بالعملات الأجنبية، مما يقلل من قيمة الروبل. في الوقت نفسه، توسع سحب الروس من حجم الأصول المملوكة لهم من النظام المصرفي والعمل على نقلها إلى ملاذات أكثر أمانًا، مثل الذهب أو العملات الأجنبية. وهذا يقلل من الطلب على الروبل ويزيد من الضغط على سعر الصرف.

انخفاض الصادرات الوسية وتوسع العقوبات،

مثلت صادرات النفط والغاز المصدر الرئيسي لعائدات التصدير في روسيا، حيث يمثلان حوالي 60٪ من إجمالي صادرات البلاد ومع ذلك، تسبب تراجع أسعار النفط خلال الفترة الأخير من الشهر الجاري خاصة بعد بيانات الصين السيئة في توسع مخاوف تراجع الطلب العالمي على الخام. علاوة على ذلك، تسببت العقوبات الغربية التي اجبرت روسيا على إعادة توجيه صادرتها النفطية لدول غير غربية، بالتزامن مع فرض سقف لسعر الخام الروسي يقدر 60 دولاراً للبرميل، كذلك تقيد وصول شركات النفط الروسية إلى التمويل والتأمين الدوليين. أدت هذه العوامل إلى انخفاض عائدات الصادرات الروسية وزيادة الضغط على الروبل.

في هذه النقطة يجب الاشارة ايضاً لقرار روسيا بخفض حجم إنتاجها من الخام في إطار تحالفها مع المملكة العربية السعودية ودول غيرها من كبار المصدرين في تحالف أوبك بلس بهدف الحفاظ على استقرار أسعار الخام.

ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات

عاد الدولار الأمريكي للارتفاع مقابل العملات الرئيسة وعملات الأسواق الناشئة وسط توسع مخاوف التضخم في الولايات المتحدة. مما يدعم الفيدرالي في مواصلة سياسة التشديد النقدي التي تقوي العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية وعملات الأسواق الناشئة، مثل الروبل الروسي، واليوان الصيني، والليرة التركية، والبيزو الأرجنتيني.

زيادة النفقات العسكرية وعدم اليقين السياس

اخيرًا تسببت زيادة النفقات العسكرية وعدم اليقين السياسي في زيادة تراجع العملة الروسية، في الوقت الحالي توسع روسيا من نفقاتها على عملياتها العسكرية في أوكرانيا ومناطق أخرى، وكذلك على صناعة الدفاع المحلية. وهو ما يؤدي إلى زيادة عجز الميزانية الحكومية وارتفاع معدلات التضخم، حيث يتم ضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد دون زيادة مقابلة في الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، واجهت روسيا بعض عدم الاستقرار السياسي مؤخرًا، مثل محاولة التمرد من قبل مقاتلي فاجنر المرتزقة بقيادة يفغيني بريغوزين، الحليف المقرب للرئيس بوتين. أثار هذا الشكوك حول قبضة بوتين على السلطة وقدرته على إدارة الأزمة الاقتصادية.

رفع الفائدة في روسيا

من جهه عقد البنك المركزي الروسي اجتماع خلال الأسبوع الماضي حيث اقرت لجنة السياسة النقدية في البنك رفع سعر الفائدة الرئيسي في البلاد  بمقدار 350 نقطة أساس لتسجل أسعار الفائدة في روسيا نسبة 12٪ حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو 2022. يسعى البنك المركزي في البلاد لدعم الروبل الذي يواجه ضغوط هبوطية. 

في غضون ذلك، يرى المحللين أن تدخل البنك المركزي الروسي الطارئ وعلى الرغم من نجاحه في السيطرة على تراجع سعر الصرف الروبل، الا إن هذا الإجراء لدعم الروبل لا يمثل الا حل مؤقت. خاصة وأن الاقتصاد الروسي يرزخ تحت قائمة مطولة من العقوبات المتنوعة، بالتزامن مع ارتفاع التضخم.

 

التعليقات مغلقة.