هل يسبق البنك المركزي الأوروبي الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو

خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو اسبقية البنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يخص قرارات السياسة النقدية تبدو معرضة للتحول للمرة الأولى على يد البنك المركزي الأوروبي ، فبينما سبق الفيدرالي الأمريكي أغلب البنوك المركزية العالمية فيما يخص رفع سعر الفائدة، خلال الربع الاول من عام 2022، حيث اتبعه البنك المركزي الأوروبي، وفي وقت متأخر بنك إنجلترا. قد يشهد الأمر تحول فيما يخص خفض الفائدة. 

خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو

خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو
خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو

 أدت التحديات الاقتصادية المستمرة داخل منطقة اليورو إلى توقعات بخفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، خاصة عند مقارنتها بموقف بنك الاحتياطي الفيدرالي. لا يتوقع المتداولون فقط احتمالية أكبر لخفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في يونيو مقارنة ببنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي تشير التقديرات الحالية إلى استبعاد أول خفض لسعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى شهر سبتمبر القادم بعد بيانات التضخم الأمريكية والتي جاءات أعلى من التوقعات. الأمر لا يتوقف عن اسبقة خفض الفائدة فقط بل اقرار المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة طوال عام 2024 بأكمله.

ويعكس الانخفاض الأخير في زوج اليورو مقابل الدولار أيضًا الفجوة المتزايدة في مسارات أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. ويتفاقم ضعف اليورو بسبب البيانات الاقتصادية القوية الصادرة عن الولايات المتحدة، على النقيض من تباطؤ اقتصاد منطقة اليورو وانخفاض الضغوط التضخمية. وقد أدى هذا التناقض إلى زيادة الدعوات الموجهة إلى البنك المركزي الأوروبي لتنفيذ تخفيضات أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا، حيث اقترحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد تخفيضا محتملا في يونيو.

تبدو تصريحات صناع السياسة النقدية لدى البنك المركزي الأوروبي كتمهيد أولي للخطوات الفعلية التي يمكن أن يقرها البنك المركزي الأوروبي في سياسته النقدية خلال الربع الثاني من العام الجاري. يمكن من خلال تتبع تلك التصريحات رسم صورة أولية لمسار السياسة النقدية. خلال اجتماعه في أبريل، اختار البنك المركزي الأوروبي إبقاء أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي. ومع ذلك، اعترفت المؤسسة بوجود تضخم هادئ وشددت على أنه “سيكون من المناسب خفض المستوى الحالي لقيود السياسة النقدية”.

البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة ما لم تحدث صدمات أو مفاجآت كبيرة

خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو
خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو

كانت أبرز التصريحات صادرة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد والتي قالت بأن البنك “سيخفض أسعار الفائدة قريبًا، ما لم تحدث أي مفاجآت كبيرة”. وأضافت لاجارد “إننا نلاحظ عملية انكماشية تتحرك وفقًا لتوقعاتنا… إذا لم نواجه صدمة كبيرة في التنمية، فإننا نتجه نحو لحظة يتعين علينا فيها تخفيف السياسة النقدية التقييدية”.

في نفس الإطار  أكد عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ورئيس بنك فرنسا فرانسوا فيليروي دي جالهاو أنه يرى أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو “ما لم تحدث صدمات أو مفاجآت كبيرة”. واضاف فيليروي : “لقد حان الوقت في منطقة اليورو لتخفيف القيود النقدية، يجب علينا، باستثناء الصدمات أو المفاجآت الكبرى، أن نقرر خفض سعر الفائدة لأول مرة في اجتماعنا المقبل في 6 يونيو”. 

كما شدد صانع السياسة كذلك على أنه إذا أثرت العوامل الجيوسياسية على التضخم الأساسي، فقد يقوم البنك المركزي الأوروبي بإجراء تعديلات.

وأشار إلى أنه “سيكون هناك المزيد من التخفيضات هذا العام والعام المقبل، وستسترشد وتيرتها بالبيانات في نهج حقيقي لكل اجتماع على حدة”.

 قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك فنلندا أولي رين، في نفس إطار التأكيدات، إن صناع السياسة النقدية في الكتلة قد يبدأون في تخفيف أسعار الفائدة بحلول الصيف حيث انخفضت أرقام التضخم بشكل ملحوظ مقارنة بارتفاع عام 2022″ ،مع اقتراب الصيف، يمكننا أن نبدأ في خفض مستوى القيود في السياسة النقدية، بشرط أن يستمر التضخم في الانخفاض كما هو متوقع. 

قد يهمك كذلك

خطط عالمية لاعتماد السيارات الكهربائية و التخلص من التى تعمل بالبنزين

البنك المركزي الأوروبي قادرًا على خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو

خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو
خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو

على مدار شهر أبريل الجاري، لم تتوقف تصريحات أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي حول مستقبل السياسة النقدية، وإمكانية خفض أسعار الفائدة. حيث قال رئيس البنك المركزي الأيرلندي غابرييل مخلوف أن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يكون قادرًا على خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو.

أعتقد أننا قريبون جدًا من ذلك الآن، أكثر مما كان عليه قبل عيد الميلاد. وقال مخلوف أنه من وجهة نظره، لدي البنك المركزي الأوروبي الــ “ثقة كبيرة” لخفض أسعار الفائدة. 

كما  أكد عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ورئيس دويتشه بوندسبانك (بوبا) يواكيم ناجل وجهة نظره السابقة بأن فرص قيام المؤسسة السابقة بخفض أسعار الفائدة في يونيو قد زادت. وفي حديثه أصر ناجل على مثل هذا الموقف على الرغم من الإشارة إلى أن التضخم قد لا يصل إلى هدفه البالغ 2% في عام 2025. وأشار إلى أنه يمكن أن يرى أيضًا أن الأسعار في منطقة اليورو تواجه ضغوطًا “لبعض الوقت”. 

استقرار التضخم حتى نهاية 2024

أما حول توقعات التضخم قال بييرو سيبولوني عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي إنه يتوقع أن يظل التضخم حول المستوى الحالي لبقية العام. وفي وقت سابق اليوم، تم تأكيد معدل التضخم السنوي لشهر مارس عند 2.4%. وتوقع أن يبدأ التضخم في الانخفاض نحو هدف 2% العام المقبل ويصل إليه بحلول منتصف عام 2025، مضيفًا أن البنك المركزي الأوروبي يمكن أن يبدأ في تخفيف سياسته التقييدية إذا دعمت البيانات الواردة في يونيو ويوليو تقييمه.

واضاف سيبولوني أيضًا أن بيانات مؤشر مديري المشتريات الواردة تشير إلى أن منطقة اليورو تظهر علامات على التعافي الاقتصادي وأنه من المتوقع أن ترتفع الإنتاجية نتيجة لذلك. لكنه حذر من “خطر كبير” من أزمة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تعطيل إنتاج النفط والنقل يمكن أن يؤثر على أسعار الطاقة.

على الجانب الاخر، لم تكن الحمائم صاحبة الصوت الوحيد داخل البنك المركزي الأوروبي، حيث ظهر صوت خافت لم يستبعد تثبيت سعر الفائدة لمدة أطول دون الحديث عن توقيت بدء خفض سعر الفائدة. في هذا الشأن،صرح نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جيندوس، بأن “أسعار الفائدة ستظل مقيدة بما فيه الكفاية طالما كان ذلك ضروريًا”، وامتنع عن إعطاء أي يقين بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة في منتصف العام.  ومع ذلك، أصر على أن صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي يمكن أن يستعيدوا الثقة إذا كانت توقعات التضخم والتضخم الأساسي وقوة انتقال السياسة النقدية تشير جميعها إلى تحرك الأسعار “بطريقة مستدامة” للوصول إلى الهدف المتوقع وهو 2%.

الملخص حول خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو

توقع صناع السياسة النقدية لدى البنك المركزي الأوروبي، خفض أسعار الفائدة الأوروبية في يونيو. كأول خطوات تحول السياسة النقدية خلال الصيف المقبل. مع توالي تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي، التي لمحت وصرحت بالفعل  بأن شهر يونيو قد يشهد خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة، كانت أبرز الأصوات داخل مجلس الإدارة المنادية بذلك هم فرانسوا فيليروي دي جالهاو، وجابرييل مخلوف، وأولي رين، من بين آخرين.

بينما ترتفع حالة اليقين بخصوص خفض أسعار الفائدة تنبع أكبر المخاطر التي قد تجبر المركزي الأوروبي على تأجيل ذلك الخفص من الجغرافيا السياسية، سواء الوضع المتدهور في أوكرانيا أو التصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط، مع كل هذه المخاطر.

 

التعليقات مغلقة.