الأصول المالية الأكثر ربحًا والأعلى خسارة في 2023

الأصول المالية الأكثر ربحًا والأعلى خسارة في 2023 حيث تباين أداء الأصول المالية في 2023 ومع اقتراب نهاية العام يمكن وضع تصور لأصول المالية الأكثر ربحًا والأعلى خسارة في 2023، شهدت الأسواق المالية أداءً متميز للبعض من حيث الحركة الكبيرة التي سجلتها غالبية فئات الأصول ، شهد العام الكثير من التحديات الجيوسياسية مثل الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بعد عملية السابع من أكتوبر، واستمرار الحرب في أوكرانيا.

بالإضافة للتحديثات السياسة النقدية لدى البنوك المركزية، وتراجع التضخم، ومشكلات القطاع المصرفي الأمريكي. هناك بعض القرارات التي أثرت على تداولات النفط مثل خفض الإنتاج التطوعي من كبار الدول المنتجة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وروسيا.

كما تواصل إقرار العقوبات الغربية مع روسيا. التحديات التي تواجهه الاقتصاد الصيني. لكن يمكن وضع عنوان رئيسي لحركة الأسواق المالية خلال 2023 في نجاح جهود البنوك المركزية في التحكم بالتضخم.

تباين أداء الأصول المالية خلال 2023

اما عن تحركات الأسواق فقد شهدت بعض الأصول المالية تحقيق مكاسب حيث وصلت بعض الأصول إلى أعلى مستوياتها على الاطلاق مثل الذهب الذي سجل قمم تاريخية، كذلك بعض المؤشرات الأمريكية، على الجانب الاخر تأثرت بعص فئات الأصول بشكل سلبي، ربما بسبب عوامل مثل التوترات الجيوسياسية أو اضطرابات في القطاع المصرفي الأمريكي. يتطلب ذلك من المستثمرين تحليلاً دقيقاً للفئات المختلفة لفهم العوامل المؤثرة على أدائها.

لذا من المهم التأكيد على أن التحليل المستمر للظروف الاقتصادية والمالية تعتبر من أهم العوامل التي تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة وتوقع توجهات الأسواق المستقبلية بشكل يحقق لهم عائد استثماري قوي.

أداء الأصول المالية في 2023

الأصول المالية الأعلى ربحًا في 2023

البيتكوين 

عند مراجعة أداء الأصول المالية في 2023 تأتي البيتكوين في مقدمة القائمة. بدأت هذه العملة المشفرة العام عند سعر 16.6 ألف دولار، وارتفعت إلى أكثر من 42 ألف دولار بحلول 18 ديسمبر. كان الدافع الئيسي وراء ارتفاع العملة المشفرة حالة من التفاؤل التي سادت ما بين المستثمرين بشأن احتمال موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على صناديق متداولة في البورصة تعتمد على سعر البيتكوين الفوري. كما استفاد سوق العملات المشفرة من التوقعات بشأن تحول السياسة النقدية التي تتبعها لبنوك المركزية الكبرى من التشديد إلى التحفيز، وسط تقارير حول خفض معدلات الفائدة استجابةً لتباطؤ التضخم.

سوق الأسهم الأمريكية

شهدت الأسهم الأمريكية أداءً قوياً في عام 2023، مدفوعة بتباطؤ التضخم وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدلات الفائدة.

  • سجل مؤشر “داو جونز” الصناعي ارتفاعًا بنسبة 12.5% منذ بداية العام حتى جلسة 18 ديسمبر.
  • حقق “إس آند بي 500” مكاسب بلغت نحو 23% خلال نفس الفترة.
  • ربح موشر “ناسداك” بنحو 42% خلال نفس الفترة.

قاد انتعاش قطاع التكنولوجيا بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي المكاسب في وول ستريت هذا العام، “العمالقة السبع” – آبل، ألفابت، إنفيديا، ميتا، مايكروسوفت، تسلا، وأمازون – شهدت أسهمهم ارتفاعات ملحوظة، مع تصدر إنفيديا بزيادة قدرها 220% منذ بداية العام. كذلك بدعم توقعات بخفض الفائدة في 2024.

لم تقتصر المكاسب على أسواق الولايات المتحدة فحسب، بل امتدت أيضاً إلى أوروبا واليابان، مدعومًا بجهود البنك المركزي الأوروبي في التحكم بالتضخم. حتى الأسواق الناشئة كان لها نصيب من المكاسب، حيث ارتفعت الأسهم بنحو 6% مدعومة بتوقعات الوصول إلى ذروة تشديد السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى.

  • ارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنحو 12% منذ بداية العام،
  • أما في اليابان، فقد قفز مؤشر “نيكي 225” بأكثر من 25%، متجاوزًا أعلى مستوياته منذ التسعينيات.

الذهب يسجل مستويات تاريخية

على الرغم من الارتفاع في الأصول الأكثر مخاطرة مثل الأسهم والبيتكوين، فقد استمر الإقبال على الذهب، المعروف بكونه أحد الملاذات الآمنة الرئيسية. تلقى الذهب دعمًا هذا العام بسبب تزايد التوترات الجيوسياسية والتوقعات بأن البنوك المركزية الرئيسية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، قد تتجه نحو خفض معدلات الفائدة في العام المقبل.

شهد العقد الأكثر نشاطًا للذهب ارتفاعًا بأكثر من 11% منذ بداية العام حتى تسوية 18 ديسمبر. وفي وقت سابق من شهر ديسمبر، وصل الذهب إلى أعلى مستوى في تاريخه، بلغ 2150 دولارًا للأوقية، قبل أن يتراجع عن هذه المستويات القياسية لاحقًا.

أداء الأصول المالية في 2023

الأصول المالية الأكثر تراجع في 2023

على الجانب الاخر، عند مراجعة أداء الأصول المالية في 2023  الأكثر تراجعًا نجد تصدر البلاتين على الرغم من تصنيفه من المعادن الثمينة، تراجع البلادتين بنسبة هبوط كبيرة تتجاوز 8% منذ بداية 2023، حيث تراجع إلة أدنى مستوياته في عقد من الزمن. حيث يتداول المعدن بنحو ثلث قيمته في عام 2008. كان السبب الرئيسي للتراجع بسبب فائض المعروض وتراجع الطلب. تبرز أهم أستخدمات البلاتين في العديد من الصناعات، أبرزها في تقنيات خفض الانبعاثات بمركبات الديزل.

الأسهم الصينية

يتعرض الاقتصاد الصيني لضغوط كبير، والتي انعكست في أداء الأسهم الصينية خلال العام الجاري، حيث شهدت تراجع خلافًا لأداء الأسهم في معظم دول العالم.

تراجع مؤشر شنغهاي: انخفض مؤشر “شنغهاي” للأسهم الصينية بأكثر من 5% منذ بداية العام.

 يعود التراجع إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، القلق حول أزمة الديون في قطاع العقارات، وتخارج المستثمرين الأجانب من السوق الصيني.

النفط

تحول النفط من كونه أحد أفضل الأصول أداءً في العام السابق إلى واحد من الأسوأ في عام 2023. تراجعت أسعار النفط بحوالي 10% مقارنة ببداية العام، متأثرة بمخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على النفط بسبب ضعف النمو الاقتصادي في مناطق مختلفة.

كما ساهم الارتفاع في الإنتاج الأمريكي في هذا التراجع. على الرغم من ذلك، واصل تحالف “أوبك بلس” جهوده للتحكم في تخمة المعروض بخفض الإمدادات، ومن المتوقع استمرار هذه الإجراءات حتى الربع الأول من 2024 على الأقل.

الدولار الأمريكي

تعرض الدولار لانخفاض في قيمته مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مُسجلًا خسارة تقارب 1% هذا العام. على الرغم من بلوغ مؤشر الدولار مستويات قوية في وقت سابق من العام، إلا أنه فقد جميع مكاسبه لاحقًا مع توقعات الأسواق بنهاية دورة التشديد النقدي. تتوقع الأسواق خفض معدلات الفائدة الأمريكية في عام 2024 بعدد مرات يزيد عن توقعات الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير.

الملخص

عند مراقبة أداء الأصول المالية في 2023 حيث ارتفع الذهب مسجلاً قمة تاريخية، بالتزامن مع ارتفاع البيتكوين أما في سوق الأسهم نجد أن الأسهم الأمريكية واحدة من بين أعلى الأصول تحقيقًا للعوائد بين فئات الأصول الرئيسية، وذلك بدعم من عمالقة التكنولوجيا الذين استثمروا بكثافة في الذكاء الاصطناعي ، كان أداء الأسهم الأوروبية جيدًا أيضًا، حيث فضل المستثمرون أسهم القيمة وسط ارتفاع أسعار الفائدة. وتبعتها الأسهم اليابانية عن كثب.

على الجانب الاخر، كانت للأسهم الصينية أسوأ أداء، بسبب العلاقات الاقتصادية المتوترة مع الولايات المتحدة والبيانات الاقتصادية المخيبة للآمال.

لم تقتصر الخسائر على السوق الصينية حيث تراجع النفط الذي لم يتأثر بشكل مجمل بدعوات خفض الإنتاج او التوترات الحالية في منطقة البحر الأحمر، حيث كانت لبيانات الصين المخيبة للآمال تأثير سلبي كبير على سعر الذهب، كذلك الانقسام داخل منظمة الدول المنتجة للبترول (أوبك) وخاصة تصاعد اعتراضات الدول الإفريقية على خفض حصص الإنتاج الأمر الذي انتهى بانسحاب أنجولا من المنظمة.

في نفس تراجع الدولار الأمريكي وسط التحول المتوقع في السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية، والبلاتين بسبب وفرة المعروض.

التعليقات مغلقة.