نستعرض اداء الأسواق خلال النصف الاول من 2022 حيث مرت 6 أشهر يمكن وصفها بالغير عادية على المستثمرين في غير اعتيادية الأسواق المالية. شهدت خلالها توسع المخاوف والاضطرابات وسط حالة من عدم اليقين لم تشهدها الأسواق منذ عقود.
تراجعت أسواق العالمية وخاصة في وول ستريت باعلى وتيرة منذ سبيعينات القرن الماضي. بينما ارتفعت عوائد السندات وأسعار الغذاء والنفط والدولار. تباين الذهب ما بين ارتفاعات قوية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتراجع بعد سلسلة من رفع أسعار الفائدة الأمريكية. كما ظهرت القيمة الحقيقية للعملات المشفرة في الأسواق المالية مع تسجيل العملة المشفرة الأولى عالمياً تراجعات غير مسبوقة.
عوامل التقلبات في الأسواق
شهدت الأسواق المالية تغييرات قوية بناء على معطيات شهدها العالم بداية من ارتفاع معدل التضخم العالمي، رفع أسعار الفائدة بشكل متتالي وسط تشديد السياسات النقدية، غزو روسيا لأوكرانيا، والاغلاق في الصين وسط تبني سياسة صفر كوفيد.
الأسواق خلال النصف الاول من 2022
- تراجعت “البيتكوين” بحوالي 65% لتقود خسائر العملات المشفرة،
- انخفضت الأسهم الأمريكية بحوالي 20% كما سجلت الأسواق الأوروبية تراجع بنحو 17%.
- انخفضت السندات التي تسير عكس العواد بحوالي 14%.
- ارتفعت أسعار السلع بنحو 19% وسط مخاوف من تراجع نقص الإمدادات السلع الغذائية.
- ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بحوالي 7.6% وسط قرارات الفيدرالي برفع الفائدة.
الأسهم الأميركية تتراجع مع انتعاش الأسهم الصينية
على صعيد أداء أسواق الأسهم العالميةـ سجلت الأسهم الأميركية تراجعات قوية لم تسجل منذ سبيعينيات القرن الماضي تحت ضغوط توسع التضخم والذي سجل ارتفاع بنسبة 8.6% وهو اعلى مستوي منذ عام 1981، الامر الذي دفع الفيدرالي لرفع سعر الفائدة. في غضون ذلك، لم تختفي روح المخاطرة بشكل كلي من الأسواق، حيث تواجه بعض المستثمرون شرقاً وتحديداً الصين حيث فرص النمو، وتراجع القيمة السوقية لتلك الأسهم .
نجحت الأسهم الصينية في جذب بعض من التدفقات المالية الأجنبية التي هربت من اسواق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية. لتقلص الأسهم الصينية خسائرها بنسبة 9% خلال 60 يوم فقط،
ارتفاع العائد على السندات وتراجع زخم الإصدرات
ارتفعت العوائد على السندات والتي تسير بشكل عكسي لسعر السند حيث تمثل عامل جذب خاصة مع ارتفاع الدولار. سجلت أسواق السندات بمختلف فئاتها تراجعات قوية بداية من السندات الحكومية، وكذلك سندات الشركات، واخيراً السندات ذات المخاطر المرتفعة. بشكل عام تراجعت اصدارات السندات خلال الست الأسهر الأولى من العام الجاري (خاصة خلال الربع الثاني) بحوالي 90 في المئة. كما ادى تخلص الفيدرالي الأمريكي من السندات التي كان يحوزها (السندات والأوراق المالية المضمونة برهن عقاري) بمعدل 47.5 مليار دولار شهرياً، بالاضافة لتشديد السياسة النقدية في الضغط على أسواق السندات.
- ارتفع العائد على سندات الخزانة المستحقة لأجل عامين بحوالي 300%.
- سجلت العوائد على سندات الخزانة المستحقة لـــ 10 سنوات حوالي 100%.
مكاسب النفط الأعلى منذ 2009
على الجانب الأخر، لم تكن تداولات الأسواق كلها باللون الأحمر، فبرغم اغلاق النفط خلال شهر يونيو على تراجع لاول مرة منذ عدة أشهر. الا انه خلال النصف الاول من العام الجاري ارتفع النفط بنحو 50%، وهي الارتفاعات الأكبر منذ منتصف 2009 بسبب الطلب المتزايد على الخام منذ نهاية 2021 في دفع أسعار النفط لمستويات قياسية. حيث سجل خام برنت القياسي مستويات 139 دولاراً للبرميل. كان الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية السبب الأول أكبر أسباب الأرتفاع مع توسع مخاوف نقص إمدادات الطاقة لمعظم دول العالم.
الأمن الغذائي في خطر
شهدت الأسواق الناشئة ضغوط متوالية بداية من ارتفاع أسعار واردات الطاقة مع ارتفاع سعر النفط عالمياً، إلى ارتفاع سعر الغذاء بأعلى وتيرة نصف سنوية منذ 2010، ايضاً نتيجة غزو الروسي للأاضي الأوكرانية حيث تكشفت الأزمة الحقيقية التي تعرض لها أسواق الغذاء خاصة ان الحرب دائرة بين دولتين تنتجان ثلث قمح العالم. وليس نهاية من انسحاب الأموال الساخنة من تلك الاقتصادات نتيحة رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
التعليقات مغلقة.