تواصل تهاوي الدينار الجزائري خلال العام الجاري ليكمل سلسلة تراجعات قوية استمرت لفترة طويلة. حيث نستعرض خلال هذه السلسلة سر تهاوي عملات العالم العربي والعملات الناشئة مقابل الدولار.
تهاوي الدينار الجزائري
تأثر سعر الدينار بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد والمستمر منذ عدة اعوام. سجل الدولار نحو 178 مقابل الدينار الجزائري في السوق الموازية او السوق السوداء لتخسر العملة الجزائرية أكثر من نصف قيمتها منذ انهيار سعر النفط خلال 2014. بينما استقر سعر الدولار الرسمي في البنوك الجزائرية عند متوسط 132 دينار جزائري.
يظهر الفارق ما بين سعر الدينار الجزائري مقابل الدولار ما بين السوق الرسمية والسوق الموازية، إمكانية تعويم سعر الدينار كأحد الحلول المتاحة للقضاء على السوق السوداء. في هذا الإطار يخشى الخبراء من ارتفاع التضخم بشكل كبير الا انه يمكن تجنب الكثير من الاضرار المترتبة على التعويم عن طريق اصلاح حلول الدعم الحكومي للمواطنين.
بالإضافة لطرح الافكار الاستثمارية الجديدة. والتخفيف من الاعتماد عن النفط كمصدر رئيسي للدخل الأجنبي.
يذكر ان عام 2020 شهد الاقتصاد الجزائري ضريه مزدوجة خاصة خلال النصف الأول من العام، مع انتشار فيروس كورونا وما تبعه من اغلاق اقتصادي. كذلك انهيار سعر النفط بعد حرب الأسعار التي اشعلتها المملكة العربية السعودية مع روسيا بعد الخلاف حول خفض الإنتاج.
تحتاج الجزائر لان يصل سعر برميل النفط الى مستويات 135 دولار للوصول لسعر التعادل والمقصود به تحقيق التوازن لميزانية الدولة. في حين يتراوح سعر النفط في الوقت الحالي عند 60 دولار.
تراجع الدينار لن يتوقف
في أخر تقارير حكومية أظهرت التقديرات ان تراجع العملة المحلية لن يتوقف عند الحدود الحالية حيث شملت التوقعات الحكومية خسارة الدينار الجزائري لنحو 5 في المئة بشكل سنوي خلال 2021 وحتى عام 2024.
ارجع المحللون السبب الرئيسي لذلك التراجع اعتماد الاقتصاد الجزائري على العائد من صادرات النفط كمصدر للنقد الاجنبي بنسبة بلغت 93 في المئة. بالإضافة الى الاضطراب السياسي والاقتصادي، حيث شهدت البلاد مظاهرات احتجاجية على مدى عدة أشهر خلال عامي 2019 و2020. كانت تهدف لإصلاحات سياسية انتهت بتنحي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة. كان لهذه الاحتجاجات تأثير كبير على النشاط الإنتاجي والوضع الاقتصادي العام.
كان لارتفاع سعر الدولار مقابل العملة المحلية تأثير كبير على أسعار السلع مع تراجع القوة الشرائية للمواطنين في الجزائر. حيث ارتفع أسعار المخبوزات، مشتقات الالبان والمواد الغذائية بشكل عام.
التعليقات مغلقة.