نتستعرض تحت عنوان جيم ستوب (GameStop) القصة كاملة لمعرفة قوة صغار المتداولين، ومدى جشع بعض محترفي التداول من الصناديق الضخمة، والحرب المنظمة لاصحاب هذه الصناديق. حيث ارتفعت اسهم جيم ستوب وهي شركة اليكترونية متخصصة في بيع العاب الفيديو والاليكترونيات بأكثر من 245% فقط في يناير، بينما ارتفع سعر السهم حوالي 16 مرة خلال الأشهر الستة اشهر الماضية. وذلك بعد ان وصل الى اقل من 20 دولار، وسط تضررها من اغلاقات فيروس كورونا.
البيع على المكشوف
عندما حدث هذا التراجع تكالبت صناديق التحوط على ما يسمى البيع على المكشوف لاسهم الشركة ( بهدف الحصول على أكبر ربح من الشركة حتى في حالة تراجع السهم). حيث يتم اقتراض سهم الشركة ثم بيعها بسعر معين، ثم اعادة شرائها مره اخرى عند تراجع قيمة السهم بسعر اقل. وهو امر متعارف عليه بالنسبة للشركات الخاسرة في وول ستريت.
جيم ستوب القصة كاملة
لكن الامر سار على غير المتوقع في قصة جيم ستوب، حيث بدأت موجات قوية من شراء الاسهم الخاصة بجيم ستوب. في 22 يناير عندما بدأت مجموعه من صغار المستثمرين او ما يعرفوا بمتداولي التجزئة في موقع التواصل الاجتماعي رديت والمجتمعين في احدى المجموعات والتى تسمى رهانات وول ستريت، (WallStreetBets) في شراء الأسهم بشكل مفرط.
وذلك بعد أن اعتبروها مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية مما أدى ارتفاع كبير في سعر السهم. وكلك ارتفعت القيمة السوقية للشركة الى نحو 10 مليار دولار مقارنه بنحو مليار دولار قبل اسبوعين. مما إجبار صناديق التحوط على شراء اسهم الشركة ايضًا بهدف تغطية مراكز البيع على المكشوف التى يخسروا فيها بالفعل.
التتابع الزمني لصعود جيم ستوب
خلال الأسبوع الماضي، قفزت أسهم جيم ستوب (GameStop) بأكثر من 1000 ٪ حيث ارتفعت من حوالي 43.03 دولارًا في 21 يناير إلى أعلى مستوى يومي عند 483 دولارًا يوم الخميس. كان الدافع وراء الارتفاع هو زيادة اهتمام المستثمرين وفقًا لشبكة سي ان بي سي، حيث استمروا في التشجيع على الشراء في غرف الدردشة بينما كانت صناديق التحوط يسارعوا لتغطية رهاناتهم القصيرة ضد أسهم جيم ستوب (GameStop). الدردشات جارية بشكل خاص على تويتر و رديت. ومع ذلك، أصر المحلل جوزيف فيلدمان على أن
“سعر السهم الحالي ومستويات التقييم ليست مستدامة، ونتوقع أن تعود الأسهم إلى تقييم أكثر طبيعية / عادلة مدفوعًا بالأساسيات.”
حيث سجلت أسهم شركة التجزئة الأمريكية للأجهزة الإلكترونية، جيم ستوب (GameStop)، ارتفاع يوم الاثنين الماضي في بداية جلسة اليوم في نيويورك، بنحو 50٪. وهو أعلى مستوى لها في الجلسة بعد فترة وجيزة من جرس الافتتاح.
تواصل الارتفاعات رغم انخفاض النتائج الفصلية للشركة
في اليوم التالي، الثلاثاء، وقبل افتتاح السوق ارتفعت أسهم شركة جيم ستوب (GameStop) ليتداول سهم شركة ألعاب الفيديو بنسبة تزيد عن 110٪. لتصل الارتفاعات تحديدًا الى نسبة 116.58٪ لتصل إلى 320.26 دولارًا على الرغم من انخفاض النتائج الفصلية للشركة. ومع ذلك، استمر المستثمرون في شراء كل من الأسهم والخيارات، مما أدى إلى ارتفاع السعر أكثر.
في غضون ذلك، غرد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ايلون ماسك عن السهم الذي أطلق عليها اسم “Gamestonk” يوم الثلاثاء مما تسبب في قفزة بنسبة 40٪ في السعر.
بعد أن ذكر إيلون ماسك اسم الشركة على تويتر يوم الثلاثاء، اختار المتداولون الأعضاء في ريدت خاصة مجموعتين تسمى رهانات وول ستريت،جيم ستوك كنقطة تركيز رئيسية، وهومادفع صناديق التحوط للشراء ايضا فعندما يرتفع سعر السهم بسرعة كبيرة، يضطر البائعون على المكشوف إلى شراء المزيد من الأسهم لتغطية خسائرهم.
تواصل الارتفاعات والبيت الابيض يعلق
في اليوم التالي الاربعاء، ارتفعت أسهم شركة جيم ستوب بنسبة 107.63 ٪، ليقفز سعر السهم إلى 304.43 دولارًا. مما أثار أسئلة الجمهور الملحة للحصول على تفسير. عندما سئل السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جين ساكي عن الذي يحدث في السوق، أجاب:
“فريقنا الاقتصادي، بما في ذلك وزيرة الخزانة جانيت يلين، يراقب الوضع. إنه تذكير جيد على الرغم من أن سوق الأسهم ليس المقياس الوحيد صحة اقتصادنا “.
الوسطاء يعلقوا تداول جيم ستوب
في تداولات الخميس واصلت أسهم شركة جيم ستوب الارتفاعات بأكثر من 35٪ لتصل إلى 467 دولارًا للسهم خلال جلسة العقود الاجله، حيث رفع مستثمرو التجزئة قيمه الشركة بأكثر من 700٪ خلال الأسبوع. في نفس اليوم الخميس أعلنت شركتى انتر اكتيف للتداول و روبن هود عن تعليق تداول جيم ستوب والأوراق المالية الأخرى التي يستهدفها مستثمرو التجزئة.
وأكدت روبن هود أنها زادت من متطلبات الهامش لبعض الأوراق المالية وأضافت أنها قيدت المعاملات على الأسهم بما في ذلك جيم ستوب وبلاكبيري واكسبريس ونوكيا وعدد من الشركات الاخرى لإغلاق الصفقة فقط. في الوقت نفسه، اعلن وسيط اخر وهو انتراكتيف (Interactive Brokes) أنها قلقة بشأن التقلبات غير العادية في السوق وأشارت إلى أن
“مراكز أسهم الشراء ستتطلب هامشًا بنسبة 100٪. وستتطلب مراكز بيع الأسهم هامشًا بنسبة 300٪ حتى إشعار آخر”.
قرار روبين هود يسقط سهم جيم ستوب بنسبة تزيد عن 60٪
في نفس اليوم الخميس توقفت تداولات أسهم جيم ستوب عدة مرات. وذلك بعدما سجلت تراجعات بنسبة تزيد عن 60٪ بعد إعلان اثنين من الوسطاء بأنهم يقيدون التداول في السهم.
مجلس الشيوخ يعقد جلسات استماع بشأن تقلبات أسواق الأسهم
أثار قرار شركات التداول تكهنات بأن الوسيط يتلاعب بالأسواق بشكل غير عادل. او ان تطبيقات التداول خاضعة لنفوذ صناديق التحوط حيث انتقد المشرعون في الولايات المتحدة من عضوة الكونغرس الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إلى السناتور الجمهوري تيد كروز هذه الخطوة، ودعوا إلى عقد جلسة استماع في الكونجرس حول هذه المسألة. كما رفعت على روبن هود دعوى قضائية جماعية في ولاية نيويورك في غضون ذلك أيضًا.
في غضون ذلك، أكد رئيس اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأمريكي شيرود براون يوم الخميس أنه يعتزم عقد جلسات استماع وسط التقلبات التي أدت إلى وقف تداول أسهم بعض الشركات حول “الوضع الحالي لسوق الأوراق المالية” قال عضو مجلس الشيوخ من ولاية أوهايو في بيان:
“الناس في وول ستريت لا يهتمون إلا بالقواعد عندما يتعرضون للأذى. حان الوقت للجنة الأوراق المالية والبورصات والكونغرس لجعل الاقتصاد يعمل للجميع وليس فقط وول ستريت”.
غضب متداولي التجزئة يخفض تقيمات منصات التداول
كان رد فعل صغار المتداولين عنيف ايضًا حيث تعرضت منصات تداول الأسهم الشهيرة للهجوم يوم الخميس من قبل المتداولين اليوميين، بعدما تم حظر أسهم جيم ستوب وعدد من الشركات بسبب التقلبات الشديدة، حسبما أظهرت تقييمات مستخدمي التطبيق. في غضون ساعة، تلقى تطبيق روببن هود على جوجل بلاي 100 الف تقييم بنجمة واحدة، مما أدى إلى انخفاض تقييم التطبيق إلى 1.1 نجمة.
حيث ينتقد المستخدمون المنصات بسبب تقييد حرية المستخدمين في شراء الأسهم لأن صناديق التحوط والبائعين على المكشوف يتعرضون لخسائر فادحة.
روبن هود تعيد تداول الأوراق المالية المقيدة
أعلنت شركة روين هود بعد إغلاق الأسواق يوم الخميس أنها ستسمح مرة أخرى بشراء أوراق مالية معينة كانت مقيدة في البداية بدءًا من يوم التداول التالي. ومع ذلك، ستكون مشتريات الأسهم المقيدة سابقًا محدودة.
حيث صرحت الشركة قائلة:
“لكي نكون واضحين، كان هذا قرارًا لإدارة المخاطر، ولم يتم اتخاذه بتوجيه من صانعي السوق الذين نتجه إليهم”. وأضافت المنصة : “نحن ندعم عملاءنا وحرية مستثمري التجزئة في تشكيل مستقبلهم المالي. كان إضفاء الطابع الديمقراطي على التمويل هو نجمنا المرشد منذ أيامنا الأولى “.
من جانبه اوضح الرئيس التنفيذي لروبن هود فلاد تينيف أن توقف عن البيع في ثلاثة عشر سهماً بما في ذلك جيم ستوب (GameStop) جاء لحماية الشركة والعملاء.
“نريد أن نضع أنفسنا في وضع يسمح لعملائنا بأن يكونوا غير مقيدين قدر الإمكان وفقًا للمتطلبات واللوائح. لذلك قمنا بسحب خطوط الائتمان هذه. وذلك حتى نتمكن من زيادة الأموال التي يتعين علينا إيداعها في المقاصة في حدود المعقول “.
المدعي العام في نيويورك”يراجع” تداولات روبن هود
في غضون ذلك، أعلنت المدعي العام في نيويورك، ليتيتيا جيمس، أن مكتبها يبحث في تداول الأسهم في شركة رون هودماركتس. حيث صرحت جيمس:
“نحن على دراية بالمخاوف التي أثيرت بشأن النشاط على تطبيق روين هود، بما في ذلك التداول المتعلق بسهم جيم ستوب (GameStop). نحن نراجع هذا الأمر”.
روبنهود تجمع أكثر من 1 مليار دولار لمواصلة العمل
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة أن تطبيق التداول عبر الإنترنت روبن هود جمع أكثر من مليار دولار من مستثمريه الحاليين بعد أن واجه حجم تداول مرتفع بشكل غير عادي هذا الأسبوع.
بحسب المصادر، من أجل مواصلة عملها، حصلت الشركة على قروض من ستة بنوك تتراوح قيمتها بين 500 مليون دولار و 600 مليون دولار. ومع ذلك، فقد احتاجت إلى المزيد من الأموال، لذا اتصلت بشركة سيكويا كابيتال وريببيت كابيتال، اللتين عرضتا التمويل الجديد.
في هذا الاطار صرح جوش دروبنيك، المتحدث باسم روبن هود:
“هذه علامة قوية على ثقة المستثمرين التي ستساعدنا على الاستمرار في خدمة عملائنا بشكل أكبر”.
عودة ارتفعات جيم ستوب بأكثر من 100٪
بعد قرار رون هود ارتفعت أسهم شركة جيم ستوب بنسبة تزيد عن 100٪ في تداولات العقود الاجله يوم الجمعة حيث ارتفع جيم ستوب بنسبة 105.53 ٪ إلى 397.91 دولارًا. بعد أن قال تطبيق التداول روبين هود إنه سيسمح “بعمليات شراء محدودة” للسهم يوم الجمعة وسط مزاعم عن تلاعب الشركة بالسوق.
روبن هود يعطل شراء كسور الأسهم
لكن الامر لم يخلو من المنغصات ففي غضون يوم الجمعة ايضا عطل تطبيق التداول روبن هود شراء كسور الأسهم من الأوراق المالية يوم الجمعة، بما في ذلك جيم ستوب، في خطوة جديدة أغضبت مستثمري التجزئة الذين ليس لديهم أموال كافية لشراء أسهم كاملة.
حيث أخطر التطبيق المستخدمين الذين يحاولون شراء أسهم جيم ستوب (GameStop) قبل جرس الافتتاح في وول ستريت.
“لا يزال بإمكانك بيع أو إغلاق أي مراكز كسور، ولكن لا يمكنك حاليًا فتح صفقات كسور جديدة. إذا كان لديك أي استثمارات متكررة في هذه الأوراق المالية، فسيتم إيقافها مؤقتًا حتى يتم رفع القيود “
لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية : يجب تجنب التلاعب في التداول
من جهتها علقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في بيان يوم الجمعة إن أي نشاط تجاري “تلاعب” أو “مسيء” في الأسواق يمكن أن يضر بمستثمري التجزئة يجب تجنبه.
وأضاف البيان، الذي وقعه القائم بأعمال الرئيس أليسون هيرين لي والمفوضين هيستر بيرس وإلاد رويسمان وكارولين كرينشو، أن لجنة الأوراق المالية والبورصات “تراقب عن كثب” التقلبات العالية المستمرة في بعض الأسهم وحذر من أن أي تقلب شديد في الأسعار يمكن أن
“يعرض المستثمرين لخسائر فادحة وتقوض ثقة السوق “.
ومضت هيئة الأوراق المالية والبورصات لتقول إنها تعمل مع شركاء تنظيميين للتأكد من عدم وجود كيان منظم يضع المستثمرين في وضع غير موات.
صناديق التحوط تواصل الضرب
سقوط موقع رديت
لم ينتهى الامر من جانب صناديق التحوط حيث اتهمها عدد كبير من المستخدمين بالوقوف وراء سقوط أموقع التواصل الاجتماعي رديت في أمريكا الشمالية خاصة في نيويورك وتورنتو. حيث تضمنت التعليقات على DownDetector.com نظريات مفادها أن الانقطاع يمكن أن يكون مرتبطًا بمنتدى رهانات وول ستريت على رديت الذي بدأ نوبة شراء في الأسهم مثل جيم ستوب، مما تسبب في حالة من الذعر في وول ستريت.
منتدى رهانات وول ستريت يضيف 2 مليون متابع في 24 ساعة
وصل منتدى رهانات وول ستريت على ريدت إلى 6 ملايين مستخدم يوم الجمعة، بعدما انضم 2 مليون منهم في أقل من 24 ساعة. وقال خايمي روجوزينسكي مؤسس رهانات وول ستريت
“طبيعة خيارات الأسهم تقنع الناس بالدخول ألف دولار. ومن ثم تحويلها إلى مائة ألف أو في بعض الحالات مليون دولار”.
تأسست رهانات وول ستريت في يناير 2012، وقد اكتسبت زخمًا خلال إغلاق الفيروس التاجي. حيث ضربت أزمة الوباء أسواق الأسهم وتحول المستفيدون من إجراءات التحفيز الحكومية إلى المنتدى للحصول على مشورات الاستثمار.
خسائر صناديق التحوط تسجل المليارات
من ناحية اخرى، أصدرت Ortex Data، وهي شركة لتحليل البيانات المالية، تقريرًا يوم الخميس، يشير إلى أن الخسائر في المراكز القصيرة في الشركات الأمريكية تقدر بنحو 70.87 مليار دولار منذ بداية عام 2021. جاء القرار بعد أن بدأ مستخدمو رديت في شراء جيم ستوب (GameStop) وبضعة شركات أخرى بشكل محموم لإنشاء ضغط قصير أدى إلى خسارة البائعين على المكشوف. بما في ذلك صناديق التحوط الكبيرة، مع ارتفاع أسعار الأسهم في البداية.
يُذكر أن الخسائر المالية نتجت عن مراكز البيع في أكثر من 5000 شركة.
التعليقات مغلقة.