نستعرض العوائق الخمسة للسيطرة علي الذات حيث تبدأ رحلتنا لفهم هدفنا وقيمتنا في الحياة بالكامل أو ما يسمي بــ “السيطرة علي الذات” في الثانية التي نولد فيها. ويتطلب هذا الالتزام لبناء الصبر والانضباط والوعي الذاتي.
شي هنغ يي المدير الــ 35 لمعبد شاولين، الذي يقوم بتدريس فنون الكونغ فو القتالية وطرق تطوير الجسم والعقل. وقضي ما يقرب من 30 عامًا في دراسة وممارسة التفاعل بين العقل والجسد. فهذا التفاعل جزء أساسي من ثقافة وفلسفة فنون الدفاع عن النفس “شاولين”، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 سنة.
من أهم تلك التعاليم “العوائق الخمسة للسيطرة علي الذات”. فهذه هي الحالات العقلية الأساسية التي تمنعنا من الرؤية بوضوح، واتخاذ قرارات بذكاء، وتحقيق أهدافنا والعيش حياة أكثر سعادة وتناغمًا.
العوائق الخمسة للسيطرة علي الذات
1. الرغبة الذاتية المسيطرة
الرغبة الذاتية المسيطرة هي متعة متشابكة، وتنشأ عندما يكون لدينا رغبة شديدة في شيء يحفز واحدًا أو أكثر من حواسنا الخمسة والتي تشمل: الرؤية والسمع والشم واللمس والتذوق.
تخيل أنك قضيت أسبوعا في التدريب لاختياز اختبار ما، ولكن في الأسبوع الثالي انشغلت بلعبة ما علي هاتفك الذكي سيطرت علي رغبتك الذاتية واخذت كل انتباهك.
إّذا فأنت استسلمت لسيطرة تلك الرغبة الذاتية وسينتهي بك الأمر بساعات ضائعة عبرالوسائط الاجتماعية. ومن ثم سيضيع الوقت الذي خصصته للمذاكرة وللأمتحان. والخلاصة فقدان المسار.
فالرغبات الذاتية التي تسيطر عليك ليست سيئة دائمًا. فالفكرة هي أن أي رغبة صحية أو غير صحية يمكن أن تتحول بسهولة إلى هاجس أو إدمان يصرفنا عن أهدافنا.
تدرب على التغلب على الرغبة الذاتية المسيطرة: بمحاربة الإغراء بالتفكير بعمق وحذر في العواقب النهائية للاستسلام لها. ففي المرة القادمة التي ستظهر فيها رغبة ذاتية تبدأ في السيطرة عليك، اسأل نفسك:
هل سيساعدني هذا أم سيؤذيني على المدى الطويل؟ ولأي مدي ؟
2. الهروب
الهروب هو عكس الرغبة الذاتية المسيطرة.
إنها الحالة العقلية لعدم الرغبة في مواجهة شيء ما، بسبب كرهك الشديد أو رفضك لنشاط أو موقف أو شخص ما.
فعلي سبيل المثال:
من أجل إصلاح علاقة مع صديق، فأنت تحتاج إلى الجلوس والتحدث عن المشاكل التي تؤثر على علاقتكما. ولكن بما أنك تكره المواجهات، حتى غير العدوانية، فإنك ستتجنب إجراء المحادثة تماما. وقد تستمر في فعل نفس الشيء مع العلاقات الأخرى أيضًا.
فالمشاعر السلبية مثل الخوف والغضب والإحباط هي جزء طبيعي من الحياة. لكن الخوض فيها يمنعنا من المضي قدما. بل وتجعلنا عالقين في تلك الحالة السلبية.
تدرب على التغلب على الهروب: فبدلًا من تجاهل نواياك السيئة التي تحثك علي الهروب، تحقق من جذورها.
فإذا كنت تكره المواجهات، اسأل نفسك لماذا؟…
ربما لأنك لم تحقق نجاحًا في إيجاد حلول للصراعات. فكر في التجارب السابقة: ما الخطأ الذي حدث؟ ما كان يمكن القيام به بشكل مختلف؟
انظر إلى هذا كفرصة لمعرفة المزيد عن نفسك من خلال التخلي عن الطرق القديمة وتجربة طرق جديدة.
3. التراخي و الفتور
حالة من التقاعس تؤدي إلى الكسل و والفتور. تنبثق تلك الحالة من ضعف الطاقة ونقص الحافز. ويمكن لهذا التراخي والفتور أن ينبع من هزيمة نفسية أو من شفقة على الذات أو من بعض الأفكار العبثية أو حتى من الاكتئاب.
ربما تشعر بتلك الحالة في حياتك المهنية، لأنك تشعر بالحماس تجاه ما تعمل أو تعتقد إنك لا تتقاضي ما يناسب مجهوداتك.
في البوذية، غالبا ما توصف تلك الحالة بأنها السجن. كلما سمحت له بالتحكم في عقلك وجسدك، زادت سرعة إغلاق الجدران عليك.
تدرب على التغلب على التراخي والكسل والفتور:
بتحديد ما الذي آل بك لمصيدة تلك الحالة العقلية. ثم ذكّر نفسك بأهدافك وبما يلهمك.
ابدأ في اتخاذ خطوات لدفع جدران الفتور والتراخي؛ مهما كانت صغيرة وبسيطة ستجدي مثل الانصات لملهم لك أو ممارسة التأمل في المشي.
4. القلق المستمر والتملل
القلق هو نتيجة لعقل غير مستقر. وهي حالة غالبا ما تجتاح الأشخاص الذين يشعرون بالقلق المستمر بشأن المستقبل، أو الذين يتسرعون في الحكم علي أنفسهم والآخرين.
في البوذية، يشار إلى التململ على أنه “العقل القرد”: ويعني القفز باستمرار من فرع إلى آخر، بطريقة تجعل صاحبها غير قادر على الاستمرار في التركيز.
خلال أوقات القلق، نصبح أكثر عرضة للأهواء وقد نتصرف بطرق نأسف عليها لاحقًا، وبالتالي تزيد العرقلة التي قد نواجهها في الحياة.
تدرب على التغلب على القلق المستمر:
التأمل هو أحد أكثر الطرق فعالية للتغلب على القلق والتوتر والتملل. فالهدف هو تصفية ذهنك من الفوضى القهرية التي نتجت من أحداث ماضية ذهبت وانتهت ولكنها لم تنته في ذهنك، إذا دعها هي الأخري تذهب لتصل للسلام والهدوء في الوقت الحاضر.
5. الشك المتشائم
يؤدي الشك المتشائم والارتياب المتزايد إلى تردد وحيرة لا يمكن السيطرة عليهما.
فالشك المتشائم هنا يعني أن تتسأل بطريقة معرقلة عن مدي الخبرة التي تملتكها بل وتقلل من قيمتها وعن الطريق الذي تسلكه، وان ترتاب انك تعمل بالطريقة الصحيحة لدي جهة العمل الصحيحة.ومن ثم تأخذ في وضع اجابات متشائمة وغير واقعية وغير منطقية تعرقلك عن الانتاج والمضي قدما نحو اهدافك.
تدرب على التغلب على هذا الوسواس: فقليلا من الشك والريبة مفيد كالصديق الذي ينبهك أحيانا بإنك بحاجة إلى الرجوع خطوة إلى الوراء لإعادة النظر في خياراتك تجاه قرار أو مهمة معينة قد تتعارض مع قيمك.
فالمفتاح لتحدي شكوكك. أن تسأل نفسك:
هل هناك مبرر منطق وراء شكوكي؟ هل تلك المبررات حقيقية؟ أم أنه مجرد وسواس وهمي يبعدني عن أهدافي؟
المصدر: CNBC
التعليقات مغلقة.