نستعرض ابرز الاسباب التي تحمل المستخدم على الدفع مقابل المحتوى المرئي فخلال الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، غالبًا ما نواجه بطلبات توجه لدفع اشتراكات للوصول إلى المحتوى مثل الحصول علي نسخة كاملة من نشرة أخبار أو اشتراك في قنوات ترفيهية مخصصة، وذلك علي الرغم من إتاحة الأغلبية العظمي من محتوي الشبكة مجانا. إذا لماذا يدفع المستهلكون مقابل المحتوى؟
هناك 3 أسباب رئيسية تحث المستخدمين لـ الدفع مقابل المحتوى المرئي
1. الجودة والثقة
هنالك الكثيرون في الصين وألمانيا والهند وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الذين يدفعون مقابل الاشتراكات لأن ذلك يعزز ثقتهم بجودة المحتوى ويؤكد لهم أن بياناتهم الشخصية آمنة.
وهذه الثقة تأتي إلى حد كبير من الوثوق في الاشتراكات مع علامات تجارية عالية الجودة. ففي حالة الأخبار، فإن العلامات التجارية الأكثر اشتراكًا هي تلك التي تتماشى مع قيم مثل الموثوقية والصدق والموضوعية والنزاهة.
وهذا يفسر سبب استمرار نمو الاشتراكات لعلامات تجارية راسخة في قطاع وسائل الإعلام الإخبارية، مثل نيويورك تايمز و وول ستريت جورنال و فاينانشال تايمز.
وبالمثل، في قطاع الترفيه، فإن خدمات البث التي تعمل من خلال الاشتراكات تحقق أداءً أفضل من تلفزيون الشبكة العامة وتلفزيون الكابل علي كافة المستويات والمعايير.
ففي هذا العام 2020، تلقت نتفليكس 24 ترشيحًا لجوائز الأوسكار، بينما حصلت في عام 2019 على 117 ترشيحًا لجائزة ايمي وفازت ب 27 جائزة.
وكذلك اختبرت شبكة اتش بي اوه بالفعل إستراتيجية الجودة، والتي تحتوي في محفظتها على بعض البرامج الأكثر شهرة في السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: جيم او ثورن و زا سوبرانوس و تشرنوبل وصديقي الرائع و ويست ورلد.
2. إمكانية الوصول
ولعل ثاني الأسباب التي تجعل المستخدمون يدفعون من أجل الحصول علي المحتوي، هو رغبتهم في الوصول إلى المحتوى والاستفادة منه في أي وقت من اليوم، مما يؤكد أن إحدى نقاط الدفع مقابل الحصول علي خدمة مشاهدة المسلسلات والأفلام ما هو إلا وعد بالاستمتاع والترفيه في أي وقت، وهو ما يفتقده البث التقليدي.
ومع ذلك، عندما تكون إمكانية الوصول واسعة النطاق للغاية، يمكن أن تثبط أيضًا من الإقبال علي الاشتراكات المدفوعة. فعندما سُئل بعض المستخدمين عن سبب عدم اشتراكهم في الخدمات، وذلك في خمسة من أصل ستة بلدان، كانت إجاباتهم بأنهم يفضلون عدم الدفع حيث يتوفر المحتوى مجانًا. فمجرد الاتصال بالإنترنت، يحصلون علي الترفيه بسهولة دون دفع اشتراكات.
فوفقًا لدراسة حديثة، أن 90٪ من المستخدمين يقضون وقتهم في مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، ولكن هذا لا يعني أنهم يشاهدون محتوى مدفوعًا. فأغلب الوقت مُنقضي على المواقع التي تمول محتواها من خلال الإعلانات، مثل الفيسبوك و اليوتيوب. علي الرغم من أن بعضها يتطلب اشتراكات، مثل يوتيوب بريميم.
وعلي جانب أخر، نجد أن معظم الصحف المشهورة حول العالم توفر وصولًا محدودًا إلى المحتوى المجاني الخاص بها عبر الإنترنت بمعدل 3 أو 4 مقالات شهريًا.
إلا أننا لاحظنا أن العديد من تلك الصحف مثل بي بي سي أو سي إن إن بالفعل يقدمون خدمات إخبارية مجانًا تمامًا في بعض البلدان. إلا محتوي تلك الأخبار يهدف فقط لإطلاع المستخدم أو القارئ عبر الاأنترنت علي قشور أحدث الأخبار دون محتوى مستفيض أو تقديم رأيًا متعمقًا، وهو ما يغير قواعد اللعبة الحقيقية للصحف مثل فاينانشال تايمز أو نيويورك تايمز.
3. إعلانات أقل ومخاطر أقل لبياناتك الشخصية
ظلت الإعلان لسنوات المصدر الأول للإيرادات تمويل المحتوى. واليوم، يبدو أن الأمر لم يعد كذلك. فوفقًا للدراسات، يبدو إنه من الصعب إنتاج محتوى رقمي عالي الجودة ممولا تمويلا حصريًا عن طريق الإعلانات. ففي صناعة الأخبار مثلا، إن عائدات الإعلانات عبر الإنترنت لكل مستخدم تمثل أقل من 10٪ من تلك العائدات التي تدرها النسخ المطبوعة.
علاوة على ذلك، أصبح المستخدمون يدركون أن جزء كبير من تمويل المحتوي يأتي نتيجة لاستخدام أو بيع بياناتهم الشخصية من قبل المواقع التي تقدم خدماتها مجانا. ومن هنا يبدو أن المحتوى المدفوع يترجم في أذهان المستخدمين وسيلة لتحسين السيطرة على بياناتهم الشخصية.
المصدر: weforum
التعليقات مغلقة.