لا شك في أن أنظار العالم تهتم بمتابعة أحدث وأخر توقعات الدولار الأمريكي خلال عام 2020 باعتباره العملة الرسمية للعديد من الدول والأكثر قبولا وانتشارا، وها نحن على مشارف عام 2020 كان لابد أن نعرض لك أهم تلك التوقعات..
الوضع الراهن للعملة الخضراء
لقد شهد الدولار الأمريكي تراجعا يوم الجمعة الماضية كملاذ للين الياباني، الأمر الذي أتاح للعملة الخضراء الحصول على الدعم وسط تكهنات التوقيع على “صفقة المرحلة الواحدة” مع الصين قبيل نهاية الأسبوع.
وكان الدولار الأمريكي قد تراجع يوم الجمعة كملاذ للين وتوقف للتفكير في العملات الأخرى مما أتاح للعملة الخضراء الحصول على الدعم وسط تكهنات بأنه يمكن التوقيع على “صفقة مرحله واحده” مع الصين قبل نهاية الأسبوع، علي الرغم من ان توقعات الوحدة الأميركية هي غير مؤكد.
وحتى اللحظة الحالية، ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الخضراء مقابل العملات الأجنبية الرئيسية بنسبه 4.9% تقريبا ليصل لمستوي 97 نقطة. إلا أن بنك مورغان ستانلي يتنبأ بانخفاض هذا المؤشر عن مستواه الحالي بنسبة تفوق 16% بنهاية العام المقبل 2020، وذلك وفقا لأحدث تقاريره عن توقعات الفوركس العالمية في نوفمبر 2019.
ولقد فسر مورجان ستانلي بأن التدفقات الكبيرة للنقد الأجنبي التي شهدتها الولايات الأمريكية، كانت السبب الرئيسي الذي رفع مؤشر العملة. إلا أن من المرجح، إن تلك التدفقات سوف تتحول للأسواق الناشئة التي بدأت تقدم عوائد أفضل مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية.
والجدير بالذكر، إن عوائد السندات المرتفعة الناتجة جزئيا عن ارتفاع أسعار الفائدة وتحسن النمو الاقتصادي في الولايات الامريكية هذا العام إلى حفز المستثمرين على تحويل رؤوس الأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم. الأمر الذي ادي بدوره لزيادة الطلب علي الدولار الأمريكي، وعزز العملة بالنسبة لمعظم 2018.
ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، رفع مورغان ستانلي تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من “نقص الوزن” إلى “زيادة الوزن”، بينما خفض الأسهم الامريكية إلى “نقص الوزن”. مستندا إلى تنبؤه بتحقيق الاقتصادات الناشئة نموا مستقرا في 2019، مقابل التوسع البطيء الذي ستشهده الولايات المتحدة الأمريكية.
مورجان ستانلي: الدولار سوف يعاني من ضعف ملحوظ خلال 2020 وعلى المستثمرين البحث عن عوائد أفضل.
فلقد صرح هانز ريدكير، الرئيس العالمي لاستراتيجية النقد الأجنبي “الفوركس” لمورجان ستانلي، ان الدولار الأمريكي سيشهد انخفاض خلال عام 2020. حيث يتوقع مورجان ستانلي أن مؤشر الدولار سينخفض من نقطة 97 حاليا إلى 85 بحلول الربع الأخير من العام المقبل، ليصل لمستوي 81 بنهاية 2020. وذلك للأسباب التالية:
- تنامي توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية خلال عام 2020.
- الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة، لأخذ قسطا من الراحة من كل معدل الرفع التي أجراها حتى منتصف 2019.
- الاقتصادات الكبيرة مثل أوروبا واليابان والصين تستثمر الآن بشكل اقل في الأسواق المالية العالمية، لذا فان الطلب على الدولار الأمريكي سينخفض على الأرجح. وهذا أمر هام جدا بالنسبة للولايات الامريكية لأنها تعتمد على مشترين السندات لتدير كلا من العجز في حساباتها المالية والجارية. ومن ثم، سيكون هناك قدر اقل من راس المال المتاح لتمويل هذا العجز، وفقا لما تم ذكره في مؤتمر القمة السنوي السابع عشر لأسيا والمحيط الهادي في سنغافورة.
استطلاع رويترز: الدولار يستعد للهيمنة بقوة خلال عام 2020
وفقا لاستطلاع وكالة رويترز الشهري والذي أستطلع رأي خمسون من محللي النقد الأجنبي FOREX في الفترة من 30 سبتمبر-3 أكتوبر 2019، فلقد توقع ثلثي هؤلاء الخمسون بأن الدولار الأمريكي سيواصل مسيرة ارتفاعه لمده سته أشهر أخرى على الأقل مع عدم وجود منافس في الأفق يضاهي تحدي هيمنته. وأرجع معظم السبب للأسباب التالية:
- الفروق في أسعار الفائدة بين الولايات الأمريكية المتحدة والاقتصادات الأخرى هو السبب الرئيسي لبقاء الدولار قويا.
- آل تدهور ظروف التجارة العالمية لإلحاق ضرر بمعظم الاقتصادات، مما ادي إلى زيادة الطلب على الأصول المقومة بالدولار الأمريكي منذ أوائل العام الماضي، مما ابقي علي هيمنه وقوة العملة الخضراء.
- وفقا لأحدث البيانات الواردة من لجنه تجاره العقود الآجلة للسلع الاساسية (CFTC)، فان مضاربي سوق العملات “الفوركس” استمروا في رفع صافي مجموع صفقاتهم الدولارية الشرائية “Long Positions”، وهو اتجاه من المرجح ان لا يتغير في الأجل القريب.
وعلي جانب آخر صرحت جين فولي، الخبيرة الاستراتيجية في سوق العملات ببنك براو بانك بلندن، إنه من المرجح ان تستمر العوامل التي حافظت علي قوه الدولار علي مدار الأشهر الثمانية الماضية لنحو مماثل خلال الفترة المقبلة. وأضافت أن السوق لن يتخلي تماما عن الدولار علي الرغم من وجود قوي مضادة علي الدولار مثل وجود اسعار فائدة لجانب واحد فقك، لأنه سيظل متمتعا بوظيفة الملاذ الأمن.
ومع ذلك ذهب الثلث الأخير من هؤلاء المحللين لابداء توقع معاكس مستنبطين انخفاض للدولار الأمريكي خلال عام 2020، معللين هذا الانخفاض بالأسباب التالية:
- إبداء الاقتصاد الأمريكي لبعض علامات مخاطر الركود. ففي هذا الأسبوع، تم الاعلان عن أنباء تفيد انخفاض إنفاق المستهلكين في أغسطس بأكثر من المتوقع في بيانات أظهرت أن النشاط الصناعي سجل أدنى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات في سبتمبر، ربما بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
- اثار التوتر في الأسواق المالية لتجدد النداءات والدعوات للاحتياطي الفيدرالي لإجراء مزيد من التخفيضات الاضافية في الأسعار الفائدة.
- إذا استجاب البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى مزيد من التيسير، فإن ذلك سيؤول لتضييق الفجوة بين أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى. وحتما أن تضييق الفجوة لن يكون في صالح قوة وهيمنه الدولار.
وتعليقا على تضارب تلك التوقعات، صرح كيت جوكيس، الخبير الاستراتيجي ومحلل العملات الأجنبية لدي سوسيتي جنرال بلندن، بإننا الآن في حاله متطرفة، فعلي الرغم من وجود علامات تفيد ركود الاقتصاد الأمريكي، إلا إنه هناك أيضا علامات كافيه تؤكد النمو الأميركي المستمر بشكل صحيح. وأضاف إن الدولار سيعاني حتما من الضعف والانخفاض فور تأكد الأسباب سالفة الذكر بشكل يجعل الجميع يوقن أن اقتصاد الولايات الامريكية يتخطى وضع المزيد من التسهيلات الاحترازية ليدخل حقا في حالة الركود.
المصدر : reuters
:cnbc
التعليقات مغلقة.