تُري ما سر إقبال بعض الأشخاص علي المخاطرة العالية و نحو مواقف محفوفة بدرجة مخاطرة عالية في حين أن هناك آخرون يخشون القيام بأي شيء خارج عن المألوف؟
يمكن ان تتمثل اشكال المخاطرة في العديد من الامثلة :
- كبدء حياة مهنية جديدة .
- الاستمتاع بتسلق جبل .
- التغني بركوب طائرة منطادية والقيام بمغامرة رائعة في احضان السماء .
والإجابة تكمن في عدد النهايات والنتائج “الغير متوقعة” التي واجهها هؤلاء الأشخاص في الماضي.
سر إقبال بعض الأشخاص علي المخاطرة العالية
تأتي الاجابة في بحث جديد قام به عالم النفس هيث ديميري، من جامعة كيس ويسترن ريزيرف – كليفلاند، أوهايو.
إن الأشخاص الذين عانوا من نتائج مفاجئة و نهايات غير متوقعة لمواقف مختلفة – سواء كانت تلك النتائج او هذه النهايات جيدة أو سيئة – هم أقل إقداما علي المخاطرة في المستقبل.
بعبارة أخرى، إن الأمر لا يتعلق بالفوز أو الخسارة، ولكنه يكمن في ما إذا كانت النتيجة النهائية متوقعة أم لا.
. حيث خفض البشر مستويات تقبلهم المخاطرة ويحجمون عنها بعد المرور بتجربة ذو نتيجة مفاجئة حتى وإن كانت إيجابية.
وصرح ديميري خلال بحثه
“إن من المعروف أن الحيونات تصاب بشلل مؤقت عند تعرضها لأحداث مفاجئة جديدة حتي تستوعب هذا الحافز المفاجئ
وبالتالي تحدث مفهومها عن كيفية التعامل مع العالم المحيط”
وأضاف أن الأبحاث الحديثة التي أجراها أشارت إلى أن الأحداث المفاجئة تؤدي أيضًا إلى المزيد من حيطة والحذر والحد من الإقدام علي المخاطرة مؤقتًا.
ومن هنا أهتم ديميري بدراسة العواطف وكيفية تأثيرها علي عملية صنع القرار، كطريقة تساعد علي التنبأ بسلوك مخاطرة الشخص وفقا للحالته الشعورية الحالية للشخص.
حيث كشفت الأبحاث السابقة أن الحالات العاطفية الإيجابية من شأنها تقلل درجة المجازفة واللإقدام علي المخاطرة والعكس صحيح.
كمثال كتاب “أزمة المعتقدات: سيكولوجيا المستهلك والهشاشة المالية” حيث يتناول الباحثان الاقتصاديان “نيكولا جينايولي” و”أندريه شليفر” دور “معتقدات” أو قناعات المستثمرين في التأثير على الأسواق المالية لا سيما خلال الفترات التي تشهد أزمات.
ولإجراء هذه الدراسة، تم أعطاء كل مشارك في الدراسة تمويلًا وهميا بقيمة 50 دولارًا، لاستخدامها في لعب واحدة أو اثنين من ثلاثة أنواع من ألعاب القمار المحوسبة 25 مباراة.
بحيث أن كل لعبة محوسبة تنتج فرص فوز باحتمالات مختلفة: 13 % للجوائز الكبيرة ، و 50% معادل و 87% للجوائز الصغيرة جدا.
وأكد ديميري علي هيكلة اللعبة بشكل عادل علي مدار ال25 مباراة لجميع المشتركين.
وعلى الرغم من أن التمويل وهمي والمال ليس حقيقي ، إلا أن دافع الفوز كان مهيمنا علي جميع المشاركين .
وتمت مفاجأة المشاركين باللعبة عالية الخطورة (13 %) ببعض الانتصارات الكبيرة الغير متوقعة.
ومفاجأة المشاركين بالألعاب القمار 50% و87% بالخسارة ومخالفة توقعتهم الغالبة في الفوز.
وفي نهاية الدراسة، طُلب من كل مشارك ملئ استبيان حول المشاعر والحالات المزاجية وتقبل المجازفة بعد لعب كل لعبة .
وأخيرا، أفضت النتائج إلي أن تجربة حدث مفاجئ ، مثل الفوز المفاجئ أو الخسارة الغير متوقعة، تساهم في كره المخاطرة والإحجام عنها بشكل مؤقت.
المصدر
businessnewsdaily
التعليقات مغلقة.