تعرف على الحرب التجارية وتأثيرها على العملات بعد ان انتشر مفهوم الحرب التجارية فى الآونة الأخيرة، والذى يشير إلى الدول التى تفرض تعريفات أو قيود تجارية أخرى على الواردات وهى تمثل شكل من أشكال الحمائية التجارية، وتقوم الدول بفرض التعريفات الجمركية بهدف حماية الصناعة المحلية وخلق الوظائف على المدى القصير، ولكن فى الحقيقة إنها تخفض من النمو الاقتصادى لجميع الدول المعنية على المدى الطويل.
الحرب التجارية التى شنها ترامب
لقد بدأت التجارة الدولية فى العالم تأخذ منعطف خطير، فقد أعلنها الرئيس الأمريكى “دونالد ترامب” صريحة عن ضرورة اتباع سياسة الحمائية وذلك إيمانًا منه بحماية أمريكا وصناعتها وخلق وظائف جديدة.
ففى 22 آذار/مارس أعلن الرئيس ترامب بفرض تعريفة جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الصين بقيمة 60 مليار دولار، كما قالت الإدارة الأمريكية إنها ستحد من نقل التكنولوجيا الأمريكية إلى الشركات الصينية، وقد ردت الصين بشكل مماثل وأعلنت فرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية بقيمة 3 مليار دولار، الأمر الذى هز الأسواق المالية بشدة حيث تراجعت أسواق تداول الأسهم العالمية فى خوف متزايد من اندلاع حرب تجارية بين أكبر دول العالم اقتصاديًا.
وفى 26 آذار/مارس بدأت إدارة ترامب فى عقد عدة مفاوضات ومباحثات لحل الأزمة والعمل على تقويضها مع المسؤولين التجاريين فى الصين، وركزت الإدارة على ثلاث مطالب هى تخفيض الصين التعريفات الجمركية على واردات السيارات الأمريكية واستيراد الصين المزيد من أشباه المواصلات من الولايات المتحدة ووصول الشركات الأمريكية بشكل أكبر فى القطاع المالى الصينى، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل.
وفى 3 نيسان/أبريل أعلن ترامب فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على منتجات صينية بقيمة 50 مليار دولار، الأمر الذى أثار استياء الصين التى ردت بالمثل وفرضت تعريفات جمركية على منتجات أمريكية، وفى 6 نيسان/أبريل هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية على واردات صينية بقيمة 100 مليار دولار إذا قامت الصين بالرد، مما زاد من تصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفى يوم الجمعه الماضية قال الرئيس ترامب أنه سيفرض تعريفة جمركية على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبى، ورد الاتحاد الأوروبى بأنه سيتخذ موقف مماثل كرد على تلك الخطوة.
الأثر الأوسع للحرب التجارية
أى حرب تجارية من شأنها أن تؤدى إلى تباطؤ كبير فى الناتج المحلى الاجمالى العالمى مما سينتهى إلى ركود عالمى، فخلال العام الماضى شهدت معظم اقتصاديات الدول المتقدمة نموًا كبيرًا فى الناتج المحلى الاجمالى ومن المتوقع أن تزول هذه المكاسب بسرعة كبيرة إذا أصبحت العقوبات المتبادلة بمثابة القاعدة الأساسية خلال السنوات القليلة المقبلة.
إذا قررت الدول الكبرى مثل الاتحاد الأوروبى والصين تطبيق التعريفات الجمركية فقد يتعرض الاقتصاد العالمى بأكمله لضغوط كبيرة، ومن الصعب التنبؤ بتأثير تلك الحرب على العملات الفردية لكنها ستجعل بيئة التداول أكثر تقلبًا لأشهر عديدة متقلبة.
أثر الحرب التجارية على معدلات التضخم وأسعار الفائدة
إن الحرب التجارية تؤدى إلى ارتفاع معدلات التضخم فى كل مكان، فإذا احتاجت دولة ما انتاج سلعة لا تتخصص فيها، فستكون هذه المنتجات أكثر تكلفة.
وتؤثر معدلات التضخم المرتفعة على أسعار الفائدة التى ترتفع بالتبعية، ومن ناحية أخرى قد يؤدى الركود الاقتصادى إلى ضرورة ابقاء أسعار الفائدة عند مستوى منخفض لتشجيع النشاط الاقتصادى وهذا سينعكس على سعر صرف عملة الدولة التى ستتراجع، مما سيجعل صادراتها أكثر جاذبية ولكنها ستغضب الشركاء التجاريين بدرجة كبيرة.
كيف تتعامل العملات مع الحروب التجارية؟
بشكل عام، إن الدول التى تُعاقب صادراتها تكون عملتها أيضًا معاقبة، على عكس الدول التى تستبعد من التعريفات الجمركية على صادراتها فترتفع قيمة عملاتها، فالبلد صاحب سعر صرف أضعف لديه صادرات أكثر جاذبية.
فعلى سبيل المثال، لقد تأثر الدولار الكندى بشكل سلبى من جراء التعريفات الجمركية التى فرضتها الولايات المتحدة حيث تصدر كندا أغلب الصلب إلى جارتها الولايات المتحدة، وعندما تم اعفاء كندا من التعريفات ارتفع الدولار الكندى.
تعتبر منطقة اليورو من الدول المصدرة خاصة للسيارات وقطع الغيار، ومع ذلك فإن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ستضر فى نهاية المطاف بالولايات المتحدة على عكس كندا، لأن اقتصاد منطقة اليورو واسع.
التعليقات مغلقة.