تعرف على كيفية التعامل مع الأحاديث السلبية في العمل فلا شك في أن هناك بعض السلوكيات التى تؤثر سلبا على فريق العمل ومنها القيل والقال والثرثرة والأحاديث الجانبية السلبية التي تحتاج بالتأكيد إلى معالجة والتعلم كيفية التعامل الحاسم والمجدي معها.
“فكما قالت الراحلة اليانور روزفلت“
العقول العظيمة تناقش الأفكار. والعقول المتوسطة تناقش الأحداث. العقول الصغيرة تناقش الناس.
التعامل مع الأحاديث السلبية في العمل
فأنت كمدير عليك أن توقع وتتجاهل حد معين من الأحاديث الجانبية والشائعات التي تحكي وتدار عليك وتستمر بشكل غير رسمي وراء ظهرك،وألا إن اهتمامك بكل شائعة سيؤدي إلي تشتيت أفكارك واهتماماتك وطاقتك بعيدا عن نجاحك ونجاح فريقك نحو الأهداف المرجوة.
ولكن إذا تفاقم هذا السلوك أو بدا له أي تأثير سلبي على الفريق فإنه بالتأكيد بحاجة إلى معالجة فورية حاسمة.
توجد بداخل المنظمات قنوات اتصال رسمية وأخري غير رسمية، ويحتاج القادة أن يكونوا بقدرة الكافية للدراية بما يدور في فلك تلك القنوات.
وحيث أن الاتصال الرسمي يحدث من خلال قنوات محددة سلفا، فإنه يميل إلى أن يكون موثق وموثوق بشكل جيد ، وذلك على الرغم من أن أنه أبطء من حيث السرعة في الاتصال إلا إنه يوفر أدلة وبراهين على ما حدث.
أما في حالة الاتصالات غير الرسمية غالبا ماتتدفق المعلومات المستمدة من مستوى ما أسرع وبحرية أكثر من الاتصالات الرسمية إلا إنها تميل إلى أن تكون أقل موثوقية، فهي بلا دليل أو وثائق تتعلق بها.
ولأن المعلومات العير رسمية غالبا ما تكون سريعة جدا فبالتالي تكمن قوتها في كونها مؤثرة جدا، وذات فاعلية خاصة عندما يناقش الموظفون المشاكل المتعلقة بالعمل، وتوفير الوقت والتكاليف.
وكل ما سبق نواحي رائعة للجانب الإيجابي للاتصالات الغير رسمية، ولكن الجانب السلبي أدهي وأمر سبيلا، فهذا النوع من الاتصال غالبا ما يكون مصدر للشائعات والقيل والقالوالأحاديث الجانبية الفارغة.
إن الأحاديث الجانبية لابد أن تتواجد علي كافة مستويات لإن تؤدي إلي اربع مهمات جوهرية في الأساس وهي ك
-
الاعلام، الترفيه ، وخلق جو علاقة الود وأخيرا التأثير.
ولكن الأحاديث الجانبية السلبية يمكن أن يكون لها آثار مدمرة جدا داخل المنظمة.
ولذلك، وجهت مساعي الإدارة الحديثة إلى إقامة وتطوير اتصالات مفتوحة ونزيهة ومحترمة على كافة المستويات داخل المنظمة.
فمن ناحية ، إن الأحاديث الجانبية تعوق الثقة والانفتاح داخل الفريق، وهو أحد عوامل الخلل الخمس داخل فريق، الذي أقرها باتريك لينسيوني، بالإضافة إلي
- عدم وجود الثقة، والخوف من الصراع .
- عدم الالتزام، وتجنب المساءلة .
- التركيز أكثر على النجاح الشخصي بدلا من نجاح الفريق.
وبالنظر إلى هذه عوامل الخلل الخمس فمن السهل أن نرى أن القيل والقال السلبي يلعب دورا حيويا في كل هذه الاختلالات.
ومن ناحية أخرى، تتميز الفرق عالية الأداء بأعضاء فريق لديهم ثقة متينة وعميقة ببعضها البعض، تؤمن بغرض الفريق وتتردد في التعبير عن المشاعر والأفكار السلبية، فالجميع يعمل نحو تحقيق نفس الأهداف.
ولذك تكون الاتصالات مفتوحة ونزيهة، والنقد بناء والصراعات مدارة بشكل جيد.
وينظر إلى الخلاف على أنه شيء صحي يحض أعضاء الفريق علي نشر التوتر والاحتكاك بطريقة صحية، مما يضمن حل المشاكل وإزالة العقبات بأسرع وقت وبأفضل طريقة.
وبالتالي تلمع مقولة “لا يوجد فرد أكثر أهمية من الفريق”.
إذا دع مجال بعض الأحاديث الجانبية ولكن السؤال هنا: ما هي كيفية التعامل مع الأحاديث الجانبية المبالغ فيها؟
- أولا: لا تترك مجالا للأحاديث الجانبية السلبية أن تتفاقم، وافصل التفاحة السيئة قبل أن تفسد الكل، وتنشر تلك الأحاديث سمها بفريقك والمنظمة ككل.
- ثانيا: تحري مصادر معلوماتك عن الآخرين، ولابد أن يكون ذات ثقة.
- ثالثا: وأخيرا، عادة ما يكون هنالك سبب أساسي وراء هذا النوع من السلوك الغير محترم. ابحث عنه حتي تجده!
انتبه جيدا!
إن وقت التعامل والمعالجة يختبر حكمة قيادتك وخاصة عندما يُحيط الآخرون علما بكيفية إدارتك لهذا السلوك.
لذلك من المهم أن يتم التعامل بمستوى مهني سمح. فإذا كنت ترغب في الخروج من هذا الموقف بنتائج إيجابية، فعليك بالموضوعية وأن تفصل مشاعرك عن الموقف تماما.
فالعنصر الرئيسي هنا هو التواصل مع الشخص مصدر تلك الأحاديث الجانبية الثرثارة وخلق مساحة خاصة وآمنة لإجراء محادثة مثمرة تدار بمهارات استماع ممتازة تشجع هذا الشخص على التعبير عن المخاوف التي تعتريه.
قم بتصميم النموذج الذي ترغب في رؤيته في هذا الشخص والخروج به بعد ذلك التواصل، من خلال الانفتاح والشفافية والتفاعل معه.
وكن حذرا من توجيه أي اتهامات وتوبيخ حاد له ولكن لابد أن يدرك هذا الشخص جيدا أن هذا السلوك عديم الاحترام وله تأثير سلبي على الفريق غير مقبول.
الخلاصة:
إن التعامل مع الأحاديث الجانبية والفصل بين المجدي والمؤذي منها يشكل تحديا، ولكن معالجة السلوك المبالغ فيه عاجلا وليس آجلا هو الطريق الصحيح الذي يقود بالمنظمة ككل إلى الأمام. ولكن يجب مراعاة الاستفسار وتحري الأسباب الكامنة وراء سلوك هذا الشخص
المصدر : thenational
التعليقات مغلقة.