في قمة مجموعة العشرين لهذا العام: من سيأخذ مكانة الولايات المتحدة كزعيم عالمي؟
بورصة فوركس – كانت مؤتمرات القمة العالمية قديما تعتبر من الاحداث غير عادية، حيث كانت تمثل نقطة تحول في التاريخ السياسي الدولي لقد وضع مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 حدا للحروب العالمية في القرن العشرين، وأطلق نظاما دوليا متحررا قائما على القواعد تحت الإشراف المتعدد الأطراف للأمم المتحدة.
وتمثل قمة مجموعة العشرين لهذا العام في هامبورج شيء بالغ الأهمية حبث تمثل القمة التي كانت رمزية – إن لم تكن جوهرية – نهاية القيادة الدولية الأمريكية.
وبعيدا عن القصص اليومية لحوادث دونالد ترامب والسلوك الغريب، فإن النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة كما نعرفه يتفكك. وهذا انتقال أساسي؛ في ظل قيادة ترامب، حيث تواصل الولايات المتحدة الانسحاب من دورها التقليدي كضامن عالمي للاستقرار والأمن، وترك الاتحاد الأوروبي والصين لتوليعباءة القيادة.
بدأ الدعم السياسي للعولمة الأمريكية يتصاعد في جبال أفغانستان وصحاري العراق خلال فترة ولاية جورج بوش في المكتب البيضاوي. وقد أشير إلى انحراف القيادة بشكل مؤكد مع ميل باراك أوباما الواضح إلى “القيادة من الخلف”، وخاصة في التدخل الغرب في ليبيا. وهو ما أكده عدم رغبته في فرض خطه الأحمر في سوريا وضمان السلامة الإقليمية لأوكرانيا
وكان قرار ترامب بسحب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ واتفاق المناخ في باريس الخطوات التالية في هذا السير البطيء بعيدا عن القيادة العالمية.
فماذا بعد ذلك – وبالفعل، من الذي سيؤدي بعد ذلك؟
شرق و غرب
بطرقهم المختلفة، فإن الاتحاد الأوروبي والصين في وضعين جيدينلسد الفراغ الذي خلفه تنازل أمريكا. وبصفتها مضيفة لقمة هذا العام، أصبحت أنجيلا ميركل قادرة على توجيه الأمور لصالح أوروبا.
ويركز جدول اعمال المانيا للقمة بشكل وثيق على دعم النظام القائم والمتعدد الاطراف ، مع الحفاظ على امثال الامم المتحدة وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى وهلم جرا فى قلب هيكل الادارة العالمية. والهدف من ذلك هو الحفاظ على النظام الليبرالي والمتعدد الأطراف والقائم على القواعد، حتى لو لم تعد أمريكا على استعداد للاعتراف بها.
الصين تسعي من جانب اخر
ولكن الصين أيضا تعمل على استخلاص الصدارة، وعلى الأخص من خلال التأكيد باستمرار على التزامها بنوع من الطابع الدولي الذي كان في السابق سمة أمريكية. وهي تتضاعف مع التزامها باتفاق باريس، وتتبع جدول أعمالها في الحزام والطريق الحرير الجديد، مع الحماس الذي لا يتزعزع، بالاضافة الى دفاعها عن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
والشيء المهم ليس أن الصين تأخذ دورا قياديا على المسرح العالمي بينما تتعثر أمريكا ولكن في القيام بذلك، إنها تتبع النص الليبرالي المتعدد الأطراف القائم على القواعد الذي تدربه أمريكا على مدى السنوات ال 70 الماضية.
وبغض النظر عن من يستطيع أن يوجه طريقه، فإن كل الدلائل تشير إلى أنه حتى مع فقدان أمريكا لمكانتها المتميزة، فإن الذين يرغبون في تولي مكانها مستعدون للقيادة وفقا لنفس الآليات – إن لم تكن المبادئ – التي تعرف باكس أميريكانا. عندما يصدر بيان مجموعة العشرين هذا العام في 8 يوليو / تموز، قد يكون أفضل فكرة بعد عن من سيقود النظام المتعدد الأطراف – وكيف.
المصدر : weforum
التعليقات مغلقة.