العائد الشهري من الفوركس كم يبلغ ؟ سؤال ضمن عدة أسئلة يثيرها الكثير من الافراد عند الدخول في تداول الفوركس. السؤال الأكثر حضورًا في ذهن كل متداول جديد: هل يمكن تحقيق الثراء الحقيقي من سوق العملات؟ ورغم أن الإجابة المباشرة قد تبدو “لا” للوهلة الأولى، فإن تحليل الصورة من زاوية أعمق يكشف أن الأمر ليس بهذه البساطة. فالفوركس قد يتحول إلى وسيلة لبناء الثروة، لكنه يظل احتمالًا محدودًا للغاية يقتصر غالبًا على حالات استثنائية، مثل مديري صناديق التحوط الضخمة أو المتداولين المحترفين الذين يمتلكون خبرة متراكمة وقدرات تحليلية متقدمة. أما بالنسبة للمتداول الفردي، فغالبًا ما يكون هذا السوق طريقًا وعرًا مليئًا بالتقلبات وخسائر محتملة أكثر منه shortcut نحو الثراء.
العائد الشهري من الفوركس
حسب تقارير “بلومبرج” لعام 2014 والتي تدعم هذه الرؤية؛ إذ أظهرت أن حوالي 70% من المتداولين الأفراد تكبدوا خسائر صافية، ما يعني أن واحدًا فقط من كل ثلاثة متداولين تمكن من الحفاظ على رأس ماله—not building wealth. وهذه النسبة وحدها كافية لكشف طبيعة الفوركس كبيئة عالية المخاطر وغير مناسبة للباحثين عن الربح السريع. ويزداد الأمر خطورة مع الانجذاب المعروف نحو الرافعة المالية، واستخدامها المفرط لتحقيق أرباح مضاعفة، في حين أن هذا النوع من الرافعة قد يلتهم الحساب بالكامل خلال دقائق. كل ذلك يحدث في سوق يعمل خارج البورصة (OTC) ولا توجد فيه جهة مركزية تضمن الصفقات أو تحمي المستثمرين عند وقوع صدمات مفاجئة.
الزلزال الذي كشف الحقيقة: صدمة الفرنك السويسري
يبقى الحدث الذي وقع في 15 يناير 2015 واحدًا من أهم اللحظات التي فضحت هشاشة سوق العملات. ففي ذلك اليوم، تخلى البنك الوطني السويسري بشكل غير متوقع عن ربط الفرنك عند 1.20 مقابل اليورو، وهو قرار أدى إلى ارتفاع العملة بنسبة 41% في ثوانٍ معدودة. هذا التحرك العنيف تسبب في خسائر كارثية اجتاحت المتداولين الأفراد والشركات وحتى المؤسسات المالية الكبرى، وأسقط شركات وساطة في لحظات، بينما كانت شركات أخرى مثل FXCM على حافة الانهيار.
هذه الواقعة تلخص الحقيقة الجوهرية: مخاطر الفوركس لا ترتبط بالمهارة وحدها، بل بعوامل خارجية قد تحدث دون إنذار.
لماذا يخسر المتداولون في الفوركس؟ ولماذا لا يمكن الجزم بنسبة العائد الشهري من الفوركس ؟
ورغم أن حادثة الفرنك كانت استثنائية، إلا أنها لم تكن الخطر الوحيد. هناك منظومة كاملة من الأسباب البنيوية التي تعيق المتداول الفرد من الوصول إلى الثراء عبر سوق العملات:
الرافعة المالية السلاح الذي يجذب الجميع ثم يقتل حساباتهم
الرافعة المالية العالية تمنح المتداول انطباعًا بأنه قادر على تحقيق أرباح ضخمة بأموال صغيرة. لكن الحقيقة أن الرافعة المفرطة تحوّل الخسائر الصغيرة إلى ضربات قاصمة. رافعة 50:1 قد تضاعف الربح إلى خمسة أضعاف… لكنها في الاتجاه العكسي قد تدمر الحساب في دقائق. وفي بعض المناطق تصل الرافعة إلى 200:1 أو أكثر، ما يجعل احتمالات الخسارة أعلى بكثير من احتمالات الربح.
المتداول المحترف يتقبل الخسارة قبل أن يبحث عن الربح، ويترك خسائره صغيرة لتفسح المجال لأرباح أكبر. أما المتداول العادي فيمارس العكس، يقبض أرباحًا صغيرة بسرعة… ويترك الخسائر تنمو حتى تلتهم رصيده.
الأعطال التقنية، نقص المعلومات، المتداول الفردي يدخل معركة لا يرى فيها شيئًا
اختفاء السيولة أو تجمد منصات التداول أثناء التقلبات قد يجعل أمر وقف الخسارة بلا قيمة. حدث هذا حرفيًا في أزمة الفرنك، حين اختفت السيولة لثوانٍ معدودة كانت كفيلة بإسقاط حسابات كاملة.
نقطة اخرى، البنوك الكبرى ترى التدفقات الحقيقية، تعرف التدخلات الحكومية، وتملك حجم معلومات لا يتوفر للمتداول الفرد مطلقًا. هذا يعني أن المتداول العادي يدخل السوق متأخرًا دائمًا.
تقلبات لا يمكن التنبؤ بها – العامل الذي لا يمكن السيطرة عليه
أي تدخل مفاجئ من بنك مركزي، أو تصريح سياسي، أو صدمة اقتصادية قد تقلب الحركة رأسًا على عقب. في المعتاد يتم التدخل من قبل البنك المركزي في اليابان والذي عادة ما يسارع لدعم قيمة العملة المحلية في حال تراجعها بشكل كبير. ينتج هذا التدخل عادة شموع طويلة جدًا تعكس حجم المليارات التي يضخها بنك اليابان
سوق بلا ضمانات – لا وجود لجهة مركزية تحميك
الفوركس لا توجد به غرفة مقاصة، ما يعني أن المخاطر أعلى من أسواق الأسهم والعقود المستقبلية. حتى ما بين المؤسسات الكبرى. من قضايا الاحتيال الشهيرة إلى التلاعب بين أكبر البنوك العالمية خلال 2007–2013، كلها أمثلة على هشاشة البيئة التشغيلية لهذا السوق.
العائد الشهري من التداول… ولماذا يعتبر سؤالًا مضللًا
من أكثر الأسئلة التي يطرحها المتداولون الجدد:
- كم يبلغ العائد الشهري من الفوركس ؟
- كم يمكن أن أربح شهريًا؟
الإجابة الحقيقية: لا توجد نسبة ثابتة… ولا توجد ضمانات. حتى المتداولون المحترفون لا يمكنهم تحقيق 10% أو 20% أو 30% شهريًا بشكل ثابت. بل إن التركيز على الأرباح الشهرية يقود إلى مخاطر غير محسوبة تجعل التراجع حتميًا. التداول ليس سباق سرعة… بل مسار طويل يشبه بناء مهنة، يحتاج صبرًا وإدارة مخاطر صارمة وتدرجًا، وليس اندفاعًا.
فلسفة التداول الناجح: العملية قبل الأرباح
المتداول المحترف يركز أولًا على كيفية التداول وليس على العائد. يشبه هذا سائق سيارات السباق الذي لا ينظر إلى خط النهاية قدر تركيزه على دقة كل حركة: زاوية الدخول، وقت التهدئة، توقيت الانعطاف. أما في تداول الفوركس، العملية تعتمد على:
- المخاطرة الصغيرة
- انتظار الفرص الجيدة
- الابتعاد عن التداول أثناء الأخبار
- إدارة رأس المال
- والانضباط قبل كل شيء
هذه التفاصيل الصغيرة ضمن أهم العناصر التي تحدد العائد الشهري من الفوركس، كذلك هي التي تصنع الفارق بين متداول يستمر لعشر سنوات… وآخر يغادر السوق بعد شهرين. عندما تُنفذ العملية بشكل صحيح باستمرار، الأرباح تأتي وحدها.
تمت إعادة نشر هذا المقال بعد تحسين شامل للمحتوى وإضافة أحدث المعلومات والتحليلات الخاصة بعام 2025. كما يمكنك التداول عبر أفضل شركات الوساطة من خلال أفضل موقع للكاش باك فوركس في الشرق الأوسط، ولا تنسى أشهر 10 نصائح لمتداولي الفوركس.


