أسباب خسارة غوتام أداني الكبيرة جذبت الخسائر الكبري التي مني بها رجل الأعمال الهندي الشهير (غوتام أداني) والتي كلفته نحو نصف ثروته في مدة زمنية لم تتجاوز غضون أسبوعين انتباه الكثير حول أسباب تسجيله هذه الخسائر بهذه السرعة. الملياردير الهندي الذي كان في صدارة قائمة أغنى أثرياء العالم – خلال سبتمبر 2022 احتل أداني المركز الثاني عالميًا- تراجع بشكل كبير بعد خسارة أكثر من 60 مليار دولار من ثروته، التي كانت تقدر بنحو 120 مليار دولار.
ما هي أبرز أسباب خسارة غوتام أداني الكبيرة والمفاجئة ؟
غوتام أداني شخصية عصامية
لم تكن رحلة (أداني)، بعد أن ترك المدرسة في سن المراهقة، والتي استطاع فيها بناء إمبراطوريه مالية تضم تسع شركات تتسم بالسهولة. فعلى مدار ثلاثين عاماً، نجح الملياردير الهندي في بناء ثروة من خلال مجموعة شركات قدرت قيمتها السوقية بحوالي 218 مليار دولار. تتنوع مجالات عمل تلك الشركات أن كان أغلبها يركز على مشاريع البنية التحتية، مثل الموانئ والمطارات، ومراكز البيانات، وقطاع النقل، المناجم.
صعود شاق وسقوط سريع
في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي يناير / كانون الثاني الماضي، تم نشر تقرير عبر هيندنبورغ ريسيرش وهي احدى المجلات المتخصصة في الأبحاث المالية، تحقيق استغرق اعداده نحو عامين تضمن معلومات حول مخالفات مالية تم وصفها بالجسيمة بخصوص ممارسات الملياردير الهندي. حيث تضمن التقرير:
- أن حوالي 100 مليار دولا من ثروته تم تكوينها بطريقة غير معروفة على مدار ثلاث سنوات.
- كما نشر التحقيق تحقيقات قامت بها جهات حكومية تتضمنت تهم مثل الاحتيال وفساد وغسيل أموال.
- تراكم الديون الناجمه عن قروض تقدر بنحو 30 مليار دولار للمجموعة، ما يعرضها لخطر كبير.
- تورط مجموعة شركات أداني في إنشاء كيانات وهمية بهدف استخدامها في التهرب الضريبي بعد تأسيسها في دول تُصنف كملاذات الضريبية، نفذت تلك الشركات عمليات تهريب المليارات للخارج.
أشار تحقيق هيندنبورغ ريسيرش إلى أن بعض الشركات التابعة للملياردير الهندي لا تستحق أكثر من 15 في المئة من قيمتها المعلنة، كما جاء في التقرير ان القروض الهائلة تضغط على مجموعة الشركات، وهو ما ايده التقرير بتقرير أخر صادر عن وكالة «فيتش» للتصنيف الإئتماني تضمن مخاوف من الأساس المالي غير المستقر للشركات بسبب الديون
من جانبها اكتفت مجموعة الملياردير الهندي بالرد عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر من خلال سلسلة من التغريدات التي نفت الادعاءات الواردة في التحقيق وسط تهديدات بملاحقة هيندنبورغ ريسيرش قضائيًا.
رد فعل السوق
بعد نشر التقرير، سجلت أسهم مجموعة (أداني) تراجعات قوية تحت ضغوط بيع حادة حيث تراجعات ما بين ثلاثة وثمانية في المئة، كلفت الشركة حوالي 110 مليارات دولار من قيمتها السوقية، مع توسع المخاوف من عدم إمكانية احتواء النتائج المترتبة على عمليات البيعالكبيرة التي قد قد تؤثر على أسهم البنوك الهندية، التي تحتفظ بأصول لمجموعة (أداني) أيضاً. اما عن تفاصيل اداء السوق فقد خسرت أسهم لتصل إلى أدنى مستوياتها في عشر سنوات:
- تراجع سعر سهم شركة (أداني إنتربرايزز) من 41.6 دولار، في يوم نشر التحقيق إلى 19 دولاراً في السادس من فبراير/ شباط.
- انخفضت أسهم (أداني جرين إنرجي) للطاقة من 23.4 دولار إلى 9.2 دولار متراجعًا بنسبة 60.7 في المئة.
- تراجعت أسهم (أداني للموانئ) إلى 5.6 دولار بنسبة تراجع 40 في المئة.
- كما سجلت أسهم (أداني للغاز) 16 دولاراً بنسبة هبوط بلغت 66.4 في المئة.
كيف تأثرت شركات (أداني) بعد الأزمة؟
توسع تأثير نشر التقرير ليتجاوز الخسائر المالية التي سجلتها مجموعة الشركات، مع ظهور مطالبات بقياة نواب المعارضة في الهند بمباشرة التحقيق حول تقرير هيندربرغ. اما عن التأثيرات الأخرى ففد خفضت وكالة التصنيف الائتماني (ستاندرد أند بورز) بالتزامن مع تقرير صادر من وكالة (موديز) للتصنيفات الائتمانية خفضت فيه تصنيفها للنظرة المستقبلية لشركتين من شركات (أداني) إلى سلبية من مستقرة، كما تضمن التقرير أشارة لأخطار ارتفاع تكاليف التمويل. في خضم الأزمة، اعلنت شركة (ام اس سي اي) «MSCI» لمؤشرات الأسواق العالمية عن إجراء مراجعة للتداول الحر على الأوراق المالية للمجموعة،
من جانبها أعلنت (أداني) في محاولة لإعادة الثقة ووقف تراجع أسههمها عن نيتها سداد قروض تقدر بحوالي 1.11 مليار دولار قبل ميعادها والمستحقة بعد عام ونصف العام. وفي اعلان مشابه أعلنت (أداني) للموانئ عن توقعات بسداد قروض تقدر بحوالي 604 ملايين دولار وذلك خلال السنة المالية القادمة.
الملخص
بسبب تقرير نشرته (هيندنبورغ ريسيرش) خلال يناير الماضي خسر الملياردير الهندي غوتام أداني حوالي نصف ثروته مع تسجيل أسعار أسهم شركاته انهيار حاد، خاصة بعدما فشلت المجموعة في الرد بشكل مقنع على التقرير. حيث واجهات مجموعة أداني ضغوط متنوعة ما بين مالية وسياسية وتهديدات بملاحقات قضائية، على الجانب الأخر تسعى المجموعة لاحتواء الأكزمة واستعادة ثقة المستثمرين من خلال الاعلان عند اتجاه لسداد ديونها في وقت مبكر عن موعد استحقاقها.
التعليقات مغلقة.