تميزت توقعات وول ستريت في النصف الثاني من 2023 بنوع من التفاؤل وسط تجاهل المتحمسون للأسواق المالية الأداء المتقلب للأسهم الأمريكية خلال الأشهر القليلة الماضية، وسط توقعات باستقرار الأسواق وارتفاع المؤشرات خلال النصف الثاني من 2023 بمجرد توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة، وبالتالي تمثل الفترة الحالية فترة خصم متميزة على الأسهم.
كانت سوق الأسهم الأمريكية موضوعًا ساخنًا للنقاش في السنوات الأخيرة ، ويتساءل العديد من المستثمرين عما يمكن توقعه في النصف الثاني من عام 2023. في هذا المقال ، سأحلل الوضع الحالي لسوق الأسهم الأمريكية وننقل نظرة شاملة من أداء السوق في النصف الثاني من عام 2023. عن طريق استعراض عوامل مختلفة مثل الاتجاهات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن المؤشرات الخاصة بالصناعة، لتقييم المخاطر والعوائد المحتملة المرتبطة بالاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية في النصف الثاني من العام . بالإضافة إلى ذلك، سأعتمد على خبرة المتخصصين الماليين ذوي الخبرة لتقديم تقييم مستنير ودقيق لأداء السوق في المستقبل. بنهاية هذا المقال، سيكون لدى القارئ فهم أفضل لسوق الأسهم الأمريكية وما يمكن توقعه.
في الوقت الحالي تسببت عدد من البيانات التي تركز على التضخم في دفع التكهنات بمواصلة رفع الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض واتباع مسار أكثر تشددًا مما كان متوقعًا. وذلك على عكس الاعتقاد السائد فيما مضى بأن الفيدرالي قد يتوقف عدة مرات في يوليو، ليسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسوأ اغلاق أسبوعي له منذ بداية شهر ديمسبر الماضي.
تسود التوقعات منذ نهاية العام الماضي بأن النصف الأول من 2023 سيكون قاسيًا بالنسبة لمتداولي الأسهم، الا ان الجانب الإيجابي اظهر ان السوق سوف يتعافى خلال النصف الثاني من العام. حيث يرى الخبراء أن الفيدرالي الأمريكي قد اقترب من نهاية سلسلة رفع سعر الفائدة، حيث ستبدأ الأسواق في تقييم القيمة الحالية للتدفقات المستقبلية.حيث تسود حالة من التفاؤل الشموب بالحذر.
مخاوف رفع الفائدة
تكبدت وول ستريت خسائر في نهاية جلسة التداول الأخيرة من الأسبوع الماضي، بعد أن جاءت بيانات التضخم الجديدة أعلى من المتوقع. ربما تأثرت معنويات السوق بفكرة أن الاحتياطي الفيدرالي من المحتمل أن يستمر في محاولة استعادة استقرار الأسعار من خلال رفع أسعار الفائدة إلى منطقة مقيدة.
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.02٪ أو 337 نقطة عند الإغلاق مع هبوط سهم بوينج الأسوأ أداء بنسبة 4.8٪.
- انكمش مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.73٪
- أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضًا بنسبة 1.05٪.
تظهر احدث التوقعات إلى الحاجه لرفع معدلات الفائدة فوق نسبة 6.5 في المائة، مما قد يتسبب في دخول الاقتصاد في مرحلة ركود بشكل هبوط حاد وليس سلس. يهدف الاحتياطي الفيدرالي السيطرة على التضخم، بالتزامن مع الحافظ على النمو الاقتصادي وحتى مع التراجع يهدف الفيدرالي لما يسمى بالهبوط السلس. حيث يمكن للأسواق تقبل رفع سعر الفائدة حتى حدود 5٪ ولكن الوصول إلى نسبة 6٪ أو أكثر سوف تتأثر يلقى بظلاله على الأسواق المالية.
توقعات وول ستريت في النصف الثاني من 2023
تراجع التفاؤل في سوق الأسهم بسبب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي.
كانت هناك العديد من العوامل التي ساهمت في انخفاض في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأسبوع الماضي إلى جانب بيانات التضخم المزعجة.، إلا أنه لا ينبغي تجاهل الأداء التاريخي للسوق خلال شهر فبراير، حيث احتل هذا الشهر المرتبة الأولى من بين الأشهر الأسوأ أداءً للمؤشر.
بعد اخر قرار لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة، شهدت الأسوق عدد من بيانات التضخم وسوق العمل والأجور التي كانت الإيجابية فوق توقعات المحللين. حيث ارتفع مؤشر التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات لإمكانية تسجيل تشديد نقدي عن طريق ارتفاعات كبيرة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. مما دفع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية المستحقة لأجل عامين إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2007.
في الوقت الحالي، على الرغم من بيانات التضخم الا انه قد يعكس انتعاش خلال النصف الثاني من العام الجاري وسط تماسك الإنفاق الاستهلاكي. يرى الخبراء أن الأسهم في صناعات الطيران والدفاع، وكذلك أشباه الموصلات، تعتبر أفضل الاختيارات في المرحلة القادمة. حيث يمثل كل تراجع في أسهم هذه القطاعات فرصة لإعادة الشراء. بينما على الجانب الاخر من المتوقع أن تعاني أسهم النمو نظرًا لمدى حساسية أسعارها لتحولات أسعار الفائدة.
التعليقات مغلقة.