كانت التوقعات في بداية أزمة الجنية الإسترليني منذ عدة أشهر والتي تتضمنت إمكانية تعادل الجنية الإسترليني مقابل الدولار جريئة تمامًا في ذلك الوقت، لكنها اصبحت واقعية جدًا في الوقت الحالي. لا تزال المملكة المتحدة تعاني من أزمة الطاقة خاصة بعد حرب روسيا في أوكرانيا، وبالتالي ستستمر في مواجهة أسعار الطاقة القصوى وحتى النقص الفعلي وانقطاع التيار الكهربائي مع حلول فصل الشتاء. ثم هناك مسألة تغيير القيادة، والاقتصاد المتباطئ، والتضخم الهائل على نطاق واسع، والبنك المركزي الذي يواصل التشديد النقدي في هجومه الإضافي على المستهلكين والشركات على حد سواء من خلال رفع أسعار الفائدة.
معاناة السندات البريطانية
- يشير مؤشر السيولة بالسندات الحكومية البريطانية إلى أن ظروف التداول هي الأسوأ منذ 2011.
- قد يؤدي ارتفاع العائد لأكثر من 10% إلى موجات ذعر في السوق.
- تخطي هذا المستوى سيكون بمثابة صدمة للمستثمرين
- أن المؤشر يتتبع أكثر سندات الشركات المقومة بالجنيه الإسترليني أماناً،
لم يتم استقبال أحدث الخطط الخاصة برئيسة الوزراء الجديدة ليز ترس والتي تتضمن خفض الضريبية والميزانية بشكل جيد من قبل الجنية الإسترليني. حيث انهار الجنية الإسترليني، بالاضافة إلى الارتفاع التاريخي لعوائد السندات. مما سبب احراجا لرئيسة الوزراء وهي تتراجع بشكل إجباري عن جزء من خططها. ومع ذلك، فإن كل ما سبق هو جزء من مشاكل المملكة المتحدة الأكبر، حيث يتجه الاقتصاد نحو فترة ركود خطيرة وربما مستدامة.مما يمكن اعتباره مؤشراً واضحاً على تراجع مكانة المملكة المتحدة.
بعد تدخل “بنك إنجلترا” في الأسواق حدث نوع من التوازن حيث انتعش الباوند بشكل نسبي، لكنه لم ينهي المشكلة بشكل كبير حيث تواصل
- تأرجح السندات الحكومية والجنيه الإسترليني بين المكاسب والخسائر،
- ارتفعت تكلفة التأمين ضد تخلف المملكة المتحدة عن السداد إلى أعلى مستوى 2016.
لكن استمرار تدخل البنك في سياسة متضاربة امر صعب حيث قال روهان خانا، محلل أسعار الفائدة في بنك “يو بي إس”:
“من الصعب افتراض قيامهم بالشراء الآن، ثم عكس المسار والبيع بعد أسبوعين ثم يرفعون سعر الفائدة بنسبة كبيرة. يبدو هذا اقتراحاً صعباً”.
تعادل الجنية الإسترليني مقابل الدولار
سجلت اغلب التوقعات العالمية تعادل الجنية الإسترليني مع الدولار الأمريكي عندما كان الزوج يتداول عند مستويات 1.15، والآن يتداول الباند دولار عند 1.06، وهي مستويات أقرب للتوقعات كثيرًا. رغم تعافى العملة البريطانية لكن التراجعات السابقة تعطي انطباع عن مدى ما يمكن ان يعانية الباوند اذا تكررت ظروف مشابهه. تظهر عقود الخيارات ارتفاع إمكاينة تراجع الباوند مقابل الدولار بنسبة 1 إلى 3 لبلوغ مستوى التعادل بحلول نهاية 2022، مما يجعل كل ارتفاع للجنية الإسترليني فرصة للبيع مقابل الدولار.
تأثير مخلفات من كوفيد التحفيز لا يزال في القوة الكاملة أيضا. لا يوجد الكثير من الحلول مما يمكن رؤيته في الأفق، والذي يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره داعمًا للاقتصاد أو للعملة. لذا فأن توقعات زوج الباوند دولار التي تستهدف الوصول لمستوى التعادل اوالتكافؤ.
في هذه المرحلة، سيكون هناك بعض التقلبات الفورية بالطبع، ولكن مهما كان شكل هذا التقلب، فإن الاتجاه الرئيسي السائد يظل إلى حد كبير في الاتجاه الهبوطي. في حالة حدوث أي تصعيد للحرب في أوكرانيا، وهناك إشارات واضحة بهذا المعنى في الوقت الحالي، فسنرى مرة أخرى مزيدًا من الانخفاض الحاد في الجنيه الإسترليني واليورو. لا ينبغي لأحد أن يقلل من تقدير الأزمة التي تعاني منها أوروبا كلها في الوقت الحالي، والجنيه الإسترليني أكثر ضعفاً من غيره.
قال لين غراهام تيلور، الخبير الاستراتيجي في “رابوبنك”:
” الاقتراب من مستوى التكافؤ ما بين الباوند والدولار نقطة مهمة من الناحية النفسية”، يتعين على بنك إنجلترا التعامل مع تراجع قيمة العملة الإسترليني حتى لايفاقم من أزمة التضخم، كما اشار إلى اعنقاده: “أن بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة بقوة”>
المصدر: acy
التعليقات مغلقة.