الأغنياء يزدادون ثراء أثناء الوباء وفي غير أوقات الوباء، فهم الفئة الأسرع من حيث التوازن والأكثر استفادة من الكوارث. الحديث هنا ليس على اي شخص ثري، فقد يكون الشخص ثري بالوراثة او نتيجة مصادفة فقط. بل المقصود الأغنياء الموهبون. نستعرض في هذا التقرير كيف استفاد هؤلاء من من أوقات الازمات وغيرها.
حيث صدرت تحذيرات من وكاله اقتصاديه كبرى، تشير الي ان هناك تغييرات لا رجعة فيها على الاقتصاد الامريكي وسوق العمل بشكل عام الامر الذ يؤدي الي عدم المساواة في الثروة. ففي رد فعلها على تفشي الفيروس، حددت الحكومة – سواء كان عن قصد او لا – فائزين وخاسرين.
حيث تمكنت بعض الشركات العملاقة عبر الإنترنت، مثل جوجل و أبل و امازون و مايكروسوفت و زووم و فيسبوك و ونتفلكس، من ممارسة الأعمال التجارية كالمعتاد وذلك دون التأثر بوباء كورونا، في حين أُجبرت شركات أخرى وصفت بأنها غير ضرورية على إيقاف عملياتها أو تقليصها بشكل كبير.حيث تقدمت شركات كبرى وبارزه مثل جي سي بني و هيرنز و نيمان ماركوس، بيير 1، بروكس براذرز، جي كرو طلباً للحماية من الإفلاس.
شملت التداعيات 51 مليون أمريكي تقدموا بطلب للحصول على إعانات بطالة،
فمحدودي الدخل والفقراء ذادت أحوالهم سوء، حيث لا تمتلك معظم تلك العائلات حتى صندوقًا للطوارئ، او مصادر للدخل كورقه حماية في حالات الطوارئ للحصول عليها في الأوقات الصعبة. ارتفع عدد الافراد غير قادرين على سداد مدفوعات الإيجار والرهن العقاري، مما يعرضهم لخطر الإخلاء. كما بدأ ملايين الأمريكيين العاطلين عن العمل قد بدأوا في البحث عن وظائف عبر الإنترنت.
بينما على العكس حقق الرؤساء التنفيذيون والمسؤولون وكبار المساهمين مكاسب وزياده في حجم ثرواتهم.
زادت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، ثروته بمقدار 13 مليار دولار. ومن الجدير بالذكر ان جزء كبير من تلك القفزة حدثت خلال يوم واحد، وذلك وفقًا لبلومبرج. وعلي صعيد متصل، كتبت صحيفة الجارديان أنه في ذروة الوباء، شهد كل من جيف بيزوس وبيل جيتس ومارك زوكربيرج ارتفاع حاد في ثرواتهم، بالشكل التالي:
- تضخمت ثروت جيف بيزوس الصافية بنحو 15 مليار دولار في عام 2020،
- شهد وارن بافيت ولاري إليسون زياده في حجم ثرواتهم مجتمعة بمقدار 101.7 مليار دولار.
- تضاعف صافي ثروة ماسك ثلاث مرات خلال سبعة أشهر حيث تبلغ ثروته الآن حوالي 75 مليار دولار.
الأغنياء يزدادون ثراء
تعتبر الولايات المتحدة هي واحدة من الدول القليلة في العالم حيث يمكنك البدء من لا شي لتصبح ناجحًا وغنيًا للغاية. غالبًا ما يقدم الأشخاص، مثل بيزوس وماسك ومؤسسي جوجل وأبل (بالإضافة إلى عمالقة الصناعة المماثلين)، خدمات ومنتجات قيّمة تفيد المستهلكين وتجعل حياتنا أسهل وأكثر إنتاجية. وهنا تزدات المخاوف، ليس الثروة في حد ذاتها هو ما يدعو للقلق. وانما الخوف هو أن مجموعة صغيرة من الاغنياء يسيطرون الآن على نصيب الأسد من الثروة والسلطة. في حين أن الغالبية العظمى من السكان إما يتدافعون أو يتشبثون بأظافرهم فقط لتلبية احتياجاتهم الاساسيه اليومية.
وعلي صعيد متصل، ذكرت تقارير صحفية انه منذ بداية الوباء، شهدنا استمر عدم المساواة في الدخل في الارتفاع في حين أن الأثرياء يجنون المزيد من المال، يفقد الفقراء المزيد من المال ويزدادوا فقرا، فقد وجد تقرير صادر عن معهد الدراسات المالية أن
” الأسر الفقيرة خلال الأزمات، هي الأكثر تضررًا من حيث الدخل، وذلك مع انخفاض متوسط دخل الأسرة بنحو 15٪ “.
وهي ليست بالظاهرة جديدة وقد رأينا هذا يحدث في الماضي. حيث تقول سي إن إن:
“لقد رأينا هذا يحدث من قبل، فخلال فترة التعافي من الانهيار الاقتصادي لعام 2008 – والذي يمثل اسواء انهيار اقتصادي، بالنسبة لمعظم الأمريكيين دخلت معظم الأسر الأمريكية ازمه كورونا مع مخلفات اقتصادية باقية من انهيار عام 2008. حيث فقط 20٪ من الأسر الأمريكية كانت قد استردت الثروة التي كانت لديهم قبل الركود العظيم “.
وذلك بخلاف الأسر الثريه، فقد كانت لديهم قصة مختلفة، حيث أن اغنى 400 ملياردير في الولايات المتحدة
- استعادوا ثروتهم بالكامل في غضون ثلاث سنوات منذ عام ٢٠٠٨.
- كما زادت ثروتهم بنسبة تزيد عن 80٪ في غضون عقد من الزمان، .
وهنا ياتي السؤال الاهم، ما مخاطر تركز الثروة في يد بعض من الاقلية؟
لذلك قد يكون هذا الاقتصاد غير المتوازن هو الشرارة الحارقة التي تسببت جزئيًا في الغضب والاستياء والإحباط. مما أدى إلى أعمال الشغب والنهب والفوضى. فقد أدى الوباء إلى خلق طبقة دنيا جديدة من العمال. هؤلاء هم الأشخاص الذين تم تجاهلهم والذين
- يملئون أرففًا في امازون،
- يوصلوا الطرود،
- يقودون اوبر.
- يعتنون بالمقيمين المسنين في دور رعاية المسنين.
- يشتركون في مجموعة أخرى من الأعمال ذات الأجور المنخفضة.
فهذه الوظائف الأساسية تضع هؤلاء الأشخاص في مواقف صعبة، مما يزيد بشكل كبير من مخاطر غضبهم.
أوليغارشية أمريكية
إذا استمر هذه الفجوه في الدخل بين الأثرياء والفقراء، فقد تصبح أمريكا بلدًا إقطاعيًا من القرون الوسطى. مع تكون نخبة من الأوليغارشية تدير الأمور، تدعمها زمرة من كبار المحامين والمحاسبين والمديرين. و في الجزء السفلي من الهرم ستكون الطبقة العاملة تقوم بجميع الأعمال الدنيا مقابل أجر منخفض. وليس معني هذا أننا بحاجة إلى التخلص من اصحاب الثروة. ولكن فقط يحتاج قادتنا المنتخبون إلى صياغة استراتيجيات ذكية لضمان أن 99٪ من الأمريكيين الآخرين سيكون لديهم طريق إلى الأمام نحو عيش حياة لائقة لأنفسهم وأطفالهم.
المصدر: forbes
التعليقات مغلقة.