تراجعت العملة البريطانية بأكثر من 9٪ مقابل الدولار الأمريكي خلال العام الجاري، ووسط توقعات بتوقعات بتراجع الجنيه الإسترليني بشكل أكبر. على الرغم من التشديد النقدي الذي اقدم عليه بنك إنجلترا خلال الأسبوع الماضي، حيث اضاف زيادة جديدة في أسعار الفائدة بلغت 25 نقطة أساس. وهي لم تكن بقوة رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. حيث يصارع بنك انجلترا بكبح جماح التضخم في نفس الوقت يحول دون توسع التباطؤ في النمو الاقتصادي.
تواجه المملكة المتحدة ثار اقتصادية مترتبة على
- الحرب في أوكرانيا الذي اشعل أسعار واردات الطاقة.
- تعطل سلسلة التوريد، بسبب الاغلاق في شنغهاي الصينية.
- آثار البريكست وعدم اليقين السياسي المحلي.
- أزمة غلاء المعيشة.
قد تتحول سياسة بنك انجلترا الحذرة في الوقت الحالي لسياسة أكثر تشديداُ، وهو ما يفتح إمكانية رفع سعر الفائدة بحدود 50 نقطة أساس خلال الاجتماعين المقبلين. حيث قال البنك إنه على استعداد للتصرف “بقوة أكبر” إذا توسع التضخم بشكل أكبر. يبلغ التضخم في المملكة المتحدة حالياً حوالي 9٪ حاليًا وسط توقعات بان يرتفع لنسبة تبلغ 11٪ في شهر أكتوبر المقبل،
اصدر محللو بنك جولدمان ساكس تقرير خلال الأسبوع الجاري، جاء فيها
أن أسلوب بنك إنجلترا الذي يتسم بالحذر في كبح جماح التضخم، مع العمل على تخفيف تأثير النمو. يعنبر أمر سلبي للجنية الإسترليني،”.
توقعات بتراجع الجنيه الإسترليني
بنك جولدمان ساكس: مستقبل الجنية الإسترليني يتسم بالضعف
يتمسك بنك جولدمان ساكس بتوقعات تحقق المزيد من التراجع بالنسبة للجنيه الإسترليني في المستقبل القريب، خاصة وأن المركزي الأوروبي قد حول من سياسته النقدية ويتجه لتشديد السياسة النقدية بوتيرة أسرع.
في إطار مشابه، أكد الاستراتيجيون في بنك بي ان بي باريبا، في تقرير صدر خلال الأسبوع الماضي، توقعتهم السلبية للجنيه الإسترليني في ظل ظروف الاقتصادية غير جيدة، وحالة من الضبابية السياسية. في هذا الصدد، يتمسك بنك بي ان بي باريبا بصفقات شراء على زوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني حيث يستهدف 0.89.
اظهرت البيانات الاقتصادية تسجيل اقتصاد المملكة المتحدة انكماش بنسبة 0.3٪ خلال شهر أبريل بعد تسجيل انكماش بنسبة 0.1٪ خلال شهر مارس. ليسجل الاقتصاد البريطاني تراجعين متتالين منذ أوائل عام 2020. كما سجل بنك إنجلترا تزايد إمكانية حدوث مخاوف ركود اقتصادي خلال أواخر العام الجاري واوائل العام القادم..
حلول بنك انجلترا محدودة
على ان مدى ضعف الجنية الإسترليني يمكن تحديدها طبقاً للسياسة النقدية لبنك انجلترا، وذلك وفقًا لمدير أسواق رأس المال العالمية في Validus Risk Management مارك كوجلياتي. والذي قال في تقرير صدر في نهاية الأسبوع الماضي عقب رفع سعر الفائدة وصدور بيان لجنة السياسة النقدية لبنك انجلترا والتي جاء فيها أن مسار التضخم الحالي يترك “مجالًا ضئيلًا للجنة السياسة النقدية” عندما يتعلق الأمر بتشديد السياسة النقدية.
في هذا الشأن يقول كوجلياتي:
“حقيقة أن المعدلات الحقيقية (المعدلة للتضخم) تظل أقل في المملكة المتحدة مما هي عليه في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، لا تبشر بالخير للجنيه الاسترليني”، مضيفًا أن معنويات المخاطرة الواسعة ستكون أيضًا عاملاً مؤثرًا.
“يظهر لنا تاريخ التداولات أن اداء العملة البريطانية يميل إلى الضعف عندما تكون الأسواق في وضع عدم المخاطرة “، لذا عند حدوث التهاوي الذي تسجله الأسواق في الوضع الحالي، على سبيل المثال التراجع القوي الذي يسجله مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الآن حيث تراجع بنحو 20٪ أقل من اعلى مستوياته الأخيرة، فهناك خطر أكبر يهدد الجنيه الاسترليني لا سيما مقابل الدولار الذي يعتبر ملاذ آمن واليورو والذي سوف يبدء من موجه من التشديد.
على صعيد التداولات، تراجع الجنية الإسترليني لأدنى مستوى له منذ 2020 الأسبوع الماضي، حيث تراجع الباوند لأقل من مستويات 1.20 دولار، قبل يدفعه قرار بنك انجلترا لأعلى من مستويات 1.24 دولار قبل ان يتراجع لمستويات عند 1.2260 دولار لحظة كتابه التقرير
اما عن توقعات زوج الباوند دولار فيقول جون هاردي، رئيس إستراتيجية العملات الأجنبية في ساكسو بنك جاءات كتالي:
- سيتطلب الانعكاس الكامل للاتجاه الهابط الأخير ان يتداول الزوج فوق مستويات 1.25 دولارًا.
- على الجانب الاخر يستهدف البائعين للجنيه الاسترليني الا بالاستقرار اقل من مستويات 1.22 دولار.
اما عن زوج اليورو مقابل الجية الإسترليني فيقول هاردي:
- حيث انعكس الضلع الأخير فوق 0.8600 بشكل حاد مما دفع الباوند لمزيد من التراجعات.
- يجب مراقبة منطقة 0.8500 لمعرفة اذا كان الزوج قد يتراجع لمستويات أدنى 0.8300 مرة أخرى.
التعليقات مغلقة.