هل ممكن أن يؤدي الاختلاف في السياسات بين هذه البنوك المركزية إلى حرب العملة
بورصة فوركس – ان الاسواق المالية يجب ان تستعد لحرب العملة اذا لم ينسق البنك المركزى الاوروبى والاحتياطى الفدرالى الامريكى سياساتهما حيث أنه من المهم للبنوك المركزية أن تزامن الجهود ونحن نخرج من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
حيث أن ما شهدناه على مدى الأسابيع القليلة الماضية هو مثال على ذلك، حيث ارتفع اليورو بسرعة كبيرة إلى أكثر من 1.18 دولار بعد أن تحول مجلس الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذرا حيال رفع الفائدة ، مثل آخر محضر للبنك المركزي الأوروبي، مما قد يضر صادرات منطقة اليورو، إلى الولايات المتحدة وبلدان أخرى، وإجبار البنك المركزي الأوروبي على العودة إلى الوراء أيضا.
وقد تتسبب قوة اليورو الى أن المنتجات الأوروبية أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين خارج المنطقة بما في ذلك المستهلكين في الولايات المتحدة الاسبوع الماضى،
ان نتيجة حرب العملات يمكن ان تكون سباقا الى القاع حيث يخشى كل بنك من اتخاذ الخطوة الاولى وأن يكون الخروج من برنامج التسهيل الكمي (برنامج شراء السندات الحكومية) يصبح صعبا بشكل لا يصدق.
وقد دفعت البيانات الاقتصادية الإيجابية التي شهدتها منطقة اليورو والولايات المتحدة البنوك المركزية المعنية إلى التواصل أنها سوف تبحث في تخفيف الحوافز النقدية التي تنطوي على البنوك المركزية شراء الديون الحكومية وخفض أسعار الفائدة لزيادة المعروض النقدي في الاقتصاد.
وبالتالي تخفيض حجم الدين الحكومي في ميزانياتها العمومية سيكون تحديا، حيث أن سنوات التحفيز النقدي قد حصلت على صانعي السياسات والمستثمرين والاقتصاد العالمي يستخدمون لمفهوم انخفاض أسعار الفائدة.
هل يمكن أن تحدث حرب عملات؟
تحدث حروب العملة عندما يسعى بلد أو مجموعة من البلدان للحصول على ميزة تجارية عن طريق تخفيض قيمة عملاتها على أساس التفوق من العملات الأخرى.
ومع ذلك في هذه الحالة حذر المحللون من أن حرب العملات بين اليورو والدولار الأمريكي قد تنبثق إذا أصبح الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذرا، مما يعني أنه قد يؤخر الطريق إلى رفع سعر الفائدة، والذي بدوره قد يجعل الدولار الأمريكي أضعف .
مما يعني أنه لن يكون هناك ما يكفي من احتياطيات نقدية للتغلب على الركود القادم” .
وخلال الحملة الانتخابية وعد الرئيس ترامب بتخفيض الضرائب واستثمارات البنية التحتية الكبيرة التي ينظر إليها المستثمرون كوسيلة لتعزيز الاقتصاد غير أن التفاؤل قد نفد في الأسواق لأن ترامب لم يسلم على أي من هذه الجبهات بعد، الأمر الذي يثير الشكوك حول ما إذا كانت هذه السياسات سوف ترى النور من الاساس
في الواقع، بدأت الأسواق في رؤية بنك الاحتياطي الفيدرالي على أنه تحول قليلا أقل تفاؤلا بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وكان البنك المركزي قال في يوليو الماضي ان التضخم الذي يعتبر احد المقاييس الاقتصادية الرئيسية للبنك “يتراجع الى ما دون 2٪” في حين قال في يونيو ان التضخم يتراجع الى حد ما عن 2٪”. واعتبرت الأسواق هذا الموقف أكثر حذرا وانخفض الدولار على أثرها.
وفي الأسبوع الماضي، أظهرت محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأخير أن صناع السياسات قد انقسموا حول وتيرة الزيادات في أسعار الفائدة، مما يعطي المزيد من التقدم لمطالبات مجلس الاحتياطي الاتحادي الأكثر حذرا.
ومع ذلك، لا يعتقد الجميع أننا يمكن أن تكون على حافة حرب العملة، حيث قال نيك غارتسيد رئيس قسم المعلومات للدخل الثابت في جي بي مورغان لإدارة الأصول لشبكة سي إن بي سي إن الحديث عن حرب العملات “مبالغ فيه”.
وقال “ما زلنا في وقت مبكر جدا من رئاسة ترامب والاقتصاد الاميركي قوي”، وقال انه يخفف من المخاوف بشأن قدرة الرئيس ترامب على تقديم مع تعهدات الحملة الرئيسية.
وإن البيانات الأخيرة مثل الرواتب غير الزراعية أو أرقام الوظائف كما تسمى غالبا – مقياس رئيسي آخر للبنك الاحتياطي الفيدرالي عند اتخاذ قرار بشأن السياسة النقدية
وأضاف غارتسايد أن كلا من بنك الاحتياطي الفدرالي والبنك المركزي الأوروبي “اذا كانا جيدين في التواصل فسيخفضان ميزانياتهما العمومية وقال ان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يعلن عن تحرك في الشهر المقبل وسوف يتبعه البنك المركزي الأوروبي “في وقت لاحق”.
التعليقات مغلقة.