في الوقت الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس كورونا يعد أزمة صحية واقتصادية عالمية. تحاول بكين الصمود في مكافحة فيروس كورونا والعودة لمسار الحياة الطبيعية بعد تفشي هذا الوباء العاتي.. فالعالم بأجمعه يتنفس الصعداء لما يواجه من عدم اليقين بشأن كيفية تطور الوضع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
الأمر الذي فرض على الشركات الصينية الانضمام للكفاح الدولي ضد هذه الوباء القاتل واتخاذ خطوات فعلية لمواجهة ووئد هذا الفيروس الذي يهدد حياة البشرية.
ولقد ركزت جهود تلك الشركات الصينية علي تحديث البنية التحتية ومكافحة الشائعات وتوفير أدوات للعمل والتعليم عند بعد. وفيما يلي أكثر 5 طرق أتخذها الشركات الصينية لمكافحة فيروس كورونا ومساعدة أكثر المتضررين.
مكافحة فيروس كورونا
1- العمل علي لوجستيات سلاسل التوريد.
من الطبيعي أن أول ما تركز عليه الشركات الصينية هي اللوجستيات الخاصة بسلسلة التوريد، ليس فقط لخبرتها المذهلة في هذا المجال، بل نظرًا لأنه أمر بالغ الأهمية في الأزمة الراهنة، وذلك لضمان وجود إمدادات كافية من المواد الضرورية، بما في ذلك الأقنعة الجراحية والمطهرات والبدل الواقية ونظارات السلامة للعاملين الطبيين في الخطوط الأمامية.
فعلي سبيل المثال لا الحصر:
- تبرعت العديد من المؤسسات و الشركات علي رأسها بنك الصين وعلي بابا وآخرون بكميات كبيرة من الرعاية الصحية والغذاء واللوازم الأخرى إلى المناطق المتضررة.
- قامت الشركات المصنعة المعروفة بإنشاء خطوط تجميع مؤقتة لإنتاج أقنعة ومطهرات إضافية.
- ألتزمت سلسلة متاجر البقالة فريش شيبو التابعة لـعلي بابا بسياسة العمل علي مدار اليوم، مع عدم رفع الأسعار علي المستلزمات الضرورية.
- كما تعاونت الأذرع اللوجستية للشركة كيانيو لشبكة اللوجسيتيات الذكية مع عشرات شركاء الخدمات اللوجستية لإطلاق مبادرة “القناة الخضراء” التي تسرع في تسليم الإمدادات الطبية بسرعة وأمان من جميع أنحاء العالم إلى المناطق المتضررة.
- كما لعبت منصات التوصيل السريع وخدمة المهمات دورًا في تقديم الإمدادات الأساسية للمقيمين.
- كما أن شركة دونجفينج تبرعت بمركبات لتسهيل نقل الإمدادات في ووهان بؤرة فيروس كورونا، ونشرت روبوتات أرضية مستقلة لتوصيل اللوازم داخل مستشفيات ووهان.
2- تحديث البنية التحتية اللازمة
لقد كان النقص في أسرة المستشفيات للمرضى المصابين تحديًا كبيرًا، لذلك عمدت الشركات على حله بمنتهي السرعة والكفاءة.
ومن أبرز الأمثلة البارزة على السرعة والكفاءة في إنشاء المستشفيات: إنشاء مستشفي ” هو يا ديب ماونتن” الذي يتسع لـ 1000 سرير ومستشفى “ليوشن شان” الذي يتسع لـ 1600 سرير في ووهان ، وكلاهما تم بناؤه في أقل من 10 أيام.
كما عملت العديد من الشركات الأخرى بطرق أقل وضوحا ولكنها ضرورية. فعلى سبيل المثال:
- وعملت شركة “شركة الشرق الأقصى للطاقة الذكية” واشتركت معها شركتي هوواي وتشينا تليكوم في إنشاء مركز لتشخيص الفيديو عن بُعد مزود بتقنية 5 جي، والذي يُمكِّن الطاقم الطبي من إجراء مشاورات عن بُعد عبر الإنترنت مع المرضى المحتملين.
3- محاربة انتشار المعلومات المغلوطة والشائعات.
في عالم القرية الصغيرة الشديد الارتباط بالإنترنت، يمكن أن تنتقل الأخبار المزيفة والشائعات والمعلومات الخاطئة بشكل أسرع من أي وقت مضي، لذا عكفت العديد من الشركات أدوات جديدة لتبادل المعلومات الموثوقة والتصدي للشائعات في مكافحة فيروس كورونا وفي هذا الصدد:
- أصدر بايدو تطبيق خريطة بايدو القياسي الذي يعرض مواقع في الوقت الفعلي للحالات المؤكدة والمشتبه فيها من الفيروس حتى يتمكن الناس من تجنب المناطق الأكثر إصابة.
- وأطلق Qihoo 360 منصة تُمكن المسافرين من التحقق مما إذا كان أي شخص في رحلاته بالقطار أو الطائرة الأخيرة قد أثبتت نتائج إيجابية منذ ذلك الحين حتى يتمكنوا من اتخاذ تدابير الحجر الصحي المناسبة أو زيارة المستشفى في حالة ظهور الأعراض.
ولتوفير معلومات طبية موثوقة:
- قامت تينسنت “Medipedia”، وهي موسوعة للرعاية الصحية يقوم بتحريرها ومراجعتها خبراء طبيون ذات ثقة، بتضمين إدخالات جديدة عن الأعراض ذات الصلة بفيروس كورونا، والعلاج الطبي والتدابير الوقائية.
- وأطلقت تينسنت أيضًا خريطة العيادات الخارجية تسمح للمستخدمين بالبحث عن أقرب العيادات المختصة.
- ودشنت منصة “JiaoZhen” ، لتفئد الشائعات بحيث تساعد المستخدمين على تمييز الطيب من الخبيث من الأخبار.
ومن أجل إتاحة الوصول إلى رعاية جيدة بسهولة أكبر:
- يقدم الآن “AskBob” ، وهو طبيب مساعد يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي من Ping An ، بوابة واحدة للتحديثات والمشورات المتعلقة بالفيروسات.
4- مساعدة الناس على العودة إلى العمل والدراسة
عمدت الحكومة الصينية تحت ظل الظروف الراهنة لتحويل أنظمة العمل والتعليم عن بعد، فأصبح ملايين العمال يستخدمون الآن أدوات تساعدهم علي العمل عبر الإنترنت وتقليل الاحتكاك والتعامل المباشر في مكان العمل بما في ذلك:
“DingTalk” من على بابا و “وي شات ورك ” من تنسنت و “ميتنج ” من ByteDance و هواوي وي لينك .
ولقد أضافت هذه الأدوات ميزات جديدة في الأسابيع الماضية ، بما في ذلك زيادة حصة المشاركين في مؤتمرات الفيديو وأوقات الاتصال والتدقيق الصحي عبر الإنترنت والحلول الخاصة بالصناعة.
وبالنسبة للمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى، و لتقليل تأثير التأجيلات المدرسية بعد أن عُلقت المدارس والجامعات في الصين أجل غير مسمى لتجنب انتشار الفيروس:
- قدمت منصات التعليم عبر الإنترنت دروسًا مجانية عبر الإنترنت لطلاب المدارس في جميع أنحاء البلاد.
- اطلاق قاعات دراسية عبر الإنترنت، الأمر الذي مكن المعلمين والأساتذة من إجراء دورات تعليمية عبر الإنترنت من المنزل.
ولتقليل تأثير انتشار كورونا على البطالة:
- أطلق على بابا خطة لتقاسم المواهب لتوظيف موظفين على المدي القصير من القطاعات المتأثرة مؤقتًا، بما في ذلك المطاعم والمحلات التجارية الصغيرة التي يتم إغلاقها بموجب القانون أو التي اضطرت قصريا للغلق بسبب نقص العملاء، لفرص العمل المرنة في التجارة الإلكترونية والسوبر ماركت.
- ولدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم قدمت الشركات إعانات للتجار والبريد السريع وقروض منخفضة الفائدة لتخفيف المخاطر والأضرار التي لحقت بهم على المدى القصير.
5- مشاركة الحلول التقنية لتسريع الاستجابات الطبية.
تقوم بعض الشركات بتطوير و مشاركة أدواتها التكنولوجية لدعم الاستعداد والاستجابة لهذا الوباء والأوبئة المستقبلية. فبغرض توسيع قدرة منتجات الكشف عن الفيروسات وتسريع عمليات الاختبار:
- قامت الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في الصين بتبسيط الإجراءات الخاصة بالموافقة على مجموعات الاختبار الطبية.
- كما قامت BGI بزيادة إنتاج أدوات الاختبار الخاصة بها وتبرعت بها إلى ووهان وأنشأت مختبر هويان، وهو مختبر اختبار للطوارئ يهدف إلى تسريع اختبار الحالات.
- كما قدّمت “السحابة الإلكتروينة لعلي بابا” إمكانات الحوسبة ذات الذكاء الاصطناعي لمؤسسات البحث العامة مجانًا لدعم التسلسل الجيني للفيروسات، ومن أجل البحث والتطوير في مجال المخدرات، وفحوصات البروتين.
- وتبرعت شركة “نيوسوفت ميديكال” بأجهزة التصوير المقطعية المحوسبة، والتصوير الطبي AI ، والنظام السحابي، وكذالك برامج ما بعد المعالجة المتقدمة عن بعد للمستشفيات في ووهان.
- وأطلقت ” انفرفيجن” برنامج كورونا فيرس أي أيه” ، وهو برنامج من تطبيقات الذكاء الأصطناعي مجهز خصيصا لأطباء الخطوط الأمامية للكشف عن المرض ومراقبته بالأشعة المقطعية.
وعلى الرغم من أهمية النظر في الفوائد قصيرة الأجل لهذه الحلول التكنولوجية، فإن بعض الجهود، مثل الشركات التي تطلق أنظمة الكشف عن الحمى باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية التصوير الحراري في محطات السكك الحديدية الرئيسية، تثير الكثير من الأسئلة حول الإدارة طويلة الأجل لهذه التقنيات.
المصدر : صندوق النقد ادولي
التعليقات مغلقة.