كثير منا يتسأل متى ينتهي كابوس كورونا فمن منا لم تؤثر جائحة فيروس كوفيد-19 علي حياته وعلاقاته بشكل أو بأخر! وخاصة بعد الإجراءات التشددية الغير مسبوقة التب فرضتها كثير من البلدان علي مواطنيها لموجهة الأزمة الصحية العالمية شديدة الانتشار والخطورة جعلتنا جميعا نتساءل ليل نهار:
و متى ينتهي كابوس كورونا وتعود الحياة إلي طبيعتها؟
فمنذ أن اعتبرت منظمة الصحة العالمية تفشي الوباء على أنه جائحة، وشددت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة مرارًا على أهمية تحرك الدول لفرض تدابير الصحة العامة الشاملة. إلا أن الفيروس التاجي سريع الانتشار ضرب العديد من البلدان حول العالم ودفعهم إلى الإغلاق بشكل فعال من أجل احتواء تفشي المرض.
فوضعت الإجراءات القاسية قيودًا هائلة على الحياة اليومية لمئات الملايين من الناس، من ما يسمى عمليات الإغلاق والحظر وإغلاق المدارس إلى اللوائح الصارمة بشأن الإبعاد الاجتماعي وحظر التجمعات العامة.
ورغم كل تلك التدابير، ووفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز، أصيب أكثر من 390.000 شخص عالميًا بفيروس كورونا – كوفيد 19، مع بلوغ حالات الوفيات إلي نحو 17.156.
- صرح رئيس الوزراء البريطاني إنه يعتقد أن البلاد يمكن أن “تغير مسارها وتعود لطبيعتها” في غضون 12 أسبوعًا
- كانت آمال الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أكثر تفاؤلا حيث أعرب عن إمكانية عودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى “قريبًا إلى حد ما”.
توقعات خبراء الصحة أكثر حذر من السياسين
وعلي جانب أخر، فإن خبراء الصحة أكثر حذرا بكثير، حيث يعتقدون أن الأمور ستظل لفترة أطول.
مفسرين ذلك، بأن رفع القيود لتخفيف الأضرار الاقتصادية والاجتماعية لفترة طويلة من الإغلاق والحظر يمكن أن يخاطر بموجة ثانية من حالات فيروسات التاجية.
حيث صرح إريك فيغل دينج، خبير الاقتصاد الصحي العالمي في كلية هارفارد تشان للصحة العامة، لـ “كابيتال كونيكشن” على شبكة سي إن بي سي يوم الاثنين الموافق 30 مارس 2020
“إن الإغلاق والحظر قدر يستمر لفترة طويلة، وعلى الأقل لن تعود الحياة لطبيعتها قبل مدة شهر أو شهرين آخرين”.
واسترد فيجل دينج في اشارة لعدد حالات الاصابة بالفيروس التاجي – كورونا في الولايات المتحدة
“هذا لا يختفي في الاسابيع الثلاثة القادمة مهما كانت رغبتنا في المقارنة مع ووهان، فنحن ليس ووهان، حيث لا يمكننا تحويل ربع جميع الأطباء والممرضات من أجزاء أخرى من البلاد للقدوم إلى مركز واحد مثل ما حدث في الصين.
واختتم تصريحه، مؤكدا أن الأمور الغير محبذة هذه قد تستمر لمدة شهرين على الأقل أو أكثر. مضيفا إن اللقاح المناسب قد لا يصل قبل 12 شهرًا، شرط الحصول على تجارب مؤكدة وناجحة حتى نتمكن من إعطائها للجميع في أقرب وقت.
يقول عالم الأوبئة، د. أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إن المقارنة الصحيحة هو مقارنة وضع انتشار كوفيد 19 بأي دولة بما فيها الولايات المتحدة بإيطاليا، وليس ووهان
فمنذ ظهور الفيروس التاجي – كورونا في ووهان بالصين، في أواخر عام 2019، انتشر إلى 190 دولة أو منطقة. الأمر الذي لا يبشر بانتهاء الجائحة فجأة وعودة الحياة إلي طبيعتها في غضون أسبوع مقبل أو أسبوعين قادمين.
متى يكون اللقاح جاهزا؟
في الوقت الحاضر، لا يوجد تطعيم متاح للفيروس التاجي – كوفيد 19 ولا يتوقع خبراء الصحة أن يصبح القاح متاحًا للجمهور في فترة قريبة.
فوفقا للأستاذ نيل فيرجسون من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، هناك الحاجة إلى تدابير مكثفة ومدمرة اجتماعيا من أجل “قمع العدوي إلى مستويات منخفضة”
وصرح فيرجسون في تقرير نشر له في 17 مارس، إنه من المرجح أن إجراءات الإغلاق والحظر وعلى الأخص ذات البعد الاجتماعي واسع النطاق، يجب أن تستمر لعدة شهور، حتى وإن توفر اللقاح.
وفي نفس التقرير، قدر العلماء في إمبريال كوليدج لندن أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهرًا على الأقل، لإيجاد لقاح فعال لـكورونا كوفيد-19 .
وحتي نصل للحظة التوصل والإعلان عن لقاح مؤكد وفعال، شددت منظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء العالم على ضرورة قيام المواطنين بإتباع بالعزل جماعي واتباع تعليمات الوقاية، مثل:
- غسل أيديهم بانتظام
- وتجنب لمس أعينهم وأنفهم وفمهم
- والحفاظ على الابتعاد الاجتماعي
- وممارسة النظافة التنفسية
- طلب الرعاية الطبية إذا كانوا يعانون من الحمى أو السعال أو أي صعوبة في التنفس.
مناعة القطيع أم تسطيح المنحنى ؟
وأخيرا، يمكن تبني استراتيجية أخرى تسمى استراتيجية الخروج لوباء الفيروس التاجي – كورونا، وذلك بشرط أن يكون لدى عدد كاف من الأشخاص مناعة ضد تفشي المرض من خلال العدوى، ويعرف هذا المفهوم المثير للجدل باسم “مناعة القطيع”.
وبحسب ما ورد يتم استخدامه حاليا في لعض البلدان مثل السويد، ويبدو أنه تم وضعه في بريطانيا وهولندا قبل أن يتغير كلا البلدين مؤخرًا لاستراتيجية تسطيح المنحني هلعا من الوصول لوضع أيطاليا واسبانيا.
المصدر: CNBC
التعليقات مغلقة.