في اطار تقدمها نحو السيادة العالمية شرعت الصين منذ 2013 فى مشروع عالمي مبادرة الحزام والطريق الصيني يهدف الى احياء طريق الحرير القديم
تكلفة مبادرة الصين ” مبادرة الحزام والطريق الصيني ” التى أطلقت فى عام 2013 تبلغ اكثر من تريليون دولار .
و تهدف لتمويل شبكة ضخمة من البنى التحتية البرية و البحرية و الموانئ و السكك الحديد من قلب اسيا مرورا بأوروبا و افريقيا عبر 121 دولة حول العالم .
و هى المبادرة التى تلقى اعتراضا كبيرا من الولايات المتحدة التى تصفها بمبادرة الغرق و الهيمنة و الجشع الصينية
ربما كنت قد سمعت عن طريق الحرير، الطريق التجاري القديم الذي ربط بين الصين والغرب خلال أيام الإمبراطورية الرومانية. وهو السبيل الاول لوصول الحرير الشرقي إلى أوروبا.
والآن يتم إحياء ذلك. بعدما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 أن ممر تجاري مزدوج جديد من شأنه أن يعيد فتح قنوات بين الصين وجيرانها في الغرب: أبرزها آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا.
ووفقا لخطة عمل الحزام والطريق الصادرة في عام 2015، ستشمل المبادرة الطرق البرية (“الحزام”) والطرق البحرية (“الطريق”) بهدف تحسين العلاقات التجارية في المنطقة في المقام الأول من خلال استثمارات البنية التحتية.
والهدف من الخطة والتى تبلغ تكلفتها 900 بليون دولار، كما أوضحت الصين مؤخرا، هو إضفاء “عصر جديد من العولمة”، وهو عصر ذهبي للتجارة يستفيد منه الجميع.
وتقول بكين انها ستقدم في نهاية المطاف ما يصل الى 8 تريليون دولار للبنية التحتية في 68 بلدا.
وهذا ما يصل إلى 65٪ من سكان العالم وثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقا للاستشارات العالمية ماكينزي.
بيد ان الاستعراضات من بقية العالم اختلطت، حيث اعربت عدة دول عن شكوكها فى النوايا الجيوسياسية الحقيقية للصين.
بينما حضر البعض الآخر قمة فى بكين فى وقت سابق من هذا الشهر للاشادة بحجم ونطاق المشروع.
وقد ثبت أن المشروع واسع ومكلف ومثير للجدل. لكن بعد أربع سنوات من الكشف عنها لأول مرة، يبقى السؤال :
مبادرة الحزام والطريق الصيني لماذا تفعل الصين ذلك؟
ويتمثل أحد الحوافز القوية في أن البنية التحتية التجارية عبر بلدان أوروبا وآسيا الوسطى يمكن أن تدعم البلدان الأكثر فقرا في جنوب الصين، فضلا عن تعزيز التجارة العالمية.
ومن المتوقع أيضا أن تستفيد المناطق المحلية – وخاصة المناطق الحدودية الأقل تطورا في غرب البلاد، مثل شينجيانغ.
والفوائد الاقتصادية، سواء على الصعيد المحلي أو في الخارج، كثيرة، ولكن ربما الأكثر وضوحا هو أن التجارة مع أسواق جديدة يمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو الحفاظ على الاقتصاد الوطني الصيني مزدهر.
ومن بين الأسواق المحلية التي ستستفيد من التجارة المستقبلية الشركات الصينية – مثل شركات النقل والاتصالات – التي تبدو الآن مستعدة للنمو لتصبح علامات تجارية عالمية.
التصنيع الصيني سوف يربح ايضا. وقد تجد الطاقة المفرطة الصناعية الضخمة للبلاد – وخاصة في مجال إنشاء الصلب والمعدات الثقيلة – منافذ مربحة على طول طريق الحرير الجديد، وهذا يمكن أن يسمح للصناعات التحويلية الصينية بالاتجاه نحو السلع الصناعية الراقية.
قوة عظمى عالمية جديدة
وكان بعض الدبلوماسيين الغربيين حذرين في ردهم على الممر التجاري المقترح . ورؤوا أنه انتزاع للأراضي يهدف إلى تعزيز نفوذ الصين على الصعيد العالمي، ولكن لا يوجد دليل يذكر على أن الطريق سيفيد الصين وحدها.
وقال تشارلز بارتون، وهو دبلوماسى سابق بالاتحاد الاوروبى فى الصين، لصحيفة // فايننشال تايمز // ان الخطة هى اساسا “سياسة داخلية ذات عواقب جيوستراتيجية، وليس سياسة خارجية”.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة / شينخوا / مؤخرا “بينما تتجه بعض الدول الغربية الى الوراء عن طريق اقامة” جدران “، فان الصين تسعى الى بناء جسور، حرفية ومجازية”.
وقال كيفين ليو، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركاء آسيا، إن الجسور أساسية لاستراتيجية الصين.
ويوضح قائلا: “إن وضع القوة العظمى الذي حققته الولايات المتحدة يستند إلى حد كبير إلى البطانة الأمنية التي عرضتها على حلفائها.فقد قررت الصين منذ زمن طويل أن الأمن مكلف جدا ، وبدلا من ذلك، قد توفر الاتصال “.واضاف ليو انه اذا اقترنت بالربط العالمى المعزز، فان الجاذبية الضخمة للصين يمكن ان تصبح محركا اكثر اهمية للاقتصاد العالمى “.
ما هي البلدان التي ستستفيد؟
وأشار كريدي سويس إلى أن 62 بلدا يمكن أن ترى استثمارات تصل إلى 500 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث توجه معظمها إلى الهند وروسيا وإندونيسيا وإيران ومصر والفلبين وباكستان.
الشركات الصينية بالفعل وراء العديد من مشاريع الطاقة، بما في ذلك أنابيب النفط والغاز بين الصين وروسيا وكازاخستان وميانمار. وتجري حاليا مشاريع للطرق والبنية التحتية في إثيوبيا وكينيا ولاوس وتايلند.
باكستان هي واحدة من أهم مؤيدي الطريق الحرير الجديد. وقال رئيس الوزراء نواز شريف ان الطريق التجارى يمثل “فجر حقبة جديدة حقا من التعاون المشترك بين القارات”. إن الثناء غير المستغرب ربما من بلد يقف عند أحد ممر الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان حيث يستعد للاستفادة من 46 مليار دولار في الطرق والجسور ومزارع الرياح وغيرها من مشاريع البنية التحتية المدعومة من الصين.
وقد بأتى الدعم من مناطق أبعد من ذلك، حيث توقعت الرئيس الشيلى ميشيل باشيليت أن الطريق “سيمهد الطريق أمام مجتمع أكثر شمولية ومتساوية وعادلة ومزدهرة وسلمية مع التنمية للجميع”.
اهم الدول التى سجلت اعتراضها على مشروع طريق الحرير
ولعل الناقد الأكثر صوتا حتى الآن هو رئيس وزراء الهند نارندرا مودي. وقد اعترض على طريق الحرير ووصفه “الممر الاستعماري” الذي يهدد ببناء “الديون والمجتمعات المكسورة في أعقابها”، التي تعارض طريق الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان الذي يبلغ 46 مليار دولار والذي يمر عبر جزء من كشمير. بل انه قاطع قمة حزام واحد واحد الاخيرة فى بكين.
لم يكن مودي هو الزعيم الوحيد الذي غاب عن التجمع. ولم يظهر اي مسؤولون من اليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، ومن بين مجموعة الدول الصناعية السبعة (مجموعة السبع)، كان الممثل الوحيد لحضور الاجتماع هو رئيس الوزراء الايطالي باولو جنتيلوني.
“بينما ترحب الدول بسخاء بكين، فإنها تشعر بالقلق في الوقت ذاته من سخائها. وقال بول هينل، مدير مركز كارنيجي تسينغهوا للسياسة العالمية: “إن تأثير الصين المتنامي هو مصدر قلق للدول التي لا تتوافق مصالحها السياسية دائما مع مصالح بكين”.
في حين أن نفوذ الصين المتنامي هو مصدر قلق للدول التي لم تتماشى مصالحها السياسية مع بكين، نكر المتحدثون الصينيون مرارا وتكرارا اتهامات مسرحية للهيمنة العالمية.
قالت الصين مؤخرا فى وسائل الاعلام الرسمية ان طريق الحرير الجديد “لن يكون ابدا الاستعمار الجديد”.
المصدر : weforum
التعليقات مغلقة.