ضحايا الكورونا بإيطاليا فاق الصين بأكثر من ضعف عدد الوفيات، تُري ما السبب؟ فوفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز، سجلت إيطاليا أكثر من ضعف عدد الوفيات التي سجلتها الصين، منذ ظهور الفيروس التاجي – كورونا – كوفيد 19 – لأول مرة في أواخر عام 2019.
فحتي يوم الجمعة الماضية الموافق 28 مارس 2020، سُجلت 8215 حالة وفاة في إيطاليا مقارنة بـ 3291 في الصين. كما ارتفع عدد الوفيات بإسبانيا بشكل حاد في الأيام الأخيرة وهو حاليا على الأقل 4365. وهو أيضًا أعلى بكثير من الصين – وقد أثارت تلك الأرقام المقلقة تساؤلات حول سبب ارتفاع معدل الوفيات في هذه الدول الأوروبية.
وأرجع أغلب خبراء الصحة إن التركيبة السكانية والسلوك الاجتماعي وانخفاض القدرة على الاختبار ليست سوى بعض الأسباب التي تجعل إيطاليا وإسبانيا لديها أكبر عدد من الوفيات في العالم بسبب الفيروس التاجي.
بينما صرح اثنان من خبراء الصحة إن هناك عدة أسباب لهذا العدد المهلع والذي فاق عدد ضحايا الكورونا بإيطاليا الصين من حيث الوفيات، أهمها:
لماذا فاق عدد ضحايا الكورونا بإيطاليا الصين؟
الاستجابة البطيئة لحالة الخطر والطوارئ
قال ألكسندر إدواردز، خبير في علم المناعة من جامعة ريدينغ، يوم الخميس عن الوضع في إيطاليا: بإن الفيروس التاجي كان موجودا ومنتشرا انتشارا كبيرا قبل أن يدرك الناس.
وأوضح أنه في معظم البلدان الأوروبية، افترضت أن تفشي كورونا – كوفيد 19، مشكلة الصين فحسب، الموقف الأولي الذي آل لانتشار السريع للفيروس في أماكن مثل إيطاليا وإسبانيا.
فقد تم إغلاق منطقة ووهان الصينية، التي نشأ فيها فيروس كورونا، عن بقية العالم منذ منتصف يناير 2020 رغم بدء تفشي الوباء منذ ديسمبر 2019. والتي من المتوقع أن ترفع ووهان إغلاقها جزئيًا في أوائل أبريل، نظرًا لعدم الإبلاغ عن حالات جديدة منذ أيام.
بعد فوات الأوان، يبدو أن الإغلاق المفرط كان له تأثير إيجابي. ولكن في ذلك الوقت كان قرار إخبار 11 مليون شخص بالبقاء في المنزل صارماً وصادما للغاية بالنسبة للكثير من الإيطاليين، وبدون ضمان للنجاح.
وأردف إدواردز لشبكة سي إن بي سي إن إيطاليا طبقت أول إجراءات إغلاق لها في أواخر شهر فبراير في 11 بلدية في الجزء الشمالي من البلاد. حتي تم وضع إغلاق على مستوى البلاد في 9 مارس فقط.
قدرة إجراء التحليل و الاختبار
وقال مايكل تيلديسلي، عالم الأوبئة بجامعة وارويك، عبر الهاتف الخميس الماضي. إن معدل الوفيات مرتبط أيضًا بعدد الأشخاص الذين يتم اختبارهم للكشف عن اصابتهم بالفيروس.
فلقد ارتفعت حصيلة ضحايا الكورونا بإيطاليا مع استقرار الحالات الجديدة. وذلك نتيجة للأماكن التي يتم فيها اختبار العديد من الأشخاص، وبسرعة مثل الصين.
فإن عدد الوفيات ليس مرتفعًا مثل تلك التي شوهدت في إيطاليا وإسبانيا، حيث تم اختبار المواطنين الذين ظهرت عليهم أعراض فيروس التاجي فقط.
وأضاف إدواردز أنه في الصين، تم التعرف على الأشخاص المصابين بالفيروس – كوفيد 19 بسرعة وعزلهم داخل النظام الصحي، وليس في المنزل، كما حدث في إيطاليا.
ديموغرافية وثقافة السكان
وبحسب إدواردز، كان هناك “مزيج مزدوج من عوامل الخطر” في إيطاليا، وأوضح أن أول مجموعة من الناس أصيبوا بالفيروس في البلاد هم كبار السن.
وتُظهر بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن إيطاليا لديها ثاني أكبر عدد من السكان كبار السن في العالم بعد اليابان. ويُعتقد أن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا معرضون لخطر الإصابة بأعراض شديدة من الفيروس.
وأضاف إدواردز، بأن اتصال الشباب الإيطاليون مع أجدادهم كبار السن، وتقبيلهم وعناقهم، والذهاب معهم للكنيسة أو للتناول وجبات الطعام، ساعد في انتشار الفيروس بعنف في إيطاليا.
على الرغم من أن إسبانيا لا تدخل في تضم مجموعة كبيرة من السكان كبيري السن في العالم، إلا أن الفيروس التاجي ضرب هذه الفئة العمرية بها وبشدة.
فلقد أظهرت بيانات الحكومة الإسبانية أن الفئات العمرية ذات العدد الأكبر من الحالات هي: 50-59؛ 70- 79، وما فوق 80.
بالإضافة إلى ذلك، إن الشباب الإسبان لديهم ثقافة عائلية مماثلة للشباب الإيطاليان، والتي تشير وفقًا للخبراء إلى أن الاتصال بين الشباب وكبار السن كان له عامل كبير جدا في ارتفاع عدد الوفيات.
وعلي جانب أخر، صرح تيلديسلي من جامعة وارويك إن جزء من الأزمة كان ثقافيا أيضا. مضيفا أن الصين شهدت مستوى أعلى من الامتثال لإجراءات الإغلاق مقارنة بأوروبا وخاصة إجراءات ما بعد التعافي من فيروس كوفيد 19.
إختلاف بروتوكولات العلاج المستخدمة
وأخيرًا، كانت هناك بعض الاقتراحات التي تفيد بأن الاختلافات في أنواع الأدوية المستخدمة في أوروبا مقارنة بالصين. ربما كان لها تأثير على معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا. إلا أن إدواردز من جامعة ريدينغ أعرب علي استبعاده لإرجاع السبب للطب “الشرقي مقابل الغربي” للفرق الجوهري القائم في هذه الحالة.
المصدر: cnbc
التعليقات مغلقة.