عندما نفكر في فوائد التمرين العضلي، فعادة ما نستبعد صحة العقل ونفكر في فقط في فائدة التمارين للنوم بشكل أفضل، والمزيد من الطاقة، والحفاظ على وزن صحي، وعضلات أقوى أو قلب أكثر صحة.كل هذا صحيح. لكننا نادرًا ما نأخذ في الاعتبار الآثار المباشرة التي يمكن أن يحدثها النشاط البدني على أهم عضو في أجسامنا وهو الدماغ.
من خلال سنوات البحث التي أمضيتها كعالم أعصاب، وجدت أن التمرين هو أحد أكثر الأشياء التحويلية التي يمكنك القيام بها لتحسين القدرات المعرفية، مثل التعلم والتفكير والذاكرة والتركيز- وكلها يمكن أن تساعدك على أن تصبح أكثر ذكاءً ويعيشون لفترة أطول.
كيف تعزز التمارين صحة العقل
1. يقلل من مشاعر القلق
أظهرت الدراسات أنه في كل مرة تحرك جسمك، يتم إطلاق عدد من الناقلات العصبية المفيدة، بما في ذلك الدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين والأسيتيل كولين، في عقلك. يمكن أن تقلل هذه المواد من مشاعر القلق والاكتئاب. (فكر فيهم على أنهم “حمام فقاعية” كيميائية مفيدة لدماغك).
يستغرق الأمر ما بين 10 و 30 دقيقة فقط من النشاط البدني اليومي لتحسن على الفور من حالاتك المزاجية. فاذا لم لديك لديك عضوية في اي صالة من صالات الألعاب الرياضية؟ قم بالمشي لمسافة قصيرة أو استخدم الدرج بدلاً من المصعد.
2. يحسن تركيزك
في إحدى تجاربي المعملية، وجدت أن تمرينًا واحد على الاقل يمكن أن يساعد في تحسين قدرتك على التحول وتركيز الانتباه. هذه فائدة فورية يمكن أن تستمر لمدة ساعتين على الأقل بعد 30 دقيقة من التمرين. أوصي بالأنشطة التي تزيد من معدل ضربات قلبك، مثل المشي السريع والجري والسباحة وركوب الدراجات ولعب التنس أو القفز على الحبل. كما أظهرت الدراسات أيضًا أن جلسة تمرين واحدة يمكن أن تحسن أوقات رد فعلك – مما يعني، على سبيل المثال، أنك ستكون أسرع بكثير في تناول فنجان القهوة قبل سقوطه من على الطاولة.
3. يعزز نمو خلايا المخ الجديدة
وجد العلماء أن من أهم فوائد التمارين أنها تعزز تكوين الخلايا العصبية أو ولادة خلايا دماغية جديدة. هذا ضروري لتحسين الوظيفة المعرفية. أظهر الباحثون في الفئران أن الجري يزيد من تكوين خلايا دماغية جديدة في الحُصين، وهو جزء صغير من الدماغ على شكل فرس البحر مخصص لتكوين الذاكرة وتخزينها.
يمكن للتمرين أيضًا أن يحسن صحة ووظيفة المشابك العصبية بين الخلايا العصبية في هذه المنطقة، مما يسمح لخلايا الدماغ بالتواصل بشكل أفضل.
4. يحمي دماغك من الشيخوخة والأمراض العصبية التنكسية
تخيل عقلك كعضلة: كلما زاد التمرين، كلما أصبح أقوى وأكبر. تشير الدراسات الطولية التي أجريت على البشر إلى أن التمارين المنتظمة يمكن أن تزيد من حجم الحُصين وقشرة الفص الجبهي، وكلاهما عرضة للأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف ومرض الزهايمر.
لذلك، في حين أن التمرين لن يمنع أو يعالج تمامًا التدهور المعرفي الطبيعي في الشيخوخة، فإن القيام بذلك باستمرار يمكن أن يساعد في تقليل أو تأخير ظهوره. من نواحٍ عديدة ، تعتبر التمارين الرياضية بمثابة تحديث فائق لعقلك.
لست مضطرًا لأن تصبح رياضيًا في سباقات
عند شرح فوائد التمرين على صحة العقل ومدى تأثيرها على تغيير أدمغة للناس، فإن السؤال المعتاد عليه عادة هو:
“حسنًا، هذا كله مثير للاهتمام للغاية. ولكن فقط أخبرني بالحد الأدنى من التمارين التي أحتاجها للحصول على هذه التأثيرات “.
والجواب هو:
حاول القيام بما لا يقل عن ثلاث إلى أربع جلسات تمرين لمدة 30 دقيقة في الأسبوع. ستحصل أيضًا على أكبر قدر من الفوائد من التمارين الهوائية، والتي تزيد من معدل ضربات القلب وتضخ المزيد من الأكسجين إلى الدماغ.
إذا كانت 90 إلى 120 دقيقة أسبوعيًا تبدو شاقة، فابدأ ببضع دقائق يوميًا، وقم بزيادة مقدار التمارين التي تمارسها بمقدار خمس أو 10 دقائق كل أسبوع حتى تصل إلى هدفك. ولا تنس أن الأنشطة المنزلية، المسح المكثف، والكنس، والصعود والنزول على الدرج – تعد أيضًا بمثابة تمارين.
المصدر: CNBC
التعليقات مغلقة.