تواجه بعض أسهم الشركات الصغيرة بعض صعوبات في الادراج داخل أسواق التداول في البورصات نظراً لعدم استيفاء بعض شروط التداول. ولان عالم المضاربات كبير داخل عالم الاستثمار الأكبر، فيتم ادراج هذه الشركات فيما يعرف بــ سوق التداول خارج البورصة، (سوق التداول الخارجي) حيث يتم تداول تلك الأوراق المالية غير المدرجة في البورصات الرئيسية.
كيفية عمل سوق التداول الخارجي؟
يتضمن سوق التداول خارج البورصة وهو سوق لا مركزي يتم التداول فيه بشكل اليكتروني، حيث لا مكان فعلي يضم هذا النشاط التجاري، والذي يتم عبره تداول حوالي 12 ألف ورقة مالية. تضم الأسهم وصناديق المؤشرات المتداولة في البورصة والسندات والسلع والعقود الاشتقاقية.
عبر سوق التداول الخارجي يتمكن المستثمر العادي تداول الأوراق المالية غير “المدرجة” في البورصات الرئيسية، وهي عملية مشابهه لتداول الأسهم في البورصة العادية، تحصل كل شركة على رمز مؤشر مخصص للأسهم يتمكن من خلاله المتداولين من البيع والشراء عبر شركات وساطة عبر الإنترنت.
يمثل سوق التداول الخارجي بديل للبورصة بالنسبة للشركات لا تتمكن من توفير شروط الادراج العادية، مثل عدد المساهمين، أو أحجام التداول الشهرية، او لعدم قدرتها (رغبتها) في دفع رسوم الإدراج أو الخضوع لمتطلبات إعداد التقارير في البورصة.
الفروق بين سوق التداول الخارجي والبورصات العادية
تتميز سوق التداول الخارجي بطبيعتها اللامركزيةـ على عكس بورصات الاوراق المالية. كما يختلف حجم المعلومات التي يتم الاعلان عنها للمستثمرين. فالشركات المدرجة في البورصات الرسمية، توفر الكثير من المعلومات عنها، عن طريق المحللين، وبيانات الشركة والتداول. على عكس ذلك فحجم الشفافية في الشركات المدرجة في سوق التداول الخارجي قليلة وهو ما يرفع حجم المخاطرة. اخيراً تتميز التداولات في سوق التداول الخارجي بالتقلبات الحادة نظراً لقله حجم السيولة بالإضافة لحجم تداول أقل وفروق سعري (سبريد) أكبر ما بين العرض والطلب
بناء عليه تتميز سوق التداول خارج البورصة بعده خصائص ابرزها:
- سوق عالية المخاطر قد تتسبب في خسائر كبرى
- احتمالية تعرض المتداولين لعمليات الاحتيال.
ففي هذا السوق ينتشر مصطلح “الضخ والإغراق” (Pump and Dump) وهو اشبه ما يحدد في العملات المشفرة في الوقت الحالي. حيث يتم احداث ضجة بعدة طرق حول سهم محدد لجذب عدد أكبر من المستثمرين وبعد ارتفاع السعر يقوم من دفع السعر للارتفاع ببيع اسهمهم محققين ارباح كبيرة من اموال المستثمرين الاخرين.
اشهر أسواق التداول الخارجي
في أسواق التداول الخارجي، يتم ترتيب الأوراق المالية بناءً على جودة وكمية المعلومات التي تبلّغ عنها الشركات. في هذا الإطار، نستعرض أشهر 3 أسواق للتداول الخارجي:
“أفضل سوق” The best market (OTCQX):
تضمن هذا السوق أسهم شركات قديمة جيدة السمعة، بها الحد الادنى من المعايير المالية ومتطلبات إعداد التقارير الازمة لتوفير المعلومات
سوق المخاطرة The venture market (OTCQB):
سوق يختص بالشركات الاصغر التي يمكن توصيفها حديثة في عالم الاستثمار. كما يتطلب الادراج في هذا السوق معايير اقل صرامة من السوق السابق.
“السوق الوردي” (The pink market):
يصنف على انه من أخطر أسواق التداول خارج البورصة (السوق المفتوح) يتعرض المستثمرون في هذا السوق لعمليات احتيال متعددة. حيث المعلومات الضئيلة للشركات المدرجة المعلومات، وتقارير لا تفي بالحد الأدنى من المتطلبات. يدخل في هذا السوق اغلب الأسهم الصغيرة والشركات الوهمية وذات الضائقة المالية.
سوق ذو مخاطر متعددة
بشكل عام سوق التداول الخارجي هو سوق محفوف بالمخاطر، مناسب لعمليات المضاربة العنيفة الاقرب لعمليات المقامرة، تتسم اغلب الشركات في هذا السوق بالصغر وغموض مستقبلها المالي الا انه استثناء من هذا قد تنجح بعض الشركات في المرور من هذا السوق للأدراج في السوق الرسمي للبورصة.
في سوق كهذا تتفوق سلبيات التداول عن الإيجابيات، الا انه من المهم قبل دخولك في هذا النوع من التداولات دراسة خصائص أسواق التداول الخارجي، وهو ما قد يساعدك في تحديد نسبة المخاطرة المناسبة لك. علماً أن دراسة هذه الخصائص قد لا تفي بتحديد جودة الفرصة الاستثمارية جيدة أم لا. كما انه من الاهمية بمكان المهم إجراء دراسة معمقة للمعلومات المتوفرة عن الشركة قبل التداول فيها.
اخيراً فبسبب حجم المخاطرة المرتفع في هذا النوع نكرر على تحذير المخاطرة الموجود في أغلب شركات التداول ومواقع الوساطة من اهمية مراعاة ادارة رأس المال والمضاربة برأس مال فائض عن احتياجاتك الضرورية.
التعليقات مغلقة.