الجيش الهندي يسعى لملاحقة التوسع البحري الصيني – من تنزانيا الى سريلانكا، يحاول الجانبان الاسيويان الكبيران اقامة وجود عسكرى واقتصادى اقوى فى الدول الواقعة على طول المحيط الهندى سعيا لتحقيق التفوق الاقليمى.
سلسلة من اللؤلؤ
وتتطلع الصين، ثانى اكبر اقتصاد فى العالم، الى بناء ما يسميه بعض خبراء السياسة “سلسلة من اللؤلؤ” – وهى شبكة من المنشآت الدفاعية والتجارية – حول المنطقة الضخمة.
حيث كشفت بكين في عام 2016 عن خطط لإطلاق أول قاعدة عسكرية خارجية في جيبوتي. وقد عززت العديد من مشروعات الاعمال التى تقوم بها الشركات الصينية المملوكة للدولة فى اطار برنامج الحزام والطريق الشامل الذى يقوم به الرئيس شى جين بينغ، الذى يضم ميناء فى تنزانيا، جهودها.
نيودلهي، غير مستقرة من قبل فكر بكين تسيطر على الفناء الخلفي الخاص بها.
وكان رئيس الوزراء ناريندرا مودي قد قام خلال زيارته الى عمان الشهر الماضي بضمان الوصول الى المنشآت البحرية في منطقة الشرق الاوسط التي تقع بالقرب من مضيق هرمز. ويمر أكثر من 30 في المائة من صادرات النفط البحرية عبر هذا الممر المائي الضيق يوميا.
وفى وقت سابق من هذا العام وقعت الهند على اتفاقية لمدة 20 عاما مع سيشيل لبناء مهبط للطائرات ورصيف لبحريتها. وفى نوفمبر الماضى، وقع فريق مودي اتفاقا مع سنغافورة قد يعزز وصول الهند لقاعدة تشانجي البحرية فى ذلك البلد.
وقال ديفيد بروستر، وهو باحث بارز في الجامعة الوطنية الأسترالية، في مقال نشر في مجلة “معهد لوي”: “يبدو أننا في منتصف سباق أساسي عبر المحيط الهندي”. “انظر لهذه المساحة.”
المحيط الهندي، الذي يحد من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا، موطن للممرات البحرية الرئيسية ونقاط الاختناق التي تعتبر حاسمة بالنسبة للتجارة العالمية. ويتم انتاج ما يقرب من 40 فى المائة من البترول العالمى فى المحيط الهندى الذى يضم ايضا رواسب معدنية غنية ومصايد.
وضع المشاريع التجارية للاستخدام العسكري؟
ويمكن أيضا أن توضع المشاريع التجارية التي تضطلع بها الشركات الهندية والصينية لأغراض عسكرية.
عندما وقع التجار الصينيون ميناء القابضة عقد الإيجار لمدة 99 عاما على ميناء هامبانتوتا في سريلانكا في يوليو، ظهرت مخاوف من أن البحرية الصينية الاستفادة من المرفق على الرغم من ضمانات سري لانكا على العكس من ذلك. وبعد بضعة أشهر، ذكرت وكالة رويترز أن نيودلهي كانت تتطلع إلى الاستيلاء على مطار هامبانتوتا المحلي.
ونقلت وكالة اوبزرفر ريزارتش فونداتيون وهي مؤسسة بحثية هندية في تقرير نشر في تشرين الاول / اكتوبر ان دبلوماسيين هنود وغرب “مقتنعون بان هامبانتوتا سيتحول الى قاعدة عسكرية وبحرية صينية او جيبوتي اخرى”.
كما اعتبرت ملديف وميانمار، وكلاهما متلق للاستثمارات الصينية، مناطق محتملة يمكن للجيش الصيني استخدامها.
انها قصة مماثلة في إيران، حيث الهند الموانئ العالمية وتطوير ميناء تشابهار في أعماق البحار – ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها عدادا لميناء غوادار الصين في باكستان.
وقال بروستر “ان الاستخدامات العسكرية المستقبلية لشابهار من جانب الهند لا يمكن استبعادها”. ويهدف مشروع تشابهار الذي تبلغ قيمته 85 مليون دولار الذي يقع على بعد حوالي 350 كيلومترا من غوادار، إلى إنشاء طريق عبور بين الهند وإيران وأفغانستان.
وأصبح المحيط الهندي أيضا نقطة ساخنة لتكنولوجيا الأسلحة.
وذكرت تقارير حديثة ان بكين تعتزم نشر انظمة مضادة للصواريخ فى البحر هناك. وقال المحللون ان طلب نيودلهى لعام 2017 للطائرات بدون طيار الامريكية يهدف الى مراقبة النشاط الصينى فى المحيط.
التعليقات مغلقة.