دبي عاصمة التشفير الجديدة لقب اخر تريد ان تكسبها المركز المالي الأهم في دولة الامارات العربية. خاصة مع سعي الأثرياء الروس الذين يتطلعون إلى تجنب أسوأ العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب، والتي تؤتي حتى الآن جهودها ثمارها.
أعلنت بورصة العملات المشفرة بايت (Bybit) إنها ستنقل مقرها الرئيسي إلى دبي من سنغافورة. كما اعلنت انها يمكن أن تبدأ عملياتها في أقرب وقت ممكن في أبريل. في إعلان منفصل، قالت بورصة تشفير أخرى في سنغافورة، وهي كريبتو دوت كوم (Crypto.com)، والتي تدعي أن لديها عشرة ملايين عميل في أكثر من تسعين دولة، إنها ستفتتح مركزًا إقليميًا في دبي، كما اعلنت انها
“ستطلق حملة توظيف كبيرة في الأشهر المقبلة”.
قال ثاني الزيودي، وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية والوزير المسؤول عن جذب المواهب والاحتفاظ بها في دولة الإمارات العربية المتحدة:
“يعد قرار بايت (Bybit) بافتتاح مقرها العالمي في دبي علامة فارقة في جهودنا لوضع الإمارات كمركز رقمي عالمي”. كما اضاف “للبقاء في المقدمة في هذه الصناعة سريعة التغير. حيث إننا نبني نظامًا بيئيًا صديقًا للأعمال مع لوائح قوية لجذب الشركات عالية النمو والاحتفاظ بها وتمكينها.”
دبي عاصمة التشفير الجديدة
تعد بورصتا العملات المشفرة أحدث الإضافات في العالم المتنامي للشركات ذات الصلة بالعملات المشفرة التي تكثف عملياتها في دبي، وهي إحدى الإمارات السبع التي تشكل الإمارات العربية المتحدة. حيث كانت تركز على جذب بورصات العملات المشفرة إلى الخليج. خاصة مع تمدد التشريعات واللوائح المعادية أو غير واضحة في بلدان أخرى.
لكن شركات العملات المشفرة ليست الوحيدة التي تسعى دبي وراءها. فبينما كانت الدول الغربية قد فرضت عقوبات تهدف إلى الإضرار بالاقتصاد الروسي وأثرياء البلاد التابعين لبوتين والمعروفة بأسم الأوليغارشية، فتحت دبي أبوابها بدلاً من ذلك للمستثمرين الروس المستهدفين.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، يمتلك ما لا يقل عن 38 رجل أعمال مرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيلات تقدر قيمتها بأكثر من 314 مليون دولار في الإمارة. مع تصعيد العقوبات، ارتفع عدد الروس الذين يسعون للحصول على عقارات في دبي.
بايت وكريبتو دوت كوم هما أحدث شركتين للعملات المشفرة تتدفقان إلى دبي، ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، منحت الإمارة ترخيص الأصول الافتراضية لـبورصة بينانس (Binance)، وهي أكبر بورصة تشفير في العالم، ولشركة اف تي اكس (FTX) التي تتخذ من جزر البهاما مقراً لها في أوروبا. مع هذه التراخيص يمكن للشركات العمل بشكل قانوني في دبي. كما أعلنت اف تي اكس اوروبا في 15 مارس أنها ستنشئ أيضًا مقرًا إقليميًا في دبي.
تشريعات لجذب شركات التشفير
في مارس، أصدرت دبي تشريعات ساعدتها على الأرجح في جذب شركات التشفير. حيث ستقوم حكومة دبي بتنظيم الأصول الافتراضية وإنشاء هيئة تنظيم الأصول الافتراضية للإشراف على القطاع. كما تساعد تعد هذه الخطوة في خروج بورصات التشفير من بلدان أخرى مثل سنغافورة. حيث سعت إلى كبح بعض جوانب قطاع التشفير في الأشهر الأخيرة. وذلك بعدما أصدرت سنغافورة، والتى كانت تحتضن المقر الرئيسي لشركة بايت سابقًا، إرشادات في يناير تمنع شركات التشفير من الإعلان عن خدماتها للجمهور، بدعوى إن التشفير
“محفوف بالمخاطر للغاية وغير مناسب لعامة الناس”.
الرابط بين الروس والأصول المشفرة هو أمر سئمت منه الدول الغربية مثل الولايات المتحدة منذ تشديد العقوبات على البلاد. نظرًا لأنه يمكن تداول العملات المشفرة بشكل مجهول إلى حد ما ويمكن تبادلها إلى حد كبير دون مشاركة البنوك والأطراف الثالثة الأخرى. حيث أشارت الحكومات الغربية إلى أنه يمكن استخدامها للتهرب من العقوبات، على الرغم من أن هذه الادعاءات تم رفضها من قبل الأشخاص المشاركين في الصناعة، مثل مؤسس بورصة بينانس، تشانغ بينغ تشاو.
في مقابلة تليفزيونية، أصدر والي أديمو ، نائب وزير الخزانة الأمريكي، تحذيرًا لأي شركة مرتبطة بالتشفير تساعد الروس على تجنب العقوبات. حيث قال أدييمو لشبكة سي إن بي سي :
“ما نريد أن نوضحه تمامًا لبورصات العملات المشفرة، والمؤسسات المالية، والأفراد، وأي شخص قد يكون في وضع يسمح له بمساعدة روسيا على الاستفادة والتهرب من عقوباتنا: سنحاسبك”.
المصدر: fortune
التعليقات مغلقة.