تري ما هي توقعات أسعار الذهب خلال مايو 2021؟ هل توقعات أسعار الذهب خلال مايو 2021 أو خلال الربع الثاني عامة من هذا العام ستؤيد الارتفاع أم الانخفاض؟ فهل سينخفض بضغط من ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وتحسن معدلات النمو الاقتصادي الأمريكي للربع الأول وارتفاع الدولار مؤخرا أمام عدد من العملات الرئيسية في سوق الفوركس، أم سيرتفع بفعل التضخم وتداعيات الموجة الثالثة والسلالة الهندية لجائحة كورونا.
إبريل شهد أفضل مكاسب العام للذهب
علي الرغم من أن الذهب أكبر مكاسب شهرية له لهذا العام خلال شهر نيسان/ أبريل المنصرف، فلقد ارتفع من مستويات 1686 دولار ليصل لمستوي 1791 دولار، إلا أنه شهد عمليات جنى الارباح لتهوي به لمستوي 1756 دولار، ثم الاستقرار بالقرب من مستوي 1768 دولار. ولعل هذا التراجع الذي شهده الذهب، جاء بعد أرتفاع عائد السندات الأمريكية-10 سنوات. وعزوف المستثمرين عن الملاذ الآمن متفائلين ببيانات النمو القوي الذي شهده الإقتصاد الأمريكي للربع الأول. وتعافي الدولار بعد تراجعه الأخير أمام سلة من عملات الفوركس الرئيسية.
الدوافع الأيجابية لصعود الذهب
- ضغوط التضخم هو أول وأقوي الدوافع التي ستدفع اسعار الذهب للصعود. فطالما ارتفعت معدلات تضخم، كلما ارتفعت اسعار الذهب. هذا ستبدو جليا، بعد أن تدرك الحكومة الأمريكية عدم قدرتها من السيطرة علي التضخم تحت معدل 2 بالمائة.
- من المتوقع أيضا، أن تعزز نتائج معدلات الانتاج الصناعى والنمو الصيني وارتفاع معدلات التضخم بمنطقة اليورو من صعود سعر الذهب أيضا.
- ارتفاع ثقة المستهلكين، وزيادة الطلب علي المشغولات الذهبية. وذلك بإغراء من الانخفاض الكبير لاسعار الذهب بعد المستويات القياسية التي شهدها اغسطس العام الماضي. الأمر الذي آل لزيادة الطلب الاستهلاكي علي المجوهرات والمشغولات الذهبية خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة لنفس الفترة من العام الماضي، بمعدل 52 بالمائة. وذلك تزامنا مع الآمال التي بثها طرح لقاحات ضد فيروس كورونا والعودة الجزئية من الإغلاق.
- ارتفع الطلب على الذهب لاستخدامه في مجالات التكنولوجيا بمعدل 1 بالمائة خلال الربع الأول لعام 2021، مقارنة بالربع ذاته من العام 2020. وعلي الرغم من إن الارتفاع في الطلب كان محدودا، فقط من 80.9 طنا إلي 81.1 طناً، إلا إنه مازال إشارة تفائل لثقة المستهلكين واستمرار الانتعاش وزيادة الطلب، ومن ثم أسعار الذهب.
- زيادة التكهنات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر لتطبيق سياسة تشديدية، قبل التاريخ المرجو بحلول عام 2024. وذلك بضغط اقتصادي من تكاليف أسعار الفائدة المرتفعة الحالية، والتيريليونات التي تكبدها من أجل دعم الاقتصاد خلال جائحة كورونا.
الدوافع السلبية لهبوط أسعار الذهب
على الرغم من جميع الدوافع الإيجابية سالفة الذكر لصعود الذهب، إلا إننا لا يمكن أن نغفل قوة الدببة المترصدة عند مستوي مقاومة 1800 دولار، والتي يزيد من قوتها الأسباب التالية:
- ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية بشكل كبير وحالة التفاؤل التي تقلل الزخم علي الملاذ الآمن، والتي سادت بفعل البيانات الأولية الصادرة مؤخرا من وزارة التجارة الامريكية، والتي تقر تسارع وتيرة معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من عام 2021. فوفقا للبيانات، فإن إجمالي الناتج المحلي ارتفع من معدل 4.3 بالمائة للربع الأخير من عام 2020، ليسجل معدل 6.4 بالمائة للربع الأول للعام الحالي، متوافقا بذلك مع توقعات الخبراء الذي كانوا يتوقعون ارتفاع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بمعدل 6.5 بالمائة.
- وعلى جانب أخر، عزز التقرير الأخير لوزارة العمل الأمريكية حالة التفاؤل هذا. فلقد افاد التقرير، أن طلبات الباطلة الأمريكية الأولية سجلت أقل مستوى لها منذ بداية الجائحة وذلك علي أساس أسبوعي. لتشهد بذلك تراجعا للأسبوع الثالث علي التوالي من 566 طلب إلى 553 ألف طلب. وهو عكس ما توقعه الخبراء، وهو ما عزز الثقة والأمل في تعافي اقتصادي حقيقي.
نري أن صعود الذهب هو السنياريو الأقرب للواقع، خاصة في ظل تفشي النسخة الهندية من كوفيد-19، ومخاوف التضخم المرتقبة. فحتي مع النمو الاقتصادي الأمريكي والبيانات الإيجابية الحالية والمرتقبة، نري أن ذلك سيزيد الطلب علي السلع والعقارات وكل شئ، وسترتفع معدلات التضخم. خاصة في ظل تكاليف البنية التحتية الجديدة. فالذهب في طريقه لفوق مستوي 1800 دولار ليصل للمستهدف هذا العام عند مستوي 1900 دولار. ولكن، لابد من الاحتياط وتطبيق قواعد إدارة رأس المال ومراقبة دعم مستوي 1755. وأخيرا، اتخاذ كافة مساعي الحيطة والحذر إذا تم كسر مستوي 1737 دولار.
التعليقات مغلقة.