تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم مهارة استثمارية أم شئ أخر

تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم خلال الأسابيع السابقة كانت مثيرة للأهتمام، حيث باع المستثمر الأشهر كميات كبيرة من الأسهم قبل وقت قصير من الانهيار الذي ضرب وول ستريت، وأسواق الأسهم حول العالم.

قام وارن بافيت، الملياردير الشهير والمستثمر البارز، ببيع كميات كبيرة من الأسهم، مما دفع المعجبين به إلى اتباعه. أعلنت شركة بيركشاير هاثاواي، التي يقع مقرها في نبراسكا، عن تقليص مراكزها الاستثمارية وخفض حصتها في شركة أبل، مما أثار القلق حول سوق الأسهم.

تأتي هذه الأخبار في وقت ضعف في الأسواق والاقتصاد، حيث كانت أسعار الأصول المرتفعة وانخفاض البطالة تدعم الاستهلاك.

أظهر تقرير وظائف حديث ارتفاع البطالة لأعلى مستوى في ثلاث سنوات، مما ساهم في موجة بيع في السوق.

رغم بيع بعض الأسهم، لا يزال بافيت يحتفظ بكميات كبيرة منها، خاصة في أبل.

بافيت لا يركز على التنبؤ بحركة السوق، بل يستثمر في الشركات الجيدة بأسعار معقولة على المدى الطويل. رغم بعض القرارات السابقة التي بدت وكأنها توقيت للسوق، فإنه استمر في تحقيق مكاسب كبيرة.

إجمالاً، تساهم تحركات بافيت في التأثير على السوق، لكن الأهم هو استمرار قوة استثماراته الكبيرة.

تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم

تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم
تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم

جاءت النتائج عقب عمليات بيع واسعة في سوق الأسهم دفعت بمؤشر ناسداك إلى منطقة التصحيح. تزامن ذلك مع تقرير وظائف ضعيف أثار المخاوف بشأن النشاط الاقتصادي الأمريكي وما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي قد تأخر في خفض معدلات الفائدة.

هذا يطرح السؤال نفسه: هل قرار وارن بافيت ببيع كمية كبيرة من الأسهم ذات القيمة قبل أيام قليلة من انهيار السوق الأمريكية يظهر مدى حنكته وخبرته في التعامل مع تقلبات الأسواق؟ أم يطرح تساؤلات من منطلق محبي نظرية المؤامرة حول صناع السوق والتداول الداخلي وغيرها من النظريات؟

نهج دفاعي واحتياطات نقدية

تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم
تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم

اعتمد بافيت نهجًا دفاعيًا حيث قام ببيع الأسهم أكثر مما اشترى، وترك السيولة النقدية في بيركشاير هاثاواي ترتفع إلى ما يقارب 277 مليار دولار. يعكس هذا القلق الكبير لدى بافيت، البالغ من العمر 93 عامًا، تجاه الاقتصاد الأمريكي أو التقييمات المبالغ فيها لسوق الأسهم.

وصلت السيولة النقدية لشركة بيركشاير هاثاواي إلى مستوى قياسي بلغ 276.9 مليار دولار خلال الربع الثاني، بعد أن خفض بافيت حصة الشركة في أبل بنحو 50%. جاءت هذه المبيعات بعد عامين فقط من تصنيف بافيت لشركة أبل كواحدة من “العمالقة الأربعة” في بيركشاير .

بالتزامن مع ذلك، أجلت بيركشاير عمليات الاستحواذ، حيث اشترت فقط 345 مليون دولار من أسهمها الخاصة، بانخفاض ملحوظ من 2.57 مليار دولار في الربع الأول، ولم تنفذ أي عمليات شراء خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو. كما أظهرت الملفات التنظيمية أن “بيركشاير” قلصت حصتها في “بنك أوف أميركا” خلال الربع الثاني، حيث أبلغت عن حصة قيمتها 41.1 مليار دولار.

ومنذ منتصف يوليو، باعت بيركشاير أيضًا أكثر من 3.8 مليار دولار من الأسهم في بنك أوف أميركا، الذي يعد ثاني أكبر مخزونها من الأسهم.

التحديات في إيجاد فرص استثمارية

تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم
تحركات وارن بافيت في سوق الأسهم

تراجعت أسهم “بي واي دي” بشكل حاد، مسجلة أكبر نسبة انخفاض لها خلال أكثر من ثلاثة أسابيع، بعدما قامت “بيركشاير هاثاواي” ببيع مجموعة إضافية من الأسهم في شركة تصنيع السيارات، مما خفض حصتها إلى أقل من 5% مقارنة بأكثر من 20% قبل عامين. تمتلك الآن شركة الاستثمار التابعة لوارن بافيت 4.94% فقط من شركة السيارات الصينية، وفقًا لملف الإيداع في بورصة هونغ كونغ الصادر أمس، حيث انخفضت من 5.06%. يعني هذا التراجع تحت عتبة 5% أن “بيركشاير هاثاواي” لم تعد مجبرة على الإفصاح عن أي مبيعات أخرى، أو ما إذا كانت ستقوم ببيع حصتها المتبقية بالكامل.

نتائج الربع الثاني لبيركشاير هاثاوي

ارتفعت أرباح التشغيل لشركة بيركشاير في الربع الثاني لتصل إلى 11.6 مليار دولار، مقارنة بـ10 مليارات دولار في نفس الفترة من العام الماضي. وباعت الشركة أسهماً بقيمة إجمالية بلغت 75.5 مليار دولار خلال هذا الربع على أساس صافي. ومع ذلك، انخفض صافي أرباح مجموعة بيركشاير بنسبة 15% ليصل إلى 30.3 مليار دولار في الربع الثاني، مقارنة بـ35.9 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي. بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 1% فقط لتبلغ 93.65 مليار دولار.

كما ارتفعت السيولة النقدية لدى بيركشاير لتصل إلى 276.9 مليار دولار اعتباراً من 30 يونيو/ حزيران، مقارنة بالرقم القياسي السابق الذي بلغ 189 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر. يعود ذلك بشكل كبير إلى بيع بيركشاير صافي 75.5 مليار دولار من الأسهم. طالما حث بافيت المساهمين على تجاهل المكاسب والخسائر الفصلية لشركة بيركشاير، التي غالبًا ما تؤدي إلى أرباح صافية كبيرة أو خسائر صافية.

سيولة هائلة وتحديات مستمرة

على الرغم من تحركات وارن بافبت في سوق الأسهم التي كانت مميزة تواجه “بيركشاير” تحديات في العثور على فرص لاستثمار حيازتها الكبيرة من النقد في ظل ندرة الصفقات الجذابة. خلال اجتماع المساهمين السنوي للشركة في أوماها في مايو، أشار بافيت إلى أن الشركة ليست في عجلة من أمرها لإنفاق هذا المبلغ :

“إلا إذا كنا نعتقد بأن الاستثمار ينطوي على مخاطر قليلة جدًا ويمكن أن يحقق لنا عوائد كبيرة”. وعلق المحلل جيم شاناهان من إدوارد جونز قائلاً: “لا يبدو أن بافيت يرى فرصًا جذابة في الأسهم المتداولة علنًا، بما في ذلك أسهمه الخاصة”. وأضاف: “هذا يثير قلقي بشأن وجهة نظره تجاه الأسواق والاقتصاد”.

تتعهد بيركشاير بالاحتفاظ بما لا يقل عن 30 مليار دولار نقدًا، لكنها غالبًا ما تسمح بتراكم النقد عندما لا تجد شركات كاملة أو أسهم فردية للشراء بأسعار عادلة. في الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير في 4 مايو، أكد بافيت على هذا النهج قائلاً: “نود أن ننفق في شراء أسهم، لكننا لن نفعل ذلك إلا إذا كنا نعتقد أن الاستثمار ينطوي على مخاطر قليلة جدًا ويمكن أن يحقق لنا عوائد كبيرة”.

التعليقات مغلقة.