اقتصاديون يطلقوا تحذيرات من ارتفاع الدولار الأمريكي خيث أن الارتفاع المستمر للدولار قد يؤدي إلى “مشاكل ديون أكثر حدة” لكل من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، وهو مقياس للعملة مقابل سلة من ست عملات رئيسيين، بنسبة 14.3 ٪ على مدار العام حتى الآن. كذلك خلال الشهر الحالي سجل مؤشر الدولار أعلى مستوياته منذ عام 2002. وشهد كذلك الدولار ارتفاعات تاريخية مقابل المنافسين الرئيسيين.
- انخفض الين مقابل الدولار هذا الشهر الأسبوع لأول مرة منذ 1998.
- انخفض الجنيه البريطاني بنسبة ليسجل أدنى مستوى له منذ 37 عامًا مقابل الدولار.
حيث أدت الجهود الحثيثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي، للتخلص من التضخم إلى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته التاريخية، مما ساعد بشكل أكبر في الجهود المبذولة للسيطرة على تضخم الأسعار. وفي سياق متصل، حذر اثنان من الاقتصاديين في ورقة بحثية جديدة، من احتمال حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها علي المدي المتوسط والقصير.
يذكر ان الدولار قد يسجل تراجعات بشكل حاد بالتزامن مع ارتفاعات في ، حيث يجد أغلبية المتداولين آن اسعار الاسهم الأمريكية، أصبحت في مستويات جيدة للشراء، مما انعكس علي الدولار بشكل سلبي، بسبب وجود علاقة عكسية بين اسعار الاسهم وتحركات الدولار.
وقد كتب موريس أوبستفيلد، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، في ورقة بحثية عن النشاط الاقتصادي الأمريكي، جاء فيها أن الاحتياطي الفيدرالي الامريكي انتهج سياسيه نقديه (متشددة) خوفا من ارتفاع التضخم الي مستويات تشكل خطرا علي نمو الاقتصاد الامريكي، وحيث شهد الدولار الأمريكي ارتفاع بشكل حاد منذ منتصف عام ٢٠٢١.
تحذيرات من ارتفاع الدولار الأمريكي
ديون الأسواق الناشئة
تنبع مخاوفهم جزئياً من ارتفاع الديون المقومة بالدولار في تلك الاقتصادات على مدار الوباء. إن ارتفاع الدولار يجعل من الصعب على المقترضين في تلك البلدان سداد القروض بالدولار. وقد أشار أوبستفيلد، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، إلي ان أكثر من 80٪ من التزامات الديون الخارجية الإجمالية للأسواق الناشئة مقومة بالعملة الأجنبية خاصة الدولار الأمريكي.
كتب أوبستفيلد ” إن ارتفاع الدولار بحد ذاته يؤدي إلى تشديد الأوضاع المالية في الاسواق الناشئة، وذلك من خلال الضغط علي الميزانيات العمومية. كذلك يؤدي ارتفاع الدولار الي النفور من المخاطرة في الأسواق المالية الاخرى، مما يشير إلى الوجه الاخر من الارتباط السلبي بين قوة الدولار وأداء الاقتصاد الكلي في الأسواق الناشئة والبلدان النامية.
وقال التقرير إن الاقتصادات الناشئة والنامية يمكنها تعزيز دفاعاتها ضد ارتفاع الدولار عن طريق إبقاء الديون المقومة بالدولار تحت السيطرة، والسماح بأسعار صرف مرنة وضمان مصداقية قوية لبنوكها المركزية في مكافحة التضخم.
وقد أشار المحللين إلى أن العديد من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة والبلدان النامية مثل مصر قد بدأت في رفع أسعار الفائدة، في محاوله بائسه لملاحقة معدلات رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وغيره من البنوك المركزية ذات الاقتصاد المتقدم، تلك الخطوة قد توفر بعض الحماية ضد الأزمة ولكنها ستبطئ النمو المحلي.
المصدر: marketwatch
التعليقات مغلقة.