لحق البنك المركزي النيوزيلندي البنوك العالمية في انهاء برنامج التيسير الكمي، حيث بدء البنك في بيع السندات والتي سبق واشتراها خلال وقت الجائحة. وسط توجه للتخلص من كافة حيازاته من السندات بشكل تدريجي خلال خمس عوام حتى 2027.
سيبدء البنك المركزي في نيوزلندا بداية من شهر يوليو القادم، بإعادة بيع السندات التي سبق وان اشتراها لوزارة الخزانة (مكتب إدارة الديون). حيث يتجه البنك ببيع 5 مليارات دولار نيوزيلندي خلال شهر يونيو/ حزيران من كل عام وفقاً لأجل الاستحقاق. حسب خطة الاحتياطي النيوزلندي سيبدأ بيع السندات ذات آجال الاستحقاق الأطول. على أن تتم المبيعات بشكل تدريجي ومعلن بشكل مسبق حتى التخلص من كافة السندات خلال يونيو 2027. كما لا ينوى البنك إعادة استثمار أو بيع السندات ذات الأجل الاقصر عندما يحين موعد استحقاقها.
انهاء برنامج التيسير الكمي
تبلغ قيمة السندات التي يملكها الاحتياطي النيوزيلندي حوالي 53.5 مليار دولار نيوزيلندي، تملكها البنك عبر برنامج شراء الأصول ضمن برنامج التيسير الكمي، والذي تم تصميمه للتخفيف من أثار الاغلاق الاقتصادي بسبب انتشار كورونا. استمر البنك في سياسة الشراء حتى نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، مع اتجاه لبدء تشديد السياسة النقدية حيث بدء في رفع أسعار الفائدة خلال أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وسط اشارات اقتصادية تظهر ارتفاع معدلات التضخم.
في هذا السياق أشار بنك نيوزيلندا عن إمكانية تعديل وتيرة بيع السندات أو وقفها بشكل مؤكد في حال تغييرات الظروف التي ادت لذلك، وسط توقعات أن تكون التعديلات أمراً مؤقت. كما اكد البنك أنه سيتم وقف تداول السندات المعاد شراؤها.
جاء في بيان البنك المركزي:
“سيتعاون كل من البنك الاحتياطي ومكتب إدارة الديون في وزارة الخزانه بشكل وثيق لضمان أداء أكثر فعالية في سوق السندات النيوزيلندي”.
اشارات مذكرة تفاهم صادرة بين إدارة الديون النيوزيلندي وبنك الاحتياطي النيوزيلندي
- الخطة تقتضي بيع سندات بقيمة 415 مليون دولار نيوزيلندي
- يتم البيع على مدى عدة أشهر ما بين شهر يوليو/ تموز حتي نهاية شهر مايو/ ايار 2023،
- سيتم بيع السندات المتبقية التي تصل قيمتها 435 مليون دولار نيوزيلندي في ميعاد ثابت كل سنه.
- من المقرر ان تتم عمليات البيع في يوم 15 من كل شهر.
التضخم المتسارع
علق أدريان أور، والذي يشغل منصب محافظ الاحتياطي النيوزيلندي إن التغييرات الاقتصادية قد تقود الاقتصاد لفترة أطول من التضخم والي وصفه بالمتسارع، الذي يتطلب حركة موازية في السياسة النقدية.
حيث أوضح أور، في بيان للبنك الاحتياطي جاء فيه:
“بعض الضغوط في الأسعار قد تقود لتصاعد التضخم بشكل عام ومستدام.. نحن نتوقع ذلك بالفعل خاصة الزيادات في أسعار المواد الغذائية عالمياً. كذلك ارتفاع أسعار الطاقة والنقل في الوقت الحالي”.
تشير توقعات الاقتصاديون أن التضخم السنوي في البلاد يقترب من تسجيل معدل 6% خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة بعد أن تسارع التضخم ليسجل نسبة 4.9% خلال الربع الربع الثالث من العام الماضي. وهي الوتيرة الأسرع في الارتفاعات خلال 10 سنوات. مما دفع البنك الاحتياطي لرفع أسعار الفائدة في محاول لجبح جماح التضخم، وسط تلميحات لزيادات اخرى خلال الفترة المقبلة.
جاء في ورقة نشرها “معهد بيترسون للاقتصاد الدولي” في أغسطس. تحذيرات من التحول الذي قد يشهده الاقتصاد العالمي في إطار التحول للقتصاد محايد للكربون، والذي قد يتسبب في حدوث اضطراب اقتصادي يمتدد في نطاقه لفترة مماثلة للنمو الاقتصادي الضعيف والتضخم المرتفع الذي شهده العالم بسبب أزمة الطاقة في سبعينيات القرن الماضي،
جاء في هذا الإطار تحذير محافظ البنك النيوزيلندي، من أن ارتفاع درجات الحرارة عالمياً سيسبب صدمات في الأسعار، على سبيل المثال، قد تكون الزراعة عملية أكثر صعوبة في المناطق التقليدية مما قد يقلل العوائد المحاصيل الزراعية.
ارجع أور صدمات الأسعار الحالية إلى عدد من الأسباب ابرزها اضطرابات سلسلة التوريد أو ما يعرف بأزمة سلاسل التوريد التي ظهرت في فترة ما بعد الوباء والتي تبين أنها أكثر استمرارية من التوقعات السابقة.
قال:
“لقد تحدثنا عن صدمة ارتفاع الأسعار، وسط توقعات تصل لحد اليقين بحدوثها، وقلنا كلنا إن هذه الصدمة في الأسعار قد تكون مؤقتة.. الآن الوضع الحالي كان مفاجاة، حيث إن صدمة ارتفاع الأسعار مستمرة. تخيل أنها قد تستمر لمدة تزيد عن 20 عاماً”.
التعليقات مغلقة.