لا شك في أن الاقتصاد العالمي عام 2019 يقف بفترق الطرق. ومحاولة تحليل ومتابعة وتنبوء نهج الاقتصاد العالمي ليس بالأمر الهين علي الإطلاق، حيث توجد العديد من مؤشرات النمو والكثير من المخططات البيانية والتوقعات الاقتصادية التي باتت كزبد البحر يذهب جفاء ويضلل أكثر من أن يهدي.
فبعد النمو القوي الذي شهدته الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، إلا أن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب الآثار السلبية لإغلاق الحكومة في يناير، تهدد بإبطاء الطاغوت الاقتصادي الأمريكي.
ومن ناحية أخري هناك عوامل اخرى مثل :
- استمرار الصين في التباطؤ .
- دخول إيطاليا وأوروبا في الركود.
- أقتراب المانيا من أن تصبح هي القوة الاقتصادية الواحيدة للقارة.
- بالإضافة إلي التهديد الوشيك لصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
يضيف الي معادلة التنبؤ بمصير اللإقتصاد العالمي يجعلها معدلة خوازمية تكمن في صعوبها في الكم الهائل من المؤشرات المالية والتحليلات.
ولقد جاء تصريح نيل شرينج، كبير الاقتصاديين بالمجموعة في دار البحوث كابيتال إيكونوميكس، نصاحا بمراقبة مخطط بياني واحد فقط يضم المؤشرات الأكثر أهمية الآن.
المخطط البياني الأكثر أهمية
ألا وهي تلك المؤشرات التي تتعقب الظروف المالية. حيث إنها تعكس حزمة من متغيرات الإقتصادي الكلي مثل :
- أسعار الفائدة .
- هوامش الائتمان .
- أسعار الأسهم .
- واخيرا مستويات العملة،
تلك المؤشرات التي تعد مفتاح جيد للتنبؤ بمستقبل تغيرات الاقتصاد الكلي لسببين رئيسيين:
أولهما:
إن مؤشرات الأحوال المالية (FCIs) لجميع الاقتصادات الرئيسية في العالم تميل للتحرك بشكل متزامن، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا.
فمن النادر أن تشتد الظروف المالية في اقتصاد رئيسي واحد دون أن يناظره تشديد مماثل في الاقتصاد الآخر.
ثانيهما:
عادة ما تبشر حدة توتر الأحوال المالية بقدوم تباطؤ إقتصادي عام، وذلك يتطلب التركيز أكثر على التغييرات الطارئة علي مؤشرات الأحوال المالية دون الحاجة للتركيز على مستوى محدد للمؤشر.
وأضاف شرينج بأن ما سيطرأ علي الأحوال المالية القادمة سيكون له تأثير كبير الصدي على آفاق النمو الاقتصادي هذا العام، فإذا استمر الاستقرار الأخير، فعلينا أن نؤمن بأن الضعف المسيطر علي أحدث البيانات الاقتصادية سيتلاشي عن قريب.
إما إذا بدأت الظروف المالية في التضييق والتوتر مرة أخرى -وذلك الأرجح- فمن المحتمل أن يشعر الجميع بالعواقب والتي ستنعكس بمزيد من التباطؤ في النمو الإقتصادي خلال الأرباع القادمة.
وأختتم شرينج تصريحه قائلاً:
“في كلتا الحالتين ، هذا هو المخطط البياني الوحيد من وجهة نظري الذي يجب مراقبته خلال الأشهر المقبلة”.
التعليقات مغلقة.