التوظيف خلال فترات الركود يحتاج مهارات محددة لتتعامل مع درجات عدم اليقين التي تعج بها كل المجالات والصناعات. ففي الوقت الذي يناقش فيه الاقتصاديون ما إذا كان العالم علي أعتاب ركود قريب أم لا. وتري إذا حدث هذا الركود إلي متي سيستمر؟ وإلي أي حد سيوثر علي التوظيف والعمالة ؟ ففي الوقت الذي يتصاعد فيه الخوف في سوق العمل من رفض التوظيف أو عدم القدرة على العثور على وظيفة عمل مناسب. وضعنا بين يديك هذا المقال وخاصة إذا كنت تبحث عن وظيفة حاليا، فخلاله سنعرض أهم المهارات التي تبحث عنها شركات التوظيف خلال فترات الركود.
التوظيف خلال فترات الركود
أدى التضخم المرتفع وسلسلة عمليات التسريح رفيعة المستوى إلى جعل المهنيين العاملين في جميع أنحاء العالم قلقين بشكل متزايد بشأن أمنهم الوظيفي. فيقرب من 78٪ من الأمريكيين قلقون بشأن فقدان وظائفهم خلال فترات الركود القادم المحتمل. وهو استطلاع أجرته شركة انسايت جلوبال مؤخرًا على 1004 مشارك.
فمن جانب، صرح وري كانتنجا، كبير الاقتصاديين في ينكدين لسي إن بي سي، بأنه علي الرغم أن التوقع والتنبؤ بالموعد المحدد لحدوث الركود بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا إنه من الواضح جدًا أننا نعاني الآن من تباطؤ اقتصاديويضيف أنه حتى لو كان النمو الاقتصادي يتباطأ فقط، فإن تلك البيئة يمكن أن تظل “ضارة للغاية” للموظفين والباحثين عن عمل.
علي جانب آخر، صرحت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في ZipRecruiter، بأن لا أحد محصن ضد فقدان وظيفته، إلا أن تعلم المهارات التي لا تزال مطلوبة أثناء فترات الركود الاقتصادي يمكن أن تساعدك على البقاء قادرًا على المنافسة في سوق عمل متقلب يتطلب وظائف محورية.
إليك أكثر المهارات التي لابد أن تتحلي بها، لكي تحظي تقنص فرصة عمل مناسبة خلال فترة الركود التالية:
1- المرونة
كل ركود يبدو مختلفًا. فخلال “الركود الكبير” لعام 2009، على سبيل المثال. تحول بعض الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم في التكنولوجيا أو التمويل إلى المطاعم وصناعات البيع بالتجزئة. بينما خلال ركود فيروس كورونا لعام 2020، كانت هناك خيارات أقل بكثير للعمل في تلك المجالات حيث ظل الناس في منازلهم. وذلك يعني، إنه في كل مرة يحدث فيها الركود، ستتغيرات خيارات التحول المهني المحتمل.لذلك، فتوظيف عمالة تتمتع بالمرونة سيصبح أمرا هاما واساسيا. فإن لم تكن تتقنها، فعليك بأكتسابها الآن.
لإثبات مرونتك لشركات التوظيف، قم بتضمين أمثلة عن الأوقات التي كان عليك فيها التنقل بين الأدوار أو الوظائف أو الأقسام المختلفة داخل النشاط التجاري الواحد. اذكر كيف قمت بمعالجة مشكلة في مشروع مهم؛ أو كيف تطوعت للمساعدة في شيء خارج مسؤوليات وظيفتك العادية. أيضا، اشرح كيف عملت مع فرق مختلفة في سيرتك الذاتي. أخيرا، يوصي باتريك بيتيتي، الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة كاتال، وهي منصة تربط الشركات بمستشارين مستقلين بتسليط الضوء على مهارات المرونة الخاصة بك في سيرتك الذاتية. لأن ذلك يُظهر لمديري التوظيف أنك شخص قادر على “العمل في أوقات عدم اليقين”. وهي مهارة بالغة الأهمية حتى بعد انتهاء فترة الركود الانكماش.
2- مهارة إدارة المشروعات
ستظهر حتماً تحديات جديدة خلال فترات الركود. ففي الوقت الذي يعج كل شيء بالتقلب وعدم اليقين. ستبحث شركات عن توظيف الأشخاص الذين يمكنهم تحديد المشكلات الجديدة. ومن ثم صياغة الحلول وتنفيذ تلك الخطط بإحترفية”.
يضيف بيتيتي، بأن مهارة إدارة المشروعات واحدة من أفضل المهارات التي تبحث عنها الشركات دائما وباستمرار”. حتى خلال أحلك أيام الوباء، كان مديرو التوظيف في التكنولوجيا والتمويل، يبحثون عن أشخاص يمكنهم تقسيم الهدف إلى خطوات قابلة للتنفيذ وتوجيه الفريق نحو تحقيق هذا الهدف الأكبر
تقدم العديد من المنصات مثل كورسيرا و لينكداين ليرنينج دورات تدريبية وشهادات في إدارة المشاريع. واخيرا، انتبه لعرض مهارات إدارة المشروع في سيرتك الذاتية، أو أثناء المقابلة. وذلك، من خلال ذكر وشرح الأوقات التي قمت فيها بإدارة مشروعًا من البداية إلى النهاية. أو الأوقات التي ساعدت فيها بإعداد الميزانية أو أطلقت منتج جديد أو حملة جديدة.
3- مهارات التواصل
إن القدرة على التواصل بشكل واضح وفعال في العمل هي مهارة عالمية “مطلوبة دائمًا” لجميع الصناعات. فبغض النظر عن حالة الاقتصاد، يسعي أرباب العمل للعثور على أشخاص يمكنهم الكتابة و يعبرون عن أفكارهم بشكل جيد .
يساعدك إتقان فن الاتصال على التميز كمرشح وظيفي والعثور على عمل في صناعات مختلفة. يقول كانتنجا: “حتى لو كنت جالسًا أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك للعمل طوال اليوم وتتعامل مع شخص واحد. فأنت بحاجة لمهارات التعامل مع الآخرين للعمل في فريق وإقناع صاحب العمل بأن عملك يضيف قيمة.
تتضمن أمثلة مهارات الاتصال: العروض التقديمية ورسائل البريد الإلكتروني وإعطاء الملاحظات والتفاوض بشأن صفقة تجارية.
المصدر: CNBC
التعليقات مغلقة.