التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب: التعريفات الجمركية، التضخم، والسياسات النقدية
التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب تتنوع مع العودة الثانية للرئيس الأميركي للبيت الأبيض، يترقب الاقتصاد الأميركي مجموعة من التغييرات الجديدة، حيث يهدف الرئيس إلى توسيع نطاق سياساته الاقتصادية التي اعتمدها في فترته الأولى.
ووفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال”، يستعد ترامب لفرض تعريفات جمركية أكبر وأشمل على الواردات، مع التركيز على تقليص حجم التخفيضات الضريبية. من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوات إلى زيادة معدلات التضخم ودفع النمو، مما قد يؤدي إلى ارتفاع العجز ومستويات الفائدة.
التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب : التعريفات الجمركية وتوقعات التضخم
تتمثل الخطوة الأولى في رفع التعريفات الجمركية، وبنسب مختلفة سواء على الواردات من الصين، أو واردات الدول الأخرى. في هذا الشأن تشير التقديرات إلى فرض تعريفات بنسبة 60% على تلك الواردات بينما قد تتراوح التعريفات على باقي واردات العالم بين 10% و20%.الأمر الذي قد يدفع التعريفات الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
يتوقع بعض الاقتصاديين، مثل فريق “مورغان ستانلي”، أن يؤدي هذا الارتفاع في التعريفات إلى رفع التضخم بنسبة 1% على الأقل، مما يزيد من مخاطر التضخم. ومع ذلك، أشار التقرير إلى عوامل قد تخفف من هذا التأثير، مثل احتمال تحمل المستوردين جزءًا من هذه الزيادات أو تأثير ارتفاع قيمة الدولار الذي قد يساعد على موازنة أسعار الواردات.كما يمكن أن يستخدم ترامب هذه التعريفات كورقة ضغط في المفاوضات التجارية، ما قد يقلل من تأثيرها الفعلي.
التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب : تخفيضات ضريبية وتحديات مالية
يخطط ترامب أيضًا لتمديد بعض أحكام قانون الضرائب لعام 2017، وفقًا للجنة الميزانية الفدرالية. وتتضمن مقترحات ترامب تخفيضات ضريبية إضافية للشركات وإعفاءات على الفوائد العقارية والضرائب المحلية.
ومع ذلك، يتوقع الاقتصاديون أن ترفع هذه الخطة نسبة العجز بما يقدر بنحو 4 تريليونات دولار خلال عشر سنوات، الأمر الذي يوسع الضغوط على عائدات سندات الخزانة الأمريكية. في هذا الشأن تشير التقديرات إلى ارتفاع العائدات على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنسبة 0.4%. كما أشار المحلل جون باري إلى أن وزارة الخزانة ستضطر إلى زيادة إصدار الديون، ما قد يسهم في رفع معدلات الفائدة.
التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب : دعم النمو وتخفيف اللوائح
علاوة على ذلك، يعتزم ترامب تخفيف اللوائح في قطاعات مثل النفط وعمليات الاندماج، بهدف تعزيز الثقة والنمو. ورغم أن تأثير هذه التدابير قد يكون غير محدد بشكل دقيق على مستوى الاقتصاد الكلي، إلا أن ترامب يسعى إلى تقليل الاعتماد على الصين في الصناعات الأساسية، ما يدعم استقلالية الاقتصاد الأميركي، وفقًا لرئيس تحالف التصنيع الأميركي، سكوت بول، الذي يرى أن هذه الإجراءات قد تكون مكلفة لكنها تستحق التضحية في بعض الحالات.
موقف الكونغرس من التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب
يذكر أن التوقعات تشير إلى أن توجه ترامب القوي نحو زيادة التعريفات وتقليل الضرائب، قد يواجه بعض التحديات من الكونغرس، حيث أعرب بعض الجمهوريين عن تحفظاتهم، وفقًا لما ذكره دون شنايدر، مستشار سابق للحزب الجمهوري. قد يعارض الكونغرس بعض الاستثناءات مثل إلغاء الضرائب على الإكراميات بسبب تكلفتها المرتفعة. وبالرغم من هذه التحديات، يتمتع ترامب بنفوذ كبير على الجمهوريين في الكونغرس، ما يزيد من فرص تمرير بعض السياسات التي يخطط لها.
التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب
تتضمن التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب على الأسواق المالية نوع من الإيجابية قفزة ملحوظة مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث جاءت وعود حملته الانتخابية بتطبيق رسوم جمركية، تخفيضات ضريبية، وسياسات صارمة تجاه الهجرة، لتدفع المستثمرين نحو قطاعات محددة واستثمار مكثف في أسهم مختارة.
حققت أسهم تسلا ارتفاعًا هائلًا بنسبة 35% منذ الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، لترتفع القيمة السوقية للشركة إلى ما يزيد على تريليون دولار لأول مرة منذ عام 2022. ووفقًا لتقرير “بي بي سي”، زادت ثروة إيلون ماسك بأكثر من 50 مليار دولار بفضل هذه القفزة.
- يرى المستثمرون أن إدارة ترامب قد تخفف من التحقيقات التنظيمية المتعلقة بتقنيات مثل القيادة الذاتية.
- العلاقات الإيجابية بين الرئيس المنتخب وأكبر داعميه ماسك قد تساعد تسلا في الاستفادة من التغييرات المتوقعة في السياسة المالية بين الصين والولايات المتحدة. حيث يمتلك ماسك مصانع في الصين.
عقب فوز ترامب واصل سعر عملة البيتكوين الارتفاع لتتجاوز 90 ألف دولار، مما يشير إلى توقعات المستثمرين بإحداث تغييرات جذرية في هذا القطاع، الذي شهد قيودًا صارمة تحت إدارة بايدن.
- خلال مؤتمر لليتكوين خلال الحملة الانتخابية تعهد المرشح الجمهوري في حينها بجعل بلاده “عاصمة الكريبتو العالمية”.
سجلت أسهم البنوك الكبرى، مثل جي بي مورغان وبنك أوف أميركا، ارتفاعات ثنائية الرقم منذ الانتخابات.
- من المتوقع أن تكون البنوك من أكبر المستفيدين من تخفيف القيود التنظيمية في ظل إدارة ترامب.
- شهدت أسهم “كابيتال وان” و”ديسكفر”، الخاضعتين لمراجعات اندماجية تنظيمية، ارتفاعًا بأكثر من 15%.
حققت أسهم شركات مثل جيو غروب وكور سيفيك مكاسب بلغت 70% منذ الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني، مدفوعة بتوقعات المستثمرين بشأن سياسات الهجرة الصارمة التي ينوي ترامب تطبيقها.
- وعود ترامب بترحيل ملايين المهاجرين وفرض سياسات هجرة صارمة تعيد هذه الشركات إلى الواجهة، بعد أن تأثرت سلبًا في عهد بايدن بقرارات وقف التعامل مع شركات السجون الخاصة.
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة تزيد على 7% على مدار الأسبوع الذي اعقب فوز ترامب، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ إبريل/نيسان الماضي.
- يعكس هذا الارتفاع توقعات الأسواق بشأن سياسات ترامب وتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد الأميركي.
- رغم أن ارتفاع الدولار يعد خبرًا سارًا للأميركيين المسافرين، فإنه يحمل إشارات مختلطة حول الأداء الاقتصادي الحالي.
تداعيات انتخاب ترامب وتأثيراته على التجارة الدولية
ورغم تأثير الرئيس الكبير على توجيه السياسة الاقتصادية، فإن الأداء الاقتصادي الأميركي يظل عرضة للتأثيرات الخارجية، مثل الأزمات العالمية أو التطورات التكنولوجية. على سبيل المثال، أكدت كاثرين مان، العضو البارز في بنك إنجلترا، على ضرورو تثبيت الفائدة على مدار المدى المتوسط حتى ضمان استبعاد شبح التضخم، مشيرة إلى التداعيات المحتملة لانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وأوضحت مان، العضو الوحيد في لجنة السياسة النقدية الذي عارض خفض الفائدة الأسبوع الماضي، أن العوامل العالمية غالبًا ما تحمل تأثير أكبر من العوامل الضغوط المحلية فيما يخص رفع معدلات التضخم في بلادها. كما شددت على أن التطورات السياسية عبر الأطلسي تزيد من احتمالية حدوث اضطرابات تجارية، ما ينعكس على الإنتاج والتضخم في المملكة المتحدة.
أكدت مان أن الرئيس ترامب تعهد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على الواردات و60% على السلع الصينية. وأضافت أن تأثير هذه السياسات سيزيد من التقلبات الاقتصادية، مما يستدعي تدخل البنوك المركزية لتجنب تصاعد الضغوط التضخمية. واعتبرت أن هذه الحمائية التجارية إلى جانب تغير المناخ والسياسات المالية التوسعية قد تؤدي إلى اقتصاد أكثر تقلبًا وارتفاع محتمل لأسعار الفائدة على المدى الطويل.
رؤية أوروبية متشائمة
من جانبه، أشار يواكيم ناغل، رئيس البنك المركزي الألماني، إلى أن التأثيرات الاقتصادية لفوز ترامب والتي تعد أبرزها التعريفات الجمركية المتوقع أن بفرضها الرئيس المنتخب قد تلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الألماني. وأوضح ناغل في مقابلة مع صحيفة “دي تسايت” أن هذه السياسات قد تكلف ألمانيا حوالي 1% من الناتج الاقتصادي، مما يفاقم توقعات النمو المتشائمة اصلاُ حيث لم تشير التوقعات إلى عدم توقع تسجيل اقتصاد إلمانيا أي نمو خلال 2024، وربما استمرار موجه التشائم حتى 2025 ، وحذر من أن تطبيق التعريفات قد يدفع الاقتصاد الألماني نحو الانكماش.
على الصعيد الفرنسي، أبدى محافظ البنك المركزي الفرنسي، قلقه على النمو الاقتصادي العالمي بعد عودة ترامب للبيت الأبيض. حيث صرح أن عودة ترامب تحمل مخاطر كبيرة للاقتصاد على الصعيد العالمي.
التعليقات مغلقة.