هل سمعت عن المثل الشعبي ( السلف تلف والرد خسارة ) يبدو ان له اساس اقتصادي حول ضرورة ان تتبع الامر القائل .. ابتعد عن إقراض المال لقريب أو صديق
حيث كتب جاريد ديليان رئيس بنك ليمان براذرز السابق في تقرير خاص ناصحا بالابتعاد عن إقراض المال لأحد افراد العائلة أو أحد الأصدقاء.
مؤكدا أنها ديون معدومة هيهات أن تسترد. وكأنه يردد المثل المصري الشهير “السلف تلف والرد خسارة”. واستطرد قائلا:
“عليك أن تكون حذرا إذا أضطررت إلي ذلك وتتحري أن هذا الشخص الذي يطلب اقتراض المال منك قد استنفد جميع الخيارات الأخرى”.
ابتعد عن إقراض المال لقريب أو صديق
واوضح إنه في حياته لم يقرض سوي شخصين فقط من مائة شخص طلبوا منه اقتراض أمواال تترواح قيمتها من 50 دولار لعشرة الآلاف دولار.
ليس لانه حريص أو يحبذ الإدخار، بل لأنه يعي جيدا أن الدين بين الأصدقاء والأقارب يدمر العلاقات والود ولا يجلب إلا الكثير من الاستياء والضيق حال عدم سدادها.
واستطرد، حتي وإن جرفتك العاطفة لإقراض أحدهم، لابد أن تسأل نفسك أولا
“هل أنا حقا مضطرا لإقراضه هذا المال؟” ولابد أن تكون الإجابة “لا” هي القاعدة العامة
لكن قد يستني منها بعد الحالات الآتية التي قد تكون فيها الإجابة “نعم”:
اولا : أن يكون المبلغ المقترض صغير
بما لا يفسد للود قضية حال عدم سداده، واعتباره كهدية أو هبه لهذا الشخص إذا تعثر في سداده.
وكلمة صغير هنا تختلف اختلافا كليا من شخصا لأخر فهناك من تعني له 50 دولار والأخر قد تعني له بضعة آلاف من الدولارات.
ثانيا : إن كنت ستطلب فائدة.
وعلي الرغم أن الأمر يبدو غريبا وغير مقبولا بين الأصدقاء والأقارب ولكن هناك بعض الحالات التي يُقترض المال فيها لاستثماره، فلما لا تطلب فائدة وتجني أنت الأخر بعض المكاسب!
إلا إذا كان هذا الشخص يستنجد بك كملاذ أخير بعد استنفاذ جميع الخيارات الأخرى.
وعلي الرغم من أننا جميعا نؤمن بالقيمة الزمنية للنقود والتي تبرر الحق المشروع في طلب فائدة علي المبلغ الذي تقرضه لأحد أفراد عائلتك أو أصدقائك.
إلا أن الوضع يظل مخرجا للغاية من الناحية الأخلاقية والإجتماعية.
وهذا يقودنا إلى الحالة الثالثة. والذي يعتبرها جاريد ديليان مبدأ حياة بالنسبة له:
ثالثا : استثمر كل شئ.
واعتبر أن القرض للقريب أو الصديق استثمار لا يُحصد منه مكافأة مادية بل مكافأة نفسية واجتماعية رائعة.
وذلك حين تري صديقك أو أحد أقارابك يتعافي من حظه السيئ ويستمتع بحياة أفضل بفضل مؤازرتك له.
واعتبر جاريد أن هذا نوع من أنواع الاستثمار في العلاقات والأشخاص الذين يستحقون هذا .
ولذلك هو ذاته لم يقرض سوي شخصين فقط تراءي له أنهما استثمارا جيدا وليس صدقة فشتان بين الأُثنين.
فلا أحد يتوقع شيئا مقابل الصدقة، بعكس الاستثمار.
لذا استثمر في الشخص الذي يظهر لك فضائله ومثابرته فهو ذلك الذي يستحق أن تعينه علي مصائب الدهر وتستثمر في علاقتك معه.
أخيرا، احذر من إقراض الأشخاص الذين دائما ما يظهرون لك سوء حظهم وقلة حيلتهم وغالبا ما يندبون زمانهم والعيب فيهم.
فهؤلاء لن تجني منهم سوي عدم راحة البال وضياع المال.
المصدر :
التعليقات مغلقة.