تترقب الأسواق الانتخابات التركية المصيرية كما تصفها الصحف الغربية يوم غدًا الأحد حيث يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خوض غمار معركة انتخابية جديدة انتصر فيها كلها على مدار 20 عام ليصبح أطول حاكم فعلي لتركيا منذ اعلان الجمهورية في تركيا. تأتي صعوبة الانتخابات بسبب استمرار الازمة الاقتصادية والتي أثرت بشكل سلبي على تكلفة المعيشة للمواطنين، في وقت تكتلت فيه الكوارث الطبيعية على الحزب الحاكم، بسبب ما خلفه زلزال شهر فبراير الماضي من أثار كارثية توسعت مع تباطؤ استجابة الحكومة لها.
أهمية الانتخابات التركية
تأتي أهمية الانتخابات نظرًا لموقع تركيا الاستراتيجي ما بين قرتين آسيا وأوروبا وتحكمها في حركة المرور بالبحر الأسود، كما أن تركيا عضو هام في حلف النات حيث تحتل المركز الثاني من حيث عدد الجيش من بين الدول الاعضاء. وجود حزب علماني يمشي على الاتجاه المناقض لحركة حزب العدالة والتنمية الحالي قد يسهل دخول اعضاء اخرين في الحلف زادت أهمية دخولهم لعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
أبرز التحديات التي يواجهها الرئيس التركي
تأثرت شعبية الرئيس التركي رجب أردوغان والذ كان دائمًا السياسي الأكثر شعبية في البلاد بسبب عدة عوامل نعدد منها:
- تواصل تدهور القوة الشرائية للليرة التركية والتي تسارعت خلال السنوات الأخيرة.
- تجمع أغلب أحزاب المعارضة التركية في تكتل واحد لتكون كتلة معارضة مؤلفة من ستة أحزاب وهو ما لم يحدث من قبل.
- تسبب الزلازل المدمرة الذي ضرب جنوب غرب البلاد خلال شهر فبراير والذي خلف أكثر من 50 ألف قتيل، في تراجع الدعم لأردوغان وحزبه بسبب اتهامات بعدم الاستجابة لكارثة الزلزال بالشكل المناسب.
تدهور الليرة وارتفاع تكلفة المعيشة
تتزامن الانتخابات التركية مع توسع أزمة تكلفة المعيشة الحالية والتي تعتبر الأسوأ منذ توالي أردوغان سده الحكم، والتي كان لها تأثرير سلي بشكل خاص على الفقراء، وهم الداعم الأول لأردوغان. عكست البيانات الاقتصادية تباطؤ الاقتصاد التركي على الرغم من التحسن النسبي مؤخرًا الان الليرة التركية قد سجلت قيعان لم تشهدها من قبل.
- تباطأ معدل التضخم ليسجل 50.5% في مارس، مقارنة بأعلى مستوياته المسجلة عند 85.5% في أكتوبر.
- تسبب تتني وجهات أردوغان نظرية اقتصادية غير التقليدية في زيادة التضخم والضغط على الليرة.
حيث يدعم الرئيس التركي خفض أسعار الفائدة للسيطرة على معدلات التضخم المرتفعة. بعد سلسلة من الاقالات والتعيينات لرؤساء البنك المركزي في البلاد خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة، من مستويات 14.5% خلال سبتمبر من العام الماضي ليصل إلى8.5% في الوقت الحالي. يؤدي التضخم إلى تراجع القوة الشرائية حتى بعدما رفعت الحكومة معاشات التقاعد، وأجور موظفي الخدمة المدنية، والحد الأدنى للأجور بشكل متتالي.
كمال كليجدار أوغلو
توقعات الانتخابات البرلمانية
اما على صعيد الانتخابات البرلمانية فتكشف أغلب استطلاعات الرأي إلى أن تحالف الحزب الذي يقوده أردوغان قد ينجح بالكاد في الحفاظ على الأغلبية البرلمانية في الانتخابات عام 2018. في نفس الوقت يواجه حزب الشعب الديمقراطي، حظراً قانوني محتمل بسبب اتهامات بصلاته بالمسلحين الأكراد الانفصاليين، حيث قرر ثالث أكبر حزب في البلاد دعم مرشحيه البرلمانيين من خلال قائمة “اليسار الأخضر”.
أبرز المعلومات عن الانتخابات التركية
- يبلغ عدد الاشخاص للمؤهلين للتصويت في تركيا أكثر من 64 مليون شخص ، منهم 5 ملايين ينتخبوا لأول مرة.
- ستبدأ اللبجان في الاقتراع في الساعة 8 صباحاً وتنتهي في الساعة 5 مساء يوم الأحد القادم.
- ستُعلن النتائج الأولية بعد ساعات قليلة من إغلاق الصناديق ورفع هيئة مراقبة الانتخاباتحظر النشر،
- التاريخ المحدد لجولة إعادة لانتخابات الرئاسة 28 مايو.
التعليقات مغلقة.