لا شك في أن كلمة “صناديق الإستثمار” ترددت علي مسامعك عدد غير قليل من المرات. لكن هل تعرف آلية عمل صناديق الاستثمار ؟
تتوسع عمل صناديق الاستثمار خاصة في ظل تطبيق خطة “401 (كي)” والتي تمثل خطة ادخار للتقاعد برعاية صاحب العمل.
حيث يتيح للموظفينه ادخار واستثمار جزء رواتبهم باستقطاع هذا الجزء قبل الضريبة في مقابل سحب تلك الأموال عند بلوغ سن التقاعد شئ مماثل لنظام التامينات الاجتماعية في مصر .
وبالتالي زادت شعبية تلك الخطة لما تحققه من مزايا لرب العمل حيث إن اسهاماته في الخطة تخصم بالكامل من وعائه الضريبي وبالتالي يقلل قيمة الضرائب المستحقة عليه وفي نفس الوقت يشعر موظفينه بالتقدير والاستثمار من أجلهم.
لذلك يجب عليك أن تعرف آلية عمل تلك الصناديق، وما هي الاعتبارات الرئيسية التي لابد احتسابها عند الاستثمار بها.
ألية عمل صناديق الأستثمار :
تتمثل آلية عمل صناديق الاستثمار او طريقة عمل صناديق الاستثمار عن طريق تجميع الأموال من مجتمع المستثمرين وذلك لاستثمارها عن طريق شراء الأسهم والسندات وغيرها من الأوراق المالية.
وغالبا ما تكون معظم صناديق الاستثمار نشطة وذلك يعني إن تٌدار بشريا من قبل فريق محترف يتخذ كافة القرارات الاستثمارية الصائبة .
يبذل عناية الرجل الحريص من أجل تحقيق أهم أهداف الصندوق والتي تتلخص في أقل معدل للمخاطر علي المدي القصير وأكبر معدل للعوائد علي المدي الطويل.
لتحقيق اهداف الصندوق وتعظيم ثروة المستثمرين بتحقيق أعلي عائد متاح عند نفس المستوي من المخاطر المتقبلة، تتبع إدارة الصندوق ساسية مندفعة عند بداية عمر الصندوق، وذلك من خلال الاستثمار بشراء ادوات استثمارية عالية المخاطر مثل الأسهم بنسبة أكبر من تلك الأدوات المالية الخالية من المخاطر مثل أذون الخزانة الحكومية أو أدوات الدين المنخفضة المخاطر مثل السندات ولنفترض 70% اسهم و 30% سندات.
وذلك لأنه ليس هناك حاجة ملحة للخروج السريع من السوق، وبالتالي لديها الوقت الكافي لتوفيق اوضاعها وتحقيق ارباح في ظل سوق الاسهم المتقلب والاكثر خطورة من سوق السندات.
تحول تدريجي
ولكن بمرور الوقت، نجد الإدارة تتحول تدريجيا من سياستها المندفعة لسياسة تحفظية لتزيد من نسبة الأوراق المالية المنخفضة المخاطر وتقلل من نسبة الأوراق المالية الخطرة وذلك شئيا فشيئا .
حيث تتبع سياسة أكثر تحفظا عند الاقتراب من “التاريخ المستهدف للصندوق” لتصبح نسبة الأدوات المالية المنخفضة المخاطر أقل من نسبة الأدوات المالية العالية المخاطر لتصبح النسبة افتراضا 30% اسهم 70% سندات.
كي تستطيع أن تفي بالتزامتها تجاه المستثمرين بالصندوق في الوقت المحدد بأعلي معدل ارباح.
وفي كثير من الأحيان تراقب إدارة صناديق الاستثمار اداء مؤشرات سوق بعينه أو مؤشرات صناعات بعينها لإقتناص كافة الفرص المتاحة لتحقيق أقصي ربح ممكن، وذلك عن طريق اتباع “Credit Funds”.
المأزق الرئيسي لصناديق الاستثمار النشطة
فهناك رسوم سنوية تسمي بأتعاب الإدراة، والتي لابد أن تٌدفع سنويا مقابل خبرة هؤلاء الذين يتخذون نيابة عنك تلك القرارات الاستثمارية التي تجني لك هذه الأرباح، ولعل تلك الرسوم هي المأزق الرئيسي لصناديق الاستثمار النشطة.
فعلي الرغم من ضائلة نسبة الرسوم والتي قد تترواح من 1% إلي 2% من صافي قيمة أصول الصندوق كل نهاية عام، إلا أن عام تلو الأخر، وخاصة عندما تمر الاسواق المالية بركود أو تشهد سلسلة حركات تصحيحة طويلة، فنجد ان تلك النسبة الضيئلة قادرة علي تحويل الوضع من الربح إلي الخسارة وربما هذا يكون غير مقبول بالنسبة لدرجة تحملك للمخاطر.
لذا عليك أن تفكر جيدا، وأن تتحري نسبة رسوم واتعاب إدارة صناديق الاستثمار المختلفة حيث أن صناديق الاستثمار النشطة تكون صاحبة رسوم أعلي من تلك الصناديق ذات العائد الثابت وذلك لأنها تمنحك عائد أعلي.
ولكن تذكر دائما إن العائد الأعلي لا بد أن يصاحبه درجة مخاطرة أعلي، والقرار يعود لدرجة تحملك للمخاطر سواء أكانت عالية أو منحفضة.
وأخيرا، لا استثمار في صناديق الاستثمار دون تحديد درجة تقبلك للمخاطرة ودون حساب قيمة رسوم واتعاب الادارة.
المصدر
التعليقات مغلقة.