توقف عن قول “أنا آسف” حيث اظهرت الأبحاث إن تكرار كلمة “آسف” خاصة عندما لا تكون مخطئا، تجعل الآخرين يقللون من شأنك، وإليك ما يفعله الأشخاص الناجحون بدلاً من ذلك…
فوفقًا لاستطلاع أجرته شركة أبحاث لعام 2015، هناك ما يقرب من 15 باعث للقلق لدي كل 7 أشخاص من أصل 10 أمريكيين تستوجبهم الاعتذار وقول ” أنا أسف” مثل حالات العطس أو الوقوف في طريق شخص ما أو تصحيح شخص خاطئ.
أظهر الاستطلاع، الذي شمل 1600 شخص بريطاني و 1000 أمريكي، بعض أوجه التشابه بين البرياطنين والأمريكيين، حيث أن 73 ٪ من البريطانيين سيعتذرون عن مقاطعة شخص ما، مقارنة بـ 71 ٪ من الأمريكيين. بينما 60% من البريانطيين سيعتذرون عند تقديم خدمة لصالح شخص ما ولكنهم يخطئون، مقابل 58٪ فقط من الأمريكيين.
توقف عن قول “أنا آسف” لماذا ومتى لا يجب أن تقول “أنا آسف”
الإفراط في الاعتذار عن الأشياء التي ليس لديك السيطرة الكاملة عليها، قد يجعل الناس يفكرون أقل منك. فهناك الكثير من الأمثلة للأشياء التي لا تحتاج للاعتذار عنها تشمل العطس والوقوف في طريق شخص ما لكونكما في مكان مزدحم مع مساحة صغيرة للتنقل، أو تصطدم بشخص آخر، أو يتم مقاطعتك وما إلى ذلك. القائمة لا تنتهي.
فالإفراط في تكرار كلمة ” أنا أسف” يعمل علي تحقيق نتائج عكسية:
1. قد يجعل الناس يفقدون احترامهم لك.
تقول المعالجة النفسية بيفرلي إنجل في كتابها “قوة اعتذار”، إن الإفراط في الاعتذار لا يختلف كثيرًا عن الإطراء: قد تعتقد أنك تعرض نفسك كشخص لطيف ومهتم، ولكنك في الواقع ترسل رسالة افتقار الثقة عن نفسك.
وتحذر إنجل من أنه “يمكن أن يمنح حتى نوعًا معينًا من السماح للشخص الأخر لمعاملتك بشكل سيء أو حتى الإساءة إليك”.
2. يقلل من تأثير الاعتذارات المستقبلية.
إذا اعتدت عن قول “أنا آسف” على كل شيء صغير الآن، فإن اعتذارك سيكون له وزن أقل لاحقًا، لاسيما في تلحالات التي تستدعي حقًا الاعتذارً الصادقً.
3. إنه أمر مزعج.
لقد كنا جميعًا بالقرب من شخص يعتذر باستمرار. نحن نتفهم أنهم يحاولون فقط أن يكونوا لطيفين، ولكن يمكن أن يشعروا في كثير من الأحيان بالإرهاق والغضب في نفس الوقت.
حتى أن دراسة نُشرت في مجلة فرونتير او سيكولوجي، وجدت أن قول “أنا آسف” عندما يرفض شخصًا عن قصد إلغاء الخطط أو الانفصال عن شخص ما، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في شعور الشخص الآخر بالسوء أو أنه عليه أن المغفرة طالما قدم الإعتذار.
4. يمكن أن يقلل من احترامك لذاتك.
قد يكون لعدم تكرار الاعتذار فوائد نفسية، وفقًا لدراسة نشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي. وجد الباحثون أن المشاركين الذين رفضوا التعبير عن الندم أظهروا علامات “احترام أكبر للذات، وزيادة الشعور بالقوة أو السيطرة والنزاهة”.
إذا كنت تريد البدء في الاعتذار بشكل أقل تكرارًا، فسيستغرق الأمر الكثير من الجهد والممارسة. وإليك بعض الطرق للقيام بذلك:
1. كن أكثر وعيًا بالذات.
الخطوة الأولى هنا هي تقييم سلوكياتك وميولك الخاصة. هل أنت حقا شخص يعتذر كثيرا؟ سيساعدك معرفة ذلك في مراقبة الموقف بعناية قبل ترديد عبارة “أنا آسف” على الفور.
وقد يساعدك أيضًا تسجيل عدد المرات التي تعتذر فيها خلال اليوم والأسباب التي دفعتك لذلك.
2. اعرف ما يجب وما لا يجب عليك أن تعتذر عنه.
إذا لم تتمكن من التحكم في الموقف أو كان خطأ تافهًا، فلا داعي للاعتذار. ولكن إذا كنت مخطئًا حقًا، فوجب عليك الاعتذار وبصدق.
فالاعتراف بأنك على خطأ ليس بالأمر السهل أبدًا، لكنه يمكن أن يقوي علاقاتك ويظهر أن لديك ذكاء عاطفي.
3. اقلب النص.
يتطلب قلب النص الانضباط الذاتي، ولكن مع مرور الوقت، سيكون هو الشعور الطبيعي.
فعلي سبيل المثال: إذا عثر زميل على خطأ إملائي في إحدى رسائل البريد الإلكتروني فقل له: “شكرًا لك على اكتشاف ذلك” بدلا من قول ” أنا أسف”.
4. كن مرتاحًا بقول “لا”.
قد يكون قول “لا” أمرًا محرجًا وغير مريحا للبعض، ولكنه قد يكون طريقة فعالة جدًا لحماية وقتك. فإذا كنت مغرقا بالعمل وطلب أحد الزملاء المساعدة، فلا داعي لأن تندم على عدم مشاركته.
5. قم بتنزيل المكون الإضافي Just Not Sorry من Google Chrome.
أثناء إنشاء بريد إلكتروني، سيُعلمك المكون الإضافي Just Not Sorry في كل مرة تستخدم فيها كلمة أو عبارة تقوض رسالتك، على سبيل المثال ، “أنا آسف” ، “أنا لست خبيرًا ، ولكن …” . وذلك عن طريق تمرير مؤشر الماوس فوق الكلمات التي تحتها خط للحصول على شرح بحجم صغير عن الكيفية التي تجعل الناس يفكرون فيك بطريقة أقل.
وأخيرا … فإن قول “آسف” ليس سيئًا دائمًا
هناك بعض الظروف التي يمكن أن يكون فيها الاعتذار الصادق مفيدًا.
وأوضح أستاذ العلوم السلوكية في جامعة رود آيلاند في عمود علم النفس الخاص به، أن بعض أنواع الاعتذارات يمكن أن تشجع الصفح، وتصلح العلاقات، وتحل العداء، ولكن يجب على الشخص الذي يعتذر أن يخطو خطوة إضافية ويعبّر عن ندمه الحقيقي أو عرضه لإصلاحه.
المصدر: CNBC
التعليقات مغلقة.