تحليل سوق الذهب في الربع الأول من 2024
تحليل سوق الذهب في الربع الأول من 2024 حيث شهد سوق الذهب العالمي تغيرات كبيرة مدفوعة بعوامل مثل شعور المستثمرين، والتوترات بين البلدان، والتقدم التكنولوجي، والعلامات الاقتصادية الكبيرة. يبحث هذا التقرير بدقة الأنماط والتغيرات الرئيسية التي حدثت في سوق الذهب خلال تلك الفترة.
حيث قفز سعر الذهب بسبب زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي العالمي، لا سيما فيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط والتي توسعت المخاوف من تعمقها خاصة فيما يخص الحرب بين إسرائيل وإيران.
في حين وصل الذهب إلى مستويات قياسية في الربع الأول من العام واستمر في الارتفاع في الربع الثاني، فإن الأسباب الكامنة وراء هذه الزيادات ظلت غير واضحة، حيث أصبحت الإسناد الأولي للتحولات في السياسة النقدية الأمريكية أقل إقناعا. وتشير بعض التقارير إلى أن البنوك المركزية، ولا سيما في الصين وتركيا، كانت تشتري الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
كانت البنوك الدولية قد توقعت في السابق أسعار الذهب لهذا العام، لكن الكثير منها عدلت الآن تقديراتها صعودا، مع توقعات تصل إلى 2700 دولار للأونصة. وقد دفع الوضع الجيوسياسي الحالي إلى هذه المراجعات، مما يشير إلى أن ارتفاع أسعار الذهب قد يكون مرتبطًا بتوترات جيوسياسية أعمق وليس مجرد تحولات في السياسة النقدية.
ويشير التقرير إلى أن الزيادات المستمرة في أسعار الذهب يمكن أن تشير إلى صراعات عالمية أوسع نطاقا وتعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في العالم.
تقرير مجلس الذهب العالمي حول اتجاهات الطلب على الذهب للربع الأول من عام 2024
نستعرض تقرير مجلس الذهب العالمي حول اتجاهات الذهب خلال الربع الأول من العام الجاري، والذي يكشف عن إجمالي حجم الطلب، واداء صناديق الذهب المتداولة، حجم الطلب في قطاع المجوهرات، الطلب من البنوك المركزية، وديناميكيات العرض.
تحليل سوق الذهب في الربع الأول من 2024
إجمالي الطلب
أظهر إجمالي الطلب على الذهب خلال الربع الأول من عام 2024 أداءً متباينًا. وباستثناء الطلب خارج البورصة، شهد الطلب على الذهب انخفاضًا بنسبة 5% على أساس سنوي ليصل إلى 1,102 طن. ومع ذلك، عند النظر في مشتريات المستثمرين الكبيرة خارج البورصة، ارتفع إجمالي الطلب على الذهب بنسبة 3% على أساس سنوي ليصل إلى 1238 طنًا، وهو ما يمثل أقوى أداء في الربع الأول منذ عام 2016. وظلت البنوك المركزية جهات فاعلة مهمة في سوق الذهب، مما ساهم في هذا النمو. وذلك بإضافة 290 طناً (صافياً) إلى احتياطياتها الرسمية. كما شهد الطلب على السبائك والعملات المعدنية ارتفاعًا متواضعًا بنسبة 3% على أساس سنوي، ليصل إلى 312 طنًا.
صناديق الذهب المتداولة
اتسم أداء الصناديق المتداولة في بورصة الذهب (ETFs) في الربع الأول من عام 2024 بالتقلبات. شهدت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة من الذهب على مستوى العالم انخفاضًا ملحوظًا بمقدار 114 طنًا خلال هذا الربع. وفي حين شهدت أوروبا وأمريكا الشمالية تدفقات خارجة في أسواق صناديق الاستثمار المتداولة، سجلت آسيا تدفقات داخلة إلى المنتجات المدرجة، مما عوض جزئياً الانخفاض الإجمالي. ومن الجدير بالذكر أن الصناديق المدرجة في الولايات المتحدة شهدت تحولاً إيجابياً في نهاية الربع، مما يشير إلى تغير معنويات المستثمرين.
قطاع المجوهرات
على الرغم من مواجهة الرياح المعاكسة، أظهر قطاع المجوهرات العالمي مرونة خلال الربع الأول من عام 2024. وشهد استهلاك المجوهرات انخفاضًا هامشيًا بنسبة 2٪ على أساس سنوي، ليصل إلى 479 طنًا. ومع ذلك، شهد تصنيع المجوهرات ارتفاعًا متواضعًا بنسبة 1% على أساس سنوي، ليصل إلى 535 طنًا. وأدت هذه الزيادة في التصنيع إلى زيادة المخزون بمقدار 56 طنًا خلال الربع، مما يشير إلى استقرار الطلب المحتمل في المستقبل.
الطلب على التكنولوجيا
برز قطاع التكنولوجيا كمحرك مهم للطلب على الذهب خلال الربع الأول من عام 2024، حيث شهد انتعاشًا ملحوظًا. ارتفع الطلب على الذهب في تطبيقات التكنولوجيا بنسبة 10% على أساس سنوي، مدفوعًا في المقام الأول بالطلب المتزايد في قطاع الإلكترونيات، مدفوعًا بالتقدم في الذكاء الاصطناعي.
اتجاهات الأسعار
أظهر سعر الذهب أداءً قويًا طوال الربع الأول من عام 2024، حيث وصل إلى أعلى مستوياته التاريخية. ارتفع سعر الذهب في LBMA (PM) إلى مستوى قياسي بلغ 2,070 دولارًا للأونصة، مسجلاً زيادة كبيرة بنسبة 10% على أساس سنوي وارتفاعًا بنسبة 5٪ على أساس ربع سنوي. واصلت أسعار الذهب مسارها التصاعدي في شهر مارس، وبلغت ذروتها عند سعر إغلاق قدره 2214 دولارًا للأونصة بنهاية الربع.
ديناميكيات العرض
أظهرت ديناميكيات جانب العرض في سوق الذهب خلال الربع الأول من عام 2024 اتجاهات مختلطة. وسجل إنتاج المناجم زيادة ملحوظة بنسبة 4% على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 893 طنًا في الربع الأول. واستكملت هذه الزيادة في الإنتاج من خلال زيادة متزامنة في أنشطة إعادة التدوير، والتي زادت بنسبة 12٪ على أساس سنوي إلى 351 طنًا، وهو ما يمثل أعلى إمدادات إعادة التدوير منذ الربع الثالث من عام 2020.
سلوك المستثمر
يعكس سلوك المستثمرين في سوق الذهب خلال الربع الأول من عام 2024 مزيجًا من عمليات جني الأرباح الغربية وعمليات الشراء الشرقية. وبينما شهدت الأسواق الغربية عمليات شراء قوية للذهب، فقد قوبلت بمستويات صحية من جني الأرباح. وفي المقابل، أدى ارتفاع الأسعار إلى تحفيز أنشطة الشراء القوية في الأسواق الشرقية، مما يؤكد التباينات الإقليمية في معنويات المستثمرين.
أظهر سوق الذهب في الربع الأول من عام 2024 تفاعلًا معقدًا بين ديناميكيات الطلب والعرض والمستثمرين. على الرغم من مواجهة رياح معاكسة مثل انخفاض استهلاك المجوهرات وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة إلى الخارج، ظل السوق مزدهرًا، مدفوعًا بعمليات شراء قوية من البنك المركزي، والطلب التكنولوجي، والأداء القوي للأسعار. وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تستمر حالات عدم اليقين الجيوسياسية وقرارات السياسة النقدية وعوامل الاقتصاد الكلي في التأثير على مسار سوق الذهب في الأرباع اللاحقة.
الملخص
تحليل سوق الذهب في الربع الأول من 2024 شهد سوق الذهب تحولات كبيرة مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية والتقدم التكنولوجي والمؤشرات الاقتصادية. ارتفعت أسعار الذهب بسبب زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن وسط حالة من عدم اليقين العالمي، لا سيما فيما يتعلق بالصراعات في الشرق الأوسط.
وقامت البنوك المركزية، ولا سيما في الصين وتركيا، بزيادة احتياطياتها من الذهب كوسيلة للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية. على الرغم من الغموض الأولي فيما يتعلق بالدوافع وراء ارتفاع الأسعار، تتوقع التوقعات المعدلة أن تصل الأسعار إلى 2700 دولار للأونصة، مما يعكس توترات جيوسياسية أعمق.
يكشف تقرير مجلس الذهب العالمي لنفس الفترة عن أداء متباين في إجمالي الطلب على الذهب، مع انخفاض بنسبة 5% باستثناء الطلب خارج البورصة (OTC). حيث نجد زيادة بنسبة 3% عند النظر في مشتريات المستثمرين الكبيرة خارج البورصة. كما ساهمت عمليات استحواذ البنوك المركزية بشكل كبير في هذا النمو.
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة للذهب تقلبات، حيث شهدت انخفاضًا في الحيازات العالمية. ولكن مع تحولات ملحوظة في المعنويات، خاصة في آسيا، حيث ظهر قطاع المجوهرات مرونة على الرغم من الانخفاض الطفيف في الاستهلاك، في حين ارتفع الطلب على تطبيقات التكنولوجيا بنسبة 10%، مدفوعاً بالتقدم في مجال الإلكترونيات.
صلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها التاريخية، مدفوعة بمعنويات المستثمرين القوية وديناميكيات جانب العرض، بما في ذلك زيادة إنتاج المناجم وأنشطة إعادة التدوير.
وقد أبرزت الاختلافات الإقليمية في سلوك المستثمرين مدى تعقيد السوق، حيث أظهرت الأسواق الشرقية نشاط شراء قوي وسط عمليات جني الأرباح الغربية.
ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم اليقين الجيوسياسية والسياسات النقدية في التأثير على سوق الذهب في الأرباع اللاحقة.
التعليقات مغلقة.