--------------------------------------

--------------------------------------

كل ما تريد أن تعرفه عن التداول عالي التردد

التداول عالي التردد (HFT) أو التداول الخوارزمي، المعروف أيضًا باسم التداول الآلي ، طريقة تداول تم استحداثها ليس من فترة طويلة بفضل تحديثات التكنولوجيا. حيث يتم تنفيذ صفقات التداول عن طريق برامج تداول تعمل بشكل الآلي، تمت برمجتها بشكل مسبق بناء على قواعد محددة.  تتضمن الأوامر البرامجية التي يتم ادراجها في تلك البرامج بعض الاعتبارات والمعايير التي يقوم عليها نظام التداول مثل التوقيت والسعر وحجم الطلب.

في المعتاد يتم استخدام التداول الخوارزمي من قبل الشركات الكبرى والتي لها القدرة المالية والفنية على توظيف المتخصصين لوضع صيغ التداول التي تتميز بالتعقيد.  الهدف الرئيسي من الاعتماد على تلك البرامج الاستفادة من السرعة والموارد الحسابية لأجهزة الكمبيوتر لاتخاذ قرارات التداول بشكل أكثر كفاءة واتساقًا من المتداولين العادي.

مميزات وعيوب التداول عالي التردد

لدى التداول عالي التردد بعض المزايا والعيوب للأسواق المالية. اما المزايا فيمكن ايجازها في يعض النقاط:

يمكن لخوارزميات التداول الخوارزمية تنفيذ عمليات التداول بسرعة خارقة، مما يفتح فرص أفضل للاستفادة من فرص السوق العابرة وتقليل تكاليف المعاملات. في نفس الوقت تتميز تلك البرامج بعملها بشكل مبرمج لذا لا وجود لعوامل العاطفة والتحيزات العقلية لدى المتداولين. مما يضمن التنفيذ بأفضل شكل لاستراتيجيات التداول المحددة مسبقًا. اخيرًا لإنها برامج سابقة التجهيز فهي تتيح اختبار استراتيجيات التداول مقابل البيانات التاريخية لسوق مما يفعل ميزة إمكانية تطويرها قبل الاستخدام

ساهم التداول الخوارزمي في زيادة السيولة في العديد من الأسواق، مما يسهل على المتداولين شراء وبيع الأوراق المالية دون التأثير بشكل كبير على الأسعار. حيث وسع من مقدار السيولة في الأسواق، وقلل من فروق أسعار العرض والطلب. كما عزز كفاءة السوق من خلال دمج المعلومات الجديدة بسرعة في الأسعار، مما قلل من عدم كفاءة السوق ويستغل فرص المراجحة.

اما على الجانب الاخر فهناك عيوب في تلك الطريقة من التداول ابرزها

يزيد من تقلبات السوق ويخلق تحركات مفاجئة في الأسعار، حيث يعمل المتداولون الخوارزميون كصانعي سوق، حيث يوفرون السيولة من خلال التسعير المستمر لأسعار الشراء والبيع لورقة مالية معينة. مما يعطي ميزة غير عادلة للشركات الكبيرة على صغار المستثمرين. فتلك الشركات لها القدرة من بناء تلك الانظمة عن طريق استقطاب أفضل المتخصصين والحصول على البيانات التاريخية 

 اخيرًا يثير التداول الخوارزمي مخاوف أخلاقية وتنظيمية حيث أن ذلك التداول قائم في الاساس على استغلال تناقضات الأسعار بين الأسواق المختلفة أو فئات الأصول لتحقيق الأرباح دون تحمل مخاطر كبيرة.

كيفية تعمل استراتيجيات التداول عالي التردد  

 المراجحة الإحصائية

تتضمن هذه الإستراتيجية استغلال فروق الأسعار المؤقتة بين أزواج العملات ذات الصلة باستخدام النماذج الإحصائية وتحليل البيانات التاريخية. على سبيل المثال، قد يستخدم المتداول نموذج الارتداد المتوسط لتحديد متى يكون زوجان من العملات غير متزامنين ويضع أوامر لشراء الزوج المقوم بأقل من قيمته وبيع الزوج المقدر بأعلى من قيمته، متوقعًا أن يتقاربا على المدى الطويل.

صناعة السوق

تتضمن هذه الإستراتيجية توفير السيولة للسوق من خلال تقديم أوامر العرض والطلب بشكل مستمر، والاستفادة من الفارق بين هذه الأسعار. على سبيل المثال، يمكن للمتداول أن يقتبس سعر عرض قدره 1.2000 وسعر طلب قدره 1.2002 لزوج يورو/دولار أمريكي، ويكسب 0.0002 نقطة لكل صفقة. يمكن للمتداول أيضًا تعديل الأسعار بناءً على ظروف السوق والطلب.

 التداول المبني على الأخبار

 إستراتيجية تداول قائمة على التفاعل مع الأحداث الإخبارية التي تحرك السوق وإصدارات البيانات الاقتصادية بشكل أسرع من المتداولين الآخرين. على سبيل المثال، قد يستخدم المتداول معالجة اللغة الطبيعية وتحليل المشاعر لمسح عناوين الأخبار والتغريدات بحثًا عن الكلمات الرئيسية التي تشير إلى تأثير إيجابي أو سلبي على زوج العملات، ووضع الأوامر وفقًا لذلك قبل تفاعل السوق.

 سكالبينج

تتضمن هذه الإستراتيجية جني أرباح صغيرة من عمليات التداول المتكررة، والتي تستمر عادةً من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق. على سبيل المثال، قد يستخدم المتداول المؤشرات الفنية وأنماط الأسعار لتحديد الاتجاهات والإشارات قصيرة المدى، ووضع أوامر لمتابعة اتجاه السوق، وإغلاق المراكز بمجرد تحقيق ربح صغير.

بالنسبة لمتداولي التجزئة تتوافر الكثير من الاكسبيرتات القائمة على التداول الآلي والتي تدعي انها مقتبسة من أنظمة تداول لشركات كبرى وتحمل بعض التسميات الرنانة والتي لها علاقة بكلمة التداول عالي التردد. وعلى الرغم من أداء تلك الاكسبرتات الرائع في اختبار البيانات التاريخية، وعلى الحسابات التجريبية ايضاً، الا انه عند تطبيقه بشكل واقعي لا نجد نفس النتائج. وذلك لعدة أسباب ابرزها رفض الشركات تنفيذ تلك الأوامر بنفس الكيفية التي كان يتم تطبيقها في الحسابات التجريبية.

 

التعليقات مغلقة.